ومن أبرز نقاط الخلاف كانت عندما فَسَر الطالب معنى الأنزع البطين حول الإمام علي بن أبي طالب خليفة رسول الله ووصيه”حسب قوله الأنزع من الشَعَر وبطين البَدن”
لكن رئيس اللجنة البروفيسور طارق خان, قال للطالب هذا تفسير خاطئ حيث إن من كُنى خليفة رسول الله الإمام علي بن أبي طالب المعروفة “الأنزع البطين” غير هذا فأنتَ فسرت هذه الكنية على ظاهرها اللغوي, ولكن التفسير الصحيح لهذه الكنية هو ” الأنزع من الشِرك البَطين من العلم” وأن الأنزع كناية عن امتناع الشرك فيه, والبطين كناية عن كثرة العلم والإيمان واليقين لديه, لا ضخامة البطن ولا قصير القامة في رواية واحدة ضعيفة السند لا أصل لها مدسوسة من أعداء الإمام علي بن أبي طالب وروجَ لها بن تيمية في العصر الحديث وهو يجهر بالعداء للإمام علي, فقوله هذا غير حجة علي المسلمين, وتُفند ذلك روايات كثيرة وَرَدت في كتب المسلمين في هذا المجال.
منها قوله “صلى الله عليه وآله وسلم” يا علي, إن الله قد غفر لك ولذريتك ولشيعتك ولمحبي شيعتك, ولمحبي محبي شيعتك, فأبشر فإنك الأنزع البطين, منزوع من الِشرك, مبطون من العلم “الجويني في فرائد السمطين 1/308, ابن المغازلي في مناقبه 400, الصدوق في عيون اخبار الرضا 1/52, مسند زيد بن علي 456, وغيرها وهذا التفسير ينسجم مع زُهد الإمام “عليه السلام” وأقواله, حيث قال : ولكن هيهات أن يغلبني هواي, ويقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة ولعلّ بالحجاز أو باليمامة من لا طمع له في القرص, ولا عهد له بالشبع أو أبيت مبطاناً وحولي بطون غرثى, وأكباد حرّى, أو أكون كما قال القائل:
وحسبك عاراً أن تبيت ببطنة *****وحولك أكباد تحن الى القد
أأقنع من نفسي بأن يقال : هذا أمير المؤمنين, ولا أشاركهم في مكاره الدهر, أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش ! فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات, كالبهيمة المربوطة, همها علفها, أو المرسلة, شغلها تقممها, تكترش من أعلافها, وتلهو عما يراد بها, أو أترك سدى … شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16/287
وأكد رئيس اللجنة البروفيسور طارق خان أن هذا التفسير الخاطئ جاء بزمن الحاكم الأموي معاوية بن أبي سفيان حيث كان شديد الكُره والعداء لآل بيت رسول الله, وخاصة خليفة الرسول ووصيه الإمام علي بن أبي طالب, حتى إن هناك روايات كثيرة تقول إن معاوية تحالف مع الخوارج لقتل خليفة رسول الله, علي بن أبي طالب وهو من دفعَ بعبد الرحمن بن ملجم لتنفيذ هذه الجريمة النكراء.
وتحدث عضو لجنة المناقشة البروفيسور خالد الدمنهوري : أردت أن أعلق على إجابة الباحث الكلباني, حول معنى “الأنزع البطين وأمور أخرى” وقولك إن الخليفة الراشد علي بن أبي طالب “كرم الله وجهه” وقولك على كل خليفة من الخلفاء الذين سبقوه بـ “كرم الله وجهه” هذا غير جائز لأن علي بن أبي طالب وحده من الخلفاء الذي كرمه الله بهذا التكريم لأنه لم يسجد لصنم ولم يكن مشركاً على العكس ممن سبقه في الخلافة لِذا اقتضى التنويه..
وقولك كان “سمينًا و قصيرًا” هذا غير صحيح كذلك و لم أقتنع بهذا الوصف, خاصة وصف القصير و السبب أنه يتنافى و يتضارب مع شخصية الخليفة “علي” البطولية في المعارك والشجاعة التي ميزته عن غيره من الخلفاء, عندما كان يُصارع صناديد العرب كمرحب و ابن ود…..و أجزم من ذلك من الناحية العقلية بأن علياً لم يكن قصيراً .
وذكر المسلمين باختلاف مذاهبهم أن الخليفة علي بن أبي طالب” شطرَ مَرحب نصفين ومن المعروف أن مرحب كان طويلاً فكيف لعلي لو كان قصير أن يقطع مرحب الطويل نصفين ومرحب كان يمتلك طولاً فارعًا أكثر من مترين وقوي البدن.
وذُكر أيضًا أن الخليفة الراشد عليًّا جزَ عنق عمرو بن ود الصنديد فأيضًا كيف لو كان قصيرًا أن يصل إلى عمرو الطويل و يقطعه بسهولة؟
أما إن علياً كان سمينًا حسب قولك, فهذا مُجافٍ للحقيقة, حيث يروي المسلمون باختلاف مدارسهم الفكرية وكذلك في منهاج الأزهر الشريف حيث تعلمنا أنه كان قوي البُنية و عظيم اليدين نحيف البطن من شدة الزُهد.. له أرجُل تخطُ في الأرض إذ رَكبَ الفَرَس وإذا أمسك بأحد كأنه أمسك بنفسه من قوة يديه, وأجمع المسلمين على أن علياً كان في الحرب فارساً لايُشق له غُبار يلسع بسيفه، ويتنقل في الحرب من مكان إلى آخر كالنحلة, فكيف من يمتلك هذه المواصفات الفريدة والشجاعة الفائقة التي لم يذكر لنا التاريخ أن هناك صحابيًّا امتاز بالشجاعة كعلي بن أبي طالب وهو وزير دفاع رسول الله في الحروب أن تُلصق به هذه التُهمة البليدة.
بعدها قال الطالب السعودي لرئيس اللجنة البروفيسور خان وعضو اللجنة البروفيسور الدمنهوري “كلامكم هذا أقرب إلى الكُفر منه إلى الإسلام , مما جعل رئيس اللجنة يُنهي النقاش ويرفض الرسالة, فأخذ الطالب بالزعيق بصوت عال وصاريسب ويشتم الجميع”.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha