ثقافة الكراهية والدجل والقتل

إيزيدية هاربة من داعش: باعونا لعشر مرات ولم نبق مع أحدهم أكثر من يومين

3282 08:43:56 2014-09-12

عرضت القناة الرابعة السويدية وثائقياً تلفزيونياً عن ضحايا داعش من الإيزيديين، أعده المصور الكردي المقيم في السويد هوجير هيروري الذي سارع للذهاب من استوكهولم إلى المناطق والمعسكرات التي أقيمت لاستقبال الهاربين من بطش «داعش» لينقلوا في ما بعد إلى مدن كردية أخرى، استعدت وضمن إمكاناتها المحدودة لإيوائهم.

الوثائقي شهادة سطّرها الهاربون من جبل سنجار والذين تركوا كل شيء وراءهم ولم يتبق لهم في الأرض الجرداء سوى ذكرياتهم عن أحبّتهم الذين فقدوهم وعن العذاب الذي لاقوه على أيدي مقاتلي داعش بعد سيطرة «الدولة الإسلامية» على الموصل واجتياحها قرى سنجار ذات الغالبية الإيزيدية.

شهادات لأمهات ثكلى ورجال تركوا خلفهم عائلات بأكملها ولا يعرفون شيئاً عنها. قصص مخيفة تلك التي قدمها الهاربون بعفوية وبإحساس عميق بالمرارة والحزن والفقدان. غالبية من التقى البرنامج بهم كانوا من النساء، فالرجال أكثريتهم تمت تصفيتهم حال دخول الجهاديين سنجار. مع أطفالهن هربن في رحلة شاقة حافيات لا شيء معهن سوى أسمال تستر أبدانهن وأطفالهن ـ إلى مناطق كردستان أو إلى داخل الحدود السورية وبعضهن من هناك عدن ثانية إلى الإقليم.

يجمع الوثائقي بين الصور الحية المسجلة للنازحين بكل تفاصيلها الصارخة وبين التسجيلات الخاصة بمقاتلي داعش أثناء دخولهم الموصل. لقد أكد هؤلاء عزمهم على تصفية الإيزيديين باعتبارهم، وحسب فهمهم المغلوط لديانتهم ومعتقداتهم، كفرة ومن عبدة الشيطان ولهذا حل قتلهم وسبي نسائهم. أما تعليق المصور الكردي فكان مؤثراً لأنه أضفى بعداً شخصياً على مشهد السبي، فهوجير جرّب المنفى والتشرد حين أضطر للهروب من بطش صدام حسين إلى الخارج وحيداً.

يعرف المصور جيداً إحساس النازح بالغربة والضياع ويعرف ماذا يعني أن تكون طفلاً وحيداً في أرض غريبة. يسجل «ضحايا داعش» مقابلات مع أطفال جاؤوا إلى كردستان من دون ذويهم وكيف يختلج داخلهم شعور بالخوف والعزلة المطبقة.

الانتهاكات الجسدية التي تعرضت لها النساء الإيزيديات ترتجف لها الأبدان فقد عوملن كبضاعة رخيصة تناقلها الجهاديون في ما بينهم، وشهادة إحدى النساء المتزوجات والتي تمكنت من الهروب مع طفلها تغني عن الكثير. «حالما دخلوا القرية فصلوا نساءها عن رجالها، وبعد ذلك أخذونا إلى بيوتهم في الموصل هناك قاموا ببيعنا إلى مسلحي التنظيم. سعر الواحدة منا كان حوالي 14 ألف دينار عراقي (ما يقارب 12 دولاراً). كل امرأة وصبية لا تبقى عند الجهادي أكثر من يومين. لقد بيع بعضنا أكثر من عشر مرات خلال أسبوعين فقط». طريقة هربها ومساعدة الناس من أبناء المنطقة لها تحدث صدمة عند سامعها، لشدة بشاعتها وقسوتها، والوثائقي يحمل هذا النفس الذي يحرك مشاعر متلقيه ويزجه في قلب المأساة وصورها المخيفة.

يعكس الوثائقي الروح التضامنية للناس العاديين مع المشردين وينقل رسالة ضمنية إلى العالم من أجل عدم نسيان مجموعة عراقية مسالمة تعرضت لفعل إبادة من وحوش كاسرة لا تعرف قلوبها الرحمة.28/5/140909

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك