إنّ تاريخ الوهابية حافل بالأمثلة على ذلك؛ يقول ابن بشر في أحداث سنة 1169هـ : (وفيها سار سعود غازيا الى جهة الخرج فذكر له أثناء الطريق أن قافلة حافلة (تأمل كلمة حافلة جيداً؛ فهي وجبة دسمة!) من أهل الخرج والفرع وغيرهم ظاهرة من الإحساء؛ فرصد لهم سعود على ماء معروف قرب الخرج فأقبلت القافلة _وكانت على ظمأ_ الى الماء، فأغار عليهم سعود وقتلهم)! هكذا وببساطة، ثم ماذا يا ابن بشر؟ يقول (وأخذوا جميع ما معهم من الأموال والقماش والمتاع والإبل)!!ثمة مثال آخر، يقول ابن بشر في أحداث سنة 1212هـ : (وفيها غزا هادي بن قرملة وأغار على قوم في الحجاز فهزمهم وقتل منهم عدة رجال، ثم بعد شهرين غزاهم فقتل منهم قتلى وأخذ كثيراً من الابل والغنم).
ومثال ثالث ننقله من لسان مؤرخ الوهابية ايضاً، وهو ما ذكره في أحداث سنة 1245هـ حيث يقول: (وفي أوله غزا محمد بن عفيصان بأمر من الامام تركي بجيش من المسلمين(!!) وقصد ناحية الإحساء فأغار على قافلة مقبلة من بندر العقير وأخذها وكان معها من الأموال ما لا يحص) !!
هذه اذن هي دعوة التوحيد التي سعى من أجلها خوارج نجد؛ القافلة الحافلة، والكثير من الابل والغنم، واغتصاب الأموال التي لا تحصى؛ ولا بأس أن تهدر دماء المسلمين في سبيل ذلك!! وكانه ليس لهم زاجر في قوله تعالى : (إِنَّما جَزاءُ الَّذينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْديهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظيمٌ(.
إنهم وحوش لا يعرفون معنى الرحمة.
لقد تميز الوهابية بنكث العهود والمواثيق وسوء معاملة المستجيرين وقتل الأسرى وإتباع المدبر، فقد استجار مسلم يدعى (بتال السهلي) بأحد المقدمين المعروفين لدى الوهابية ويدعى ابن هندي فاصطحبه حتى دخلا خيمة قائد الوهابية، فما ان رآه الاخير حتى انقض عليه وضرب عنقه! هكذا يعامل المسلم المستجير عند الوهابية!
أما إتباع المدبر فمثاله ما فعله الوهابية في (وقعة اليتيمة) وهذا مؤرخهم عثمان بن بشر يقول نصاً: (فكر على أهل القصيم كرة واحدة كأنهم يريدون السلام أو دعوا الى مائدة، فغابت الشمس قبل وقت غيوبها!!!، واظلم بحالك الغبار شمالها وجنوبها، فوطأهم المسلمون وطأة شديدة، فلما سمعوا ضرب الهام ولوا منهزمين، وعلى جباههم هاربين، وذهل الوالد منهم ولده، والمنهزم أشفق على السلامة ورمى ما بيده، واستمر الضرب في اقفيتهم بعدما كان في صدورهم، وانتقل الطعن من نحورهم الى ظهورهم، وقتل المسلمون!! فيهم قتلا ذريعاً، وفتكوا فيهم فتكاً شنيعا، فكان الواحد من المسلمين يقتل العشرين، وأكثر من قتلهم أهل الرياض) إن أهل القصيم في نظر هؤلاء كفار لا رحمة لهم حتى عند الفرار!! قتل همجي لداعي التشفّي وسفك الدماء! انه الإسلام الوهابي الجديد.
هكذا يتعامل جيش الفتح الوهابي مع إخوتهم أبناء جلدتهم من أهل القصيم؛ فكيف تتوقع أن يكون تصرفهم أكثر إنصافاً مع باقي المسلمين؟
كانت هذه أمثلة أخرى من جهادهم في رقاب المسلمين!! اختصرناها من كتبهم التي تطفح بتاريخهم المشين بما لو سردناه بأكمله لاعدنا طباعة كتبهم ليس إلا.
42/5/13805
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha