المقالات

حول مؤتمر بغداد...

1207 22:51:00 2007-03-04

( بقلم : سعد خيون البغدادي )

لعل مؤتمر بغداد يشكل اعترافا متعدد الاطراف بعمق الازمة العراقية وتشعباتها وبالتالي تعيقدها على المستوى المحلي. ولعله يشكل فرصة للتخفيف عن الحكومة الحالية كما انه فرصة مناسبة للحكومات السابقة بان ما حدث في العراق سببه هو التدخل الدولي والاقليمي في الساحة العراقية التي شهدت عدم استقرار طيلة السنوات الاربع الماضية حتى وصل العنف الى ابلغ مدياته.

وحسنا فعلت حكومة الائتلاف من اشراك او دعوة الدول الاقليمية والدولية لتجتمع على وقف نزيف الدم العراقي ولتكف من تدخلاتها وصراعها. ما انجزته حكومة الائتلاف كبير جدا فمثل هذا المؤتمر الدولي فضلا عن منحه الشرعية الدولية للحكومة العراقية خاصة من دول ظلت تكابر وتتدخل تحت مسميات الاحتلال ومقاوم الاحتلال ودعم المقاومة الشريفة؟ جاءت الان لتعلن ان مصالحها في خطر وعليها ان تكف عن اللعب بالنار. الدول الاقليمية بدورها استشعرت الخطر المحدق بها من جراء اتساع دائرة العنف الطائفي في العراق والذي امتد اليها . فلا احد ينكر ان المسالة الطائفية اصبحت هي السمة التي توجه سياسات الدول الاقليمية حتى ان حربا مع اسرائيل تم النظر اليها طائفيا. فالدول السنية اصطفت مع الدولة العبرية فيما كانت الدول الشيعية او ذات الاغلبية الشيعية تناصر حزب الله ومعها الجماهير العربية التي وجدت في الحرب الاسرائلية متنفسا ضد الهيمنة الاستبدادية من قبل حكامها. كل هذه التداعيات لم تكن معروفة قبل استفحال القتال الطائفي في العراق حتى ان دولا مهمة بدات تعقد مؤتمرات طائفية على اراضيها وسمحت لفقهاء البلاط باستنساخ التاريخ الاسلامي والصراع المذهبي وبدنا نسمع في الفضائيات العربية بل الاخبارية تحديدا من هو اولى في الخلافة علي ام ابو بكر. وهل كانت السقيفة بداية انهيار الامة ؟ وهلم جرا... صراع سرعان ما لاقى الفشل الذريع في الشارع العربي المحبط والمقيد والمغترب عن ذاته وعن مجتمعه؟ هذه الاسباب دعت هذه الدول الاقليمية الى مراجعة الذات بعد فشل المشاريع الطائفية ؟دعتها الى مناقشة الازمة والمشاركة في حلها بدلا من ارسال المخخات ودعم الارهاب. الدول الاقليمية اليوم مدعوة الى دعم العملية السياسية الجارية في العراق بدلا من صب الزيت على النار

فشل المشاريع الطائفية هو احد اسباب نجاحنا في العراق .الثمن كان غاليا دماء طاهرة من العراقيين شهداء تدمير كامل للبنية التحتية استشراء ظواهر الفساد الاداري المفجع. سرقة اموال النفط الهروب بملايين الدولارات بل امريكا مثل ايهم السامرائي. سرق منا سبعة مليار دولار كثيرون من امثاله كانوا السبب في الحالة الماساوية التي وصلنا اليها. والامر الاكثر ماساوية هو الموت اليومي في الشارع العراقي . نتفق جميعنا ان سببه هو الدول الاقليمية التي دخلت في صراع مع بعضها البعض اضف اليه صراعها الايدلوجي مع امريكا . هذه الصراعات استمرت وبعناد على الرغم من دعوات الحكومة العراقية لدول الجوار بان تلعب دورا ايجابيا .ولاكثر من سبعة مؤتمرات لدول الجوار العراقي الا اننا في كل مرة نلمس المزيد من المفخخات ونكتشف مزيدا من الاموال الداعمة للارهاب. نكتشف هذا ونصارح به . الا اننا فوجئنا بان للقوم مارب في العراق. بعضهم يريد حقوق السنة والحفاظ عليها من التهميش والاقصاء ؟ وهو يفرض الوصاية بكل وقاحة حتى ان موظفا في سفارة تلك الدولة يكتب بان بلاده ستتدخل لحماية سنة العراق. في الاتجاه الاخر تطب دولة اقليمية بطرد منظمة ارهابية تحظى بحماية القوات الامريكية في العراق وهي تصرح بهذا في اكثر من مناسبة وتمتد قائمة الدول الاقليمية لتشمل كركوك ؟ والفلوجة ومدن واماكن متعددة من العراق اما القائمة الدولية فتتنوع من حقل مجنون الى بابا كركر؟

هذه الامور وغيرها تحطمت على الصمود الاسطوري للارادة العراقية في مواجهة اخطر التحديات. كل هذه الامور ستجعلنا في مؤتمر بغداد اكثر قوة واكثر صراحة ترى ماذا تريدون لوقف هذا النزيف ؟؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك