المقالات

الفرق بين جيش السلطة وجيش الدولة

1551 16:48:00 2007-01-13

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

بكل تأكيد ان أي دولة تريد ان تكون قوية مقتدرة لابد لها ان تهتم ببناء مؤسساتها الامنية والعسكرية والتربوية والعلمية والاقتصادية الى غير ذلك من المؤسسات الاخرى. ولا يمكن لأي كيان او نظام سياسي النجاح في بناء دولته ما لم يلتزم بهذه المعايير الاساسية ومن ثم العمل على وضعها في خدمة اهداف وتطلعات شعبه لتحقيق ما هو ممكن منها. ربما تكون هذه هي القاعدة المتبعة عند الانظمة السياسية الحاكمة في مختلف دول العالم بما فيها بعض الانظمة ذات الاتجاهات الاحادية غير التعددية او الديمقراطية.

وتنفرد المؤسستين الامنية والعسكرية عما سواهما من مؤسسات اخرى بمسؤوليات وطنية اكبر واوسع باعتبارهما المؤسستين المتخصصتين بحفظ امن المواطن وسيادة الوطن وهذه مسؤولية جسيمة ربما تحتاج الى جهد وتضحيات ودماء اكثر مما تحتاجه المؤسسات الخدمية او الانتاجية او التربوية او غيرها.

لكن النظام المخلوع جاء وكأنه مصمم على تفتيت عراقية هاتين المؤسستين واستبدالهما بمؤسسات اخرى، فاستحدث قوانين اساسية ومهنية وفنية جديدة غير التي كانت معتمدة في المراحل الممتدة من عقد العشرينيات وحتى عقد السبعينيات من القرن الماضي وذلك بهدف تفريغ هاتين المؤسستين من عناصرهما واهدافهما الوطنية، وقد لعبت تلك القوانين دوراً خطيراً في حرمان المواطن العراقي من البقاء او الانتساب في والى هاتين المؤسستين، ولم يكتف النظام بتلك الاجراءات المشبوهة بل انه اوجد مهاماً واهدافاً اكثر شبهة لهاتين المؤسستين عندما اوكل اليهما مسؤوليات الابادة الجماعية لشرائح شعبنا العراقي في كردستان العراق شمالاً وفي اضطهاد الاغلبية العربية العراقية الشيعية في الوسط والجنوب. وتشير معظم التقارير والاحصاءات ان ضحايا هاتين المؤسستين في عهد النظام المخلوع قد زاد على الاربعة ملايين ضحية عبر العقود الثلاث والنصف التي جثم فيها على صدور العراقيين.

النظام لم يكتف بإفراغ هاتين المؤسستين الوطنيتين من مضامينهما الوطنية ومهامهما المهنية النبيلة، بل انه شرع بإيجاد مؤسسات اخرى كجيش السلطة المتمثل بأكبر الفرق والالوية العسكرية ذات التجهيز والقدرات القتالية العالية في موازات بناء مؤسسات امنية غير تقليدية كأجهزة المخابرات والامن الخاص والمرتبطين بشكل مباشر برأس النظام وابنائه والدائرة المقربة جداً منه، وهنا سنبتعد مؤقتاً في اقتفاء اثر هاتين المؤسستين الارهابيتين على امل العودة لكشف النقاب عنهما اكثر في نوافذ قادمة لكننا نجد انفسنا مضطرين للاشارة الى الروح الوطنية المتفجرة تضحية ومسؤولية وهي تعود الى هاتين المؤسستين بعد الاطاحة التأريخية بالنظام المقبور، اذ كم سيبدو الفرق كبيراً ونحن نترقب ألوية جيشنا الجديد وهي تتهيأ لإنقاذ بغداد من قوى الردة والتكفير والبعث المجرم قادمة من مناطق ابناء ضحايا الانفال والاهوار وقباب الذهب على عكس ما كان يفعله النظام عندما كان يبعث بجيوشه من ثكنات بغداد لسحق اهل الجنوب واهل الشمال في آن معاً .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك