المقالات

ازدواجية القرار العربي

1303 14:09:00 2007-03-05

( بقلم: عبد الرزاق السلطاني )

الاختلاف والرؤى شيء طبيعي وظاهرة صحية اذا كانت بعيدة عن العنف للوصول الى الحقيقة، اما الاثارات التي تؤجج الشارع وتسكب الزيت على النار في ظاهرة غير صحية التي يجب ان تلجم من قبل المؤسسات الحكومية بكافة الوسائل المتاحة، فالذين يسممون الحياة ويعجزون المجتمع من استعادة امنه واستقراره بوضعهم العصي في دواليب العجلة العراقية من خلال الدعوات المشبوهة القادمة من خارج الحدود وهدفها هو الالتفاف على حكومة الوحدة الوطنية، فهؤلاء هم الفاشلون الذين يتوارون خلف يافطات العملية السياسية.. ولكي لا تختلط الصورة فالاحتراب والتخلف الطائفي ليس شيئا تقليديا اخلاقيا، ولا مجال للمضي تحت عباءته، فالايغال بالنهج العدواني هو ربح صافٍ لاعداء التغيير، وبالطبع هنالك بعض الأطراف هي المستفيد الاول من تلك الفوضى باعتمادهم المناخات التي تشعل من خلالها الخلافات، فهؤلاء لا يناسبهم استقرار البلد، حيث اكتظ المشهد العراقي باصوات ورؤى وصراخات هؤلاء جاهدين كبح قدرة الحكومة المنتخبة على فرضها القانون الذي سيقض مضاجع الارهاب لامتلاكها من مقومات النجاح اكثر من اية خطة سبقتها، لتمتعها بالاسناد السياسي والشعبي، فضلا عن جعله ساحة لتصفية الحسابات، ومما اثار دهشة الذين رصدوا هذا التحول الدراماتيكي الذي لا ياتي عادة صدفة، فانعقاد المؤتمر الاقليمي لدول الجوار العراقي سيكون الفيصل لاخراجه من دائرة الصراعات وايقاف تسويق الازمات اليه عبر المطارات والحدود،

فبعض المضاربين المقامرين حاولوا تصدير البدع المشبوهة لبلدنا عبر القاعدة وفلول صدام واجهزته القمعية المهزومة وبدعم من اثرياء الارهاب بذريعة (حماية الامة) ولم يعطوا الفرصة الحقيقية للعراقيين لحل مشاكلهم الكبيرة التي ورثوها من النظام البائد، لقد عارض ادعياء الحرص على العراق من عتاة الامة موقف غالبية العراقيين في اسلوب تدبير شؤونهم، وغدا واضحا ان هدف هذه العصابات الاجرامية هو تدمير العراق كله وتحويله الى ميدان لعبثهم، وليس لحماية الامة والدفاع عن ناموسها وغير ذلك من الذرائع الواهية، فالتدخل بالشان العراقي هو ضرب من العبث الذي لا طائل منه، فتشخيصنا للتوصيف من منطلق وطني حر هو الزام دول الجوار بوضعها حد للعنف المستشري واعتماد الحلول الاخرى التقاربية بما لا يمس ركائز السيادة الوطنية العراقية، فالمخلصون لوحدة العراق التعددي الفيدرالي الدستوري لا يملكون الا الخيار الواعد بتمكين الخطة الامنية من السير بمساراتها الجدية لتطبيق القانون على الجميع وبعدالة لنزع كافة المظاهر المسلحة ليتسنى للحكومة بناء امن حقيقي يسمح بعودة المهجرين كافة الذين ذاقوا الامرين الى ديارهم مما يتطلب تحركات واسعة، وتحمل الواجب الشرعي والوطني لتجاوز الاخطاء والقصور في بعض المؤسسات الحكومية لتتحمل مسؤولياتها في توفير كافة المستلزمات لتغليب ثقافة المواطنة بعد ان قبرت حقبة كبت الحريات وسياسة الاستتباع والاملاءات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك