المقالات

معطيات لبناء دولة العراق الجديد

1569 23:49:00 2006-10-17

( بقلم : علي حسين علي )

يمكن توصيف المرحلة الحالية للدولة العراقية بأنها مرحلة تأسيس لدولة عصرية ومتقدمة.. ويمكن القول بأن المرحلة الانتقالية قد شارفت على نهايتها بعد ان قطعت ثلاث سنوات ونصف السنة تم خلالها إنجازات هائلة وعظيمة ايضاً، أولها أجراء أول انتخابات عامة نزيهة، وثانيها الاستفتاء الشعبي على الدستور الدائم الذي يعد اول دستور في العراق يؤمن للعراقيين حياة كريمة ويتساوى فيه المواطنون بالحقوق والواجبات فعلاً لا قولاً ويتم على أساسه تشكيل دولة حديثة ومتطورة على وفق نظام الفيدرالية التي تضمن توزيع السلطات والثروة على الأقاليم والمحافظات وتبعد شبح الانقلابات والحكم المركزي الشمولي وترصن وحدة العراق وضمان استمرارها. وثالثها الانتخابات العامة التي أسفرت عنها الحكومة الحالية، حكومة الوحدة الوطنية والتي ضمت معظم مكونات الشعب العراقي وهذه الحكومة هي التي ستقود الى بناء الدولة.

وقد تهيأت لها مقومات البناء السياسي والاجتماعي والاقتصادي فضلاً عن البناء الأمني والذي وان جاء في آخر التوصيفات للدولة الجديدة، فان له أهمية كبيرة، وتعتمد كل المشاريع والخطط والإجراءات الى حد كبير على استبباب الأمن وتثبيت الاستقرار.

قلنا ان المعطيات والمقومات قد تهيأت، ولعل اولها ان الكتل السياسية الفاعلة ورغم ما يحصل بينها من شد وجذب الا انها متفقة، بل ومقتنعة، على ان لا تصل الى حالة القطيعة والافتراق، ويمكن ان نتصور بان الذي يحصل ليس اكثر من مجادلات لتحقيق مكاسب سياسية، بمعنى ان معظم الكتل السياسية المنضوية في العملية السياسية تتصارع، ان جاز لنا توصيف الحال على وفق مفهوم الديمقراطية، وهي تعمل بان لا يتحول هذا الصراع بعيداً عن السيطرة وجميعها تعمل على ضبط مساره والتحكم بمقوده.

وثاني هذه المعطيات والمقومات هو اقرار قانون تشكيل الأقاليم، وبإقرار هذا القانون تكون الخارطة للفيدرالية قد رسمت وتحددت معالمها مما يعطي للحكومة الحالية فرصة ثمينة للبناء والاعمار وترصين الأمن أيضاً.. فالحكومات السابقات لم يكن لها الوقت الكافي للعمل، وكذلك لم تكن ممثلة للشعب العراقي بكافة أطيافه، كما هو حال الحكومة الحالية، ولم تكن قد تهيأت لها ملامح النظام الذي ستسير عليه، كما هو الوضع الآن… فالنظام الفيدرالي الذي اقره الدستور وقانون تشكيل الأقاليم أتاح للحكومة العمل وهي تعرف ما تريد ولديها خارطة طريق (قانون تشكيل الأقاليم) لبناء الدولة الجديدة.

وثالث هذه المعطيات المهمة هو ما يحصل في المنطقة الغربية وفي محافظة الانبار تحديداً، ففي هذه المحافظة حدثت انتفاضة لم يفهما الاعلام حقها، وتمثلت بنهضة عشائر الانبار العربية الأصيلة ومقارعتها للغزاة المحتلين من الإرهابيين، وملاحقة عناصر الشر والإرهاب من التكفيريين والبعثيين، وهذه الانتفاضة لها اكثر من مدلول على ان العراقيين لن يقبلوا بوضع او وجود تهدر فيه كراماتهم وتصادر فيه أرادتهم ويتحكم فيه الشقاة أياً كانوا.. لقد ادرك زعماء عشائر الانبار بان العراق يتجه الى استعادة الاستقرار الأمني من خلال حملات منظمة ومؤثرة ألحقت هزائم كبيرة بالإرهابيين وجرى خلالها تدمير قياداتهم وتشتيت قوتهم. وان مسؤوليتهم أمام أبناء وطنهم العراق وابناء محافظتهم على الخصوص تفرض عليهم القيام بواجبهم في تأمين الامن والاستقرار ومطاردة الإرهابيين، لتلتحق محافظتهم بشقيقاتها الأخرى الآمنة وليحصل المواطنون في الانبار على خيرات بلدهم لاعادة اعمار المحافظة التي تعرضت الى التدمير والفوضى الأمنية التي أفقدتها ميزتها في كونها محافظة كبيرة وواسعة وتقع على حدود جارتين للعراق لها معه علاقات اقتصادية وتجارية واسعة.

هذه المعطيات الثلاث تحفز الحكومة الحالية على بناء الدولة التي رسم خارطتها العراقيون عبر الانتخابات والاستفتاء على الدستور.. دولة العدالة والديمقراطية والأمن والامان.. دولة الرخاء التي تليق بشعب بنى أجداده أسس الحضارة العالمية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك