رأى المختص في شؤون الشرق الاوسط ورئيس مركز أبحاث العراق في جامعة حيفا البروفيسور "أماتسيا برعام" انه في الوقت الذي يحتفل فيه الرئيس السوري بشار الاسد وحزب الله بالاتفاق النووي مع ايران فإن بعض الدول المعارضة له بدأت تتقرب من طهران، معتبراً ان ذلك يشكل فرصة لـ"اسرائيل" من اجل التقرب من الرياض، مما يتطلب استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، بحسب تعبيره.
وأضاف برعام أن العالم العربي ينقسم الى ثلاثة أقسام فيما يتعلق بموضوع ايران: الفرحون والخائفون والمنتظرون. مشيراً الى ان الطرف الذي فرح جداً بالاتفاق هو سوريا وحزب الله اللذين تجمعهما وحدة قوية مع ايران. وقال :"بالنسبة اليهما فإن سبب الاحتفال هو إطلاق سراح 100 مليار دولار تعود لايران كانت مجمّدة في البنوك الغربية، ستسترجعها ايران في أعقاب الاتفاق"، حيث أشار الى أنه "سيكون لايران الكثير من الاموال لتصبها في إطار سياستها الخارجية، التي تؤيد نظام الاسد وحزب الله".
وتابع برعام قائلاً: "إن دولا عربية أخرى معادية لايران وتخاف منها هي السعودية، والامارات، ومصر. هذه الدول غير راضية عن الاتفاق لأنه يعزز ايران. لكن في المقابل هذه الدول لا تتحدث بلغة نتنياهو، الذي لا يعمل أي حساب لأي أحد، وهي ايضاً لا تصطدم بشكل علني مع القوى العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة. يمكننا أن نفهم لماذا لا تخاف هذه الدول من قول ما تفكر فيه علناً، رغم أنه من الواضح أن اللقاءات الدبلوماسية هي المكان للتعبير عن مخاوف هذه الدول غير الراضية".
ولفت برعام الى أنه "في القسم الثالث توجد المغرب والجزائر وتونس والسودان. وهي ليست عدوة لايران، لكنها ايضاً ليست في تحالف معها. في هذه الدول غير راضين جداً عن الاتفاق... لكن رغم عدم الرضى فإن هذه الدول لن تحتج على هذا الاتفاق بأي شكل من الاشكال، بل ستؤيده بشكل مكبوح من اجل الحفاظ على العلاقات الجيدة مع ايران ومع الولايات المتحدة".
تجدر الاشارة بحسب برعام الى أنه "في داخل المعسكر المعادي لايران، لا سيما في دولة الامارات، يمكن رؤية بداية خط جديد . برأيه "هذه الدول بدأت تُظهر اشارات تقرب من ايران لأنها، وبتأييد الولايات المتحدة، تلاحظ أن ايران ستتحوّل الى قوة عظمى أولى في الشرق الاوسط، وبالتالي يجدر الانضمام الى القوي". يضيف: "في القريب سنعرف الى أين ستتجه الامور بناء على زيارات وزراء خارجية ورؤساء دول الى طهران، وزيارات قادة ايرانيين الى دول الخليج".
ويتابع :"فيما يتعلق بالفلسطينيين بشكل عام هم لا يعارضون الاتفاق مع ايران، بل يؤيدونه بمستويات مختلفة، لكن الفلسطينيين سيؤيدون دائماً كل من يعارض "اسرائيل". وهذا رد تلقائي، لذلك لا يجب أن يفاجئنا أو يمنعنا من التحدث معهم".
وخلص برعام الى القول إن "إحدى النقاط الاساسية التي أراها في الوضع الجديد بعد الاتفاق هي أنه اذا تصرفنا جيداً فسيكون بالامكان تعزيز العلاقات الفعلية بيننا وبين السعودية سراً، لأن السعوديين قلقون مثلنا من هذا الامر، بل وأكثر منا". ويعتبر الكاتب الاسرائيلي ان "استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بأي مستوى سيخدم السعوديين وسيدفعهم الى التقرب منا والتعاون معنا". ويشير الى ان "السؤال الصحيح في الشرق الاوسط ليس من تحب بل ممن تخاف أكثر. السعوديون لا يحبوننا ونحن لا نحبهم، لكن هم ونحن نخاف من ايران، وهنا يوجد مكان للتعاون".
https://telegram.me/buratha