🛑 ✍️ د.إسماعيل النجار||
♦ الإتفاق النووي الإيراني مع دُوَل أل 5+1 = الشجرَة التي يُعَلِّق عليها الجميع آمالهم خيراً وشراً؟
[ على المستوى الصهيوني السعودي الإماراتي يُعَلقون آمالاً كبيرة على تفاقم الخلافات وتعقيدها بين واشنطن وطهران وعدم قدرة الرئيس الأميركي القادم العودَة إلى الإتفاق، والمطالبة بإجراء تعديلات بعد إضافة بنود أخرَىَ على ملف التفاوض تشمل مسألة الصواريخ البالستية الإيرانية المتطورَة ومداياتها وقدرتها،
[والأمر الآخر إنضمام دوَل أُخرَىَ مثل إسرائيل والسعوديَة والإمارات الى الوفد المفاوض ليصبح 9+1 وأن أي مفاوضات ثانية ستستغرق سنوات أُخرَىَ طويلَة مرفوضة سلفاً من طهران،
أيضاً لا يمكن لطهران القبول بالتفاوض على قدراتها الصاروخية والنووية مجدداً في الوقت التي تمتلك فيه إسرائيل ٤٥٠ رأس نووي وأحدث المقاتلات المتطورة من طراز F35 وإنتشار قواعدها حول إيران في اذربيجان وكردستان والسعوديه واليمن وأرتيريا وأثيوبيا والإمارات أيضاً في ظل قرار أميركي بتزويد الإمارات بسرب من مقاتلات أل F35،
[وإزدياد القدرة الصاروخية والتكنولوجية العسكريَة السعودية،
[ وهذا ما ترفضه إيران رفضاً مُطلقاَ،
♦ إيرانياً : تعقد طهران آمالاً كبيرة على وصول بايدن إلى البيت الأبيض والعودَة إلى الإلتزام بكل بنود الإتفاق السابق ورفع كامل للعقوبات الجائرة عليها والتي فرضها سلفهِ ترامب بشكل غير قانوني، وهذا ما يشكل صعوبة بوجهه ولا تقبَل بهِ تَل أبيب وتعمل على إفشاله.
♦ إذاً تمنيات مختلفة ومتناقضة تماماً لعدوين لَدودَين، لكنها محكومة بجملَة تحديات حقيقية ومنها قانونية تواجه الرئيس الجديد لدى دخوله البيت البيضاوي، وأهم هذه التحديات هوَ الملف النووي الذي يختلف حوله الحزبين المسيطرين على الكونغرس جمهوريين وديمقراطيين مع وضِد؟
♦️ إذ أن هناك فريق من الحزبين يعتبر أن الإتفاق النووي الذي وقعته إدارة أوباما أعطى إيران أكثر ما تستحق وأنه ساعدها على إستعادة جزء يسير من أموالها المحتجزة وفتحَ أمامها أفاق بحبوحة مالية وتحسُن إقتصادي أستطاعت طهران من إستغلاله لتطوير قدراتها وشراء بعض المواد الأولية المهمة جداً للتصنيع العسكري وتكديسها في مخازنها لإستعمالها في حال حصول أي عقوبات لاحقة لأي سبب آخر وهذا بالفعل ما حصَل،
[ ثانياً : الإتفاق يقلل من قدرة واشنطن على فرض عقوبات جديدة على طهران في المستقبل القريب كَون أن السبب والمبرِر الأساس لهذه العقوبات قد جَرَى إنتفائهما بمجرد توقيع الإتفاق النووي،
♦️ عودَة بايدن للإلتزام بالإتفاق سريعاً صعب للغاية، وقبول إيران بتعديل الأتفاق وضم مفاوضين جُدُد إليه أصعب بكثير،
والوقت يتآكل بالنسبة للأميركيين والأوروبيين قبل أن يحين موعد الإنتخابات الأيرانية القادمة بعد ستة شهور والتي يجزُم المراقبين فَوز المحافظين فيها مِما سيعقد المشهد السياسي أكثر فأكثر ويُصَعِّب الحوار معها، لأنَ ما ينتظر بايدن من الملفات التي يجب أن تصفي إيران حساباتها فيها كبيرة جداً وأهمها ملَفَي إغتيال القادة الكبار في مطار بغداد الدولي، وملف إغتيال العالم النووي محسن فخري زادَة، والتي حَسَم السيد القائد قراره بالرد عليهما والإنتقام لدمائهما من أميركا وإسرائيل؟
[ ويعتقد مراقبون أن هذا الأمر إن حَصَل ربما سيفرض أجندات سياسية وعسكرية وأمنية جديدة تدخل حَيِّز التنفيذ في المنطقة وستجعل من الملف النووي أمراً ثانوياَ أمام ما قد يستجِد على الساحة.
♦️ بايدن سيواجه مستجدات كثيرة حصلت خلال السنوات الأربع التي خَلَت، خلال عهد سَلَفِهِ ترامب منها نقل السفارة الى القدس، وضم الضفة والجولان، والإستيطان، والتحول الكبير في حرب اليَمَن لصالح أنصار الله وإنتصار سورية ودحر الإرهاب فيها، وإنتصار الحشد الشعبي على داعش وطرده من العراق، وإغتيال القادَة، وكبير العلماء النوويين الإيرانيين،
جميعها معقدة تحتاج إلى تسويات وتنازلات من جانب أميركا وإلَّا سيكون بايدن مضطراً لمواجهة إنفجاراَ كبيراً في المنطقة قَد يقلب الأمور رأساً على عَقَب.
♦ اللوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة والأفرقاء المؤيدين له داخل الكونغرس الأميركي ومجلس الشيوخ ودُوَل مجلس التعاون الخليجي ربما سيدفعون الأمور نحو التعقيد أكثر بعد الإنتخابات الإيرانية وستذهب بإتجاه سباق تَسَلُح كبير ومتسارع بين دول المنطقة وإيران.
♦ قادم الأسابيع والأشهر ستتحدث عن نفسها بِلا مواربَة وسنرى المشهد الحقيقي كيف سينقلب في المنطقة ومن ضمنها لبنان وسورية وعلينا أن لا نُفرِط بالتفاؤل وأن نكون حذرين.
♦ ✍️د. إسماعيل النجار...
لبنان[27/12/2020]
https://telegram.me/buratha