المقالات

البرلمانيون وأمانة الأداء

1187 17:21:00 2007-04-12

( بقلم: عبد الرزاق السلطاني )

بعد ان بدأ ينكشف الدور العدواني لحاضنات الارهاب وما احاط بها من تراشق بكافة وسائلها العدوانية نتيجة الشرخ الكبير بين تلك العصابات الاجرامية الصدامية والقاعدية، بعد ان اعلنت الاخيرة في بياناتها استهدافها العراقيين كافة، ظنا منها اعادة العراق لما قبل 9/4، بعد ان دمر البعث الصدامي العراق، واطبق على الحياة السياسية فيه، وحوله الى سجن كبير، ومن المؤكد ان الارهاب الصدامقاعدي قد نشط بعد ان تلقى الدعم الكبير المقدم من بعض دول الجوار الاقليمي وقد استشرى لان أصحاب الجريمة المنظمة والقتل على الهوية ليس من السهل خلعهم عن واقعهم الدموي الذي هم فيه، فضلا عن عملهم خلال الفترات الماضية في ترسيخ هذا الوجود، وكانوا وبالا ليس على العراقيين فحسب انما على المنطقة برمتها، لذا فاننا اليوم بحاجة لكسر واقع الغموض الاستراتيجي في المنطقة الذي فرض نفسه علينا بعد الاطاحة بالديكتاتورية الصدامية التي جثمت على الجسد العراقي واطبقت عليه لاكثر من ثلاثة عقود دامية من الزمن، ان تطورات الساعات الاخيرة وضعت الحالة العراقية امام مرحلة جديدة تنذر بتطورات ايجابية جديدة على العراق تفوق ما يحدث على الصعيدين الداخلي والخارجي، وبالخصوص انعكاس ذلك على منظومة المعادلات والاصطفافات والتحالفات القائمة على المشهد العراقي الراهن وفعالياتها لدعم الاداء الحكومي، لا سيما بعد سياسة مسك العصا من الوسط مما يتطلب تحديا استثنائيا وجهدا انفجاريا لقبر الارهاب وتجفيف منابعه وتسريع التعامل مع الاحداث المتسارعة والملفات الامنية الشائكة، وهنالك قضيتان تمثلان تحديا يتطلب من الدول العربية التعامل معهما بمسؤولية تامة، فهما لا يحتملان التاجيل والارجاء، بمثل ما تتعامل به مع القضايا الكبرى المزمنة والمعقدة، اذ يمكن تحديدها باشارات الخطر القاعدي العابر للحدود، الذي عرف عن نفسه في عدة دول اهمها المصدرة لادوات الموت المجاني من اسلحة وانتحاريين، والثانية تضارب المصالح والارادات التي انعكست بظلالها على شكل خلافات داخلية في عدد من دول المنطقة التي تعد جرس انذار من شعوبها بعد ان باتت عرضة للاطاحة بها لتغيير واقعها المؤلم،

وبصرف النظر عما يجري اليوم من محاولات حرف الانظار عن المسارات الوطنية وثوابتها المعلنة في القصاص من المجرمين الذين هم سبب اساسي في تاسيس المقابر الجماعية والانفال وتغيير ديموغرافية العراق وغيرها، فالجدل المحتدم حول مسودة قانون الاجتثاث المقترحة سيكون للبرلمان المنتخب كلمة الفصل فيه ولا غير وعليه لا يمكن السماح لسفاحي الامس ممن تسبب في ابادة جماعية او ساهم فيها الدخول في التعددية السياسية، فقد اظهرت الشواهد شوفينية (حزب البعث الصدامي) التامرية حتى على نفسه، فهو نتاج فكري مشوه ذو اساليب ارهابية احرقت الحرث والنسل، اوصلت العراق والمنطقة ليكون ساحة ابادة بشرية جرب فيها تجار الحروب كافة اسلحتهم وسمومهم على يد طاغيتهم وحزبه الفاشي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك