المقالات

تصعيد ارهابي وتحريض على الفتنة وخطة امنية جديدة-لا تتدخل فيها الاحزاب

1375 03:56:00 2007-01-11

( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

الذي حصل قبل يومين في منطقة الفحامة وفي حي الفرات والعامل والشعلة والرحمانية وشارع حيفا من جرائم قتل وشنق للمواطنين الابرياء وحرق للبيوت بعد قتل وتهجير اصحابها من قبل ما يسمى بـ(فيلق عمر) يدل دلاله واضحة وجلية على ان هذه الجرائم جاءت على خلفية تصريحات طائفية اطلقها بعض اعضاء هيئة علماء المسلمين قبل وقوعها بيومين الامر الذي حذر منه السيد نوري المالكي رئيس الوزراء معتبراً هذه التصريحات بأنها تحريض على اثارة الفتنة الطائفية.

العراقيون يرون ان الذين يحرضون على مثل هذه الفتن هم أتباع النظام البائد من الصداميين بالتحالف مع الفرق الضالة من التكفيريين الذين يدخلون الى العراق عبر حدود بعض دول الجوار الغاضبة من المسيرة السياسية العراقية الديمقراطية الدستورية فهذه الدول ومن خلال اجهزتها الامنية متورطة بشكل سافر لا يقبل الشك بدعم الارهابيين والصداميين بالمال والسلاح والرجال فضلاً عن تسخير وسائل اعلامية متنوعة لخدمتهم.

هذا التصعيد الارهابي في هذه الايام بالذات والذي أعقب عملية اعدام الدكتاتور صدام جاء على خلفية مواقف بعض حكومات المنطقة التي تباكت على عملية الاعدام وانتقدتها الامر الذي الجأ السيد رئيس الوزراء الى ان يحذر هذه الدول من التدخل بالشأن الداخلي العراقي ويهدد بأعادة النظر في علاقات العراق بها.المراقبون السياسيون عدوا هذا التحذير والتهديد من قبل الحكومة العراقية قد تساوق مع الاعلان عن تطبيق خطة امنية جديدة في بغداد لوقف التدهور الامني ووقف نزيف الدم مع رفض تدخلات الاحزاب السياسية في هذه الخطة لكي لا تبقى اية ذريعة في جعبة المتصيدين بالماء العكر من ان ما يسمى بالميليشيات المسلحة تتدخل في هذه الخطة لمصالح حزبية او فئوية.

بالاضافة الى هذه المواقف جاءت عملية الاسراع في بناء جاهزية القوات المسلحة العراقية والاجهزة الامنية وتمكينها من الامساك بالملف الامني بشكل كامل دون الاعتماد على القوات متعددة الجنسيات والتي عادة ما تغض الطرف عن بعض العمليات التي تنفذها المجاميع الاجرامية ضد الابرياء بل وتمنعهم احياناً من الدفاع عن انفسهم ومساكنهم كما حصل قبل يومين في حي الفرات حيث احرق الارهابيون عدة منازل لمواطنين ابرياء في هذا الحي تحت انظار وسمع القوات متعددة الجنسيات.

أمام هذه التحديات لحكومة الوحدة الوطنية من قبل الصداميين والتكفيريين اصبح لزاماً على كافة الكتل والاحزاب السياسية المشاركة في العملية السياسية ان تتحمل مسؤوليتها الكاملة في التصدي للارهابيين وان تعلن مواقفها الرسمية بشكل واضح وشفاف واذا عجزت عن ذلك عليها ان تنسحب لان بقائها داخل العملية وهي تضع قدماً مع الدولة واخرى مع الارهاب سوف لا يمكن السكوت عليه بعد الان وعن مثل هذه التصرفات التي تتعارض مع المصلحة الوطنية العليا للشعب العراقي.

البعض الذي يتصور ان التغييرات التي تحدثها الادارة الامريكية في مواقع بعض القادة العسكريين او السياسيين _ وهي بلا شك من تداعيات الانتخابات الامريكية الاخيرة _ سوف تصب في مصلحة العملية السياسية فهو على خطأ كبير ذلك لان مثل هذه التغييرات تحدث في كل حكومات العالم وهي شأن داخلي لا صلة له باستقرار الاوضاع خارج حدود تلك الدول، وهذا ما يؤكد ما ذهبنا اليه من ان اصل حل المشكلة الامنية هو بيد العراقيين انفسهم وهذا يستدعي اذا ما خلصت النوايا الى دعم واسناد حكومة الوحدة الوطنية واعلان المواقف السياسية التي تنسجم ولا تتقاطع مع بناء العراق الجديد على اسس المشاركة الفاعلة في صنع القرار السياسي وفي الحفاظ على الوحدة الوطنية ومحاربة الارهاب بكافة أشكاله وتجسير الروابط والاواصر بين مكونات الشعب العراقي وتحقيق البناء الديمقراطي الدستوري ألتعددي الفيدرالي للوصول الى مستقبل زاهر خالِ من الاقتتال الطائفي او العرقي والتخلص من كل الارث الذي تركته الدكتاتورية السابقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك