المقالات

وقفة بين جريمتين مروعتين

1217 18:05:00 2007-04-18

( بقلم : علي حسين علي )

يوم الخميس الفائت ارتكب الارهابيون التكفيريون والصداميون جريمتين بشعتين، الأولى هي تفجير جسر الصرافية البغدادي العريق والذي يجمع بين رصافة دجلة الخير وكرخها. والثانية هي تفجير استراحة في مجلس النواب العراقي وما أسفر عن هذا العمل الارهابي من ضحايا بين شهيد وجريح.في الجريمة الأولى استهدف التكفيريون جسراً يمثل رمزاً بغدادياً ويعد واحداً من اشهر معالم بغداد التي يعتز بها أهلها، وإذا تركنا جانباً أهمية الجسر كوسيلة ربط بين ضفتي دجلة، فإن الخطير في تفجير جسر الصرافية هو تقسيم بغداد وعزل رصافتها عن كرخها، بمعنى ان الارهابيين يريدون وراء عملهم المشين هذا تقسيم بغداد وليس غير ذلك.

أما الجريمة البشعة الأخرى، وهي تفجير قاعة استراحة في مجلس النواب، فإن هدف هذا العمل الشنيع معروف، وطالما جاهر به الأرهابيون، فالبرلمان العراقي، بجميع مكوناته(شيعة وسنة عرباً وكرداً وتركمان ومسيحيين وغيرهم) هؤلاء هم ممثلو الشعب العراقي وقد وصلوا الى مقاعد البرلمان بانتخابات نزيهة وشفافة، ووجودهم يضفي شرعية على الدولة العراقية وهذا ما يريده الارهابيون وما يعملون على الضد منه.وإذا كان التكفيريون الارهابيون قد رفعوا طوال السنوات الماضية شعارات طائفية فإنهم بتفجيرهم لاستراحة النواب في مبنى البرلمان قد كشفوا عن عدائهم لكل العراقيين من دون تمييز ومن هنا نرى أن يراجع البعض مواقفهم ويوقفوا سيل تصريحاتهم واشادتهم بالمقاومة، فالمقاومة المزعومة ليست موجهة إلا إلى العراقيين جميعهم، ونرى أيضاً أن الاصرار من قبل البعض على استمرار التبجح بأعمال(المقاومة) الجهادية انما يؤذي الشعب العراقي ويستخف بعقله.

ومن حدثي يوم الخميس المروعين تفرض بعض الأسئلة نفسها من بينها كيف استطاعت ناقلة كبيرة أو متوسطة تجاوز كل نقاط التفتيش لتصل الى الجسر وتنفجر فوقه؟.  وإذا كان هناك افتراض ثانٍ بأن عملية تفجير جسر (الصرافية) كانت بتلغيمه قبل وقت من وقوع الحادث فكيف جرى هذا؟. ولماذا لم تلتفت إليها –عملية التلغيم-كل هذه الجموع من الأجهزة الأمنية المتواجدة بالقرب من الجسر-في ضفتي دجلة- وفوق الجسر وتحته (الشرطة النهرية)؟.

أما عملية تفجير قاعة الاستراحة في مجلس النواب فالأمر يحتاج الى ألف سؤال وسؤال، ومما سمعنا فإن الأجهزة الأمنية العراقية ليست معنية بحماية مبنى مجلس النواب.على أية حال، ليس دماء نوابنا إلا عزيزة علينا، وهي مثل دماء مئات الألوف من العراقيين الذين استهدفهم الارهاب وما جسر الصرافية إلا رمز جميل من رموز بغداد، ولكن كثيراً من معالم بغداد، بل مراقد مقدسة في العراق تعرضت قبل يوم الخميس الى التفجير..ونحن هنا لا نقلل من أهمية الحدثين ولا نكابر في اخفاء فجيعتنا بهما..وكل ما نريد أن نقوله هو أننا سنستمر في حربنا على الارهاب فأرض العراق لا تحتمل أن يدنسها شياطين الضلالة..فاما نحن واما هم، والله ناصرنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك