تجربة قاسية على النفس أن تعيش رهينة تنظيم إرهابي لا يؤمن بالرحمة ولا يعرف الانسانية ، من هنا تأتي أهمية الشهادة التي قدمها الأب الراهب جاك مراد الذي عاش تحت الحكم النفسي بالإعدام من هذه الفئة المجرمة لمدة 84 يومًا؛ حيث تم خطف أهالي القريتين التابعين لما يعرف بتنظيم
داعش الأب جاك مراد من دير مار إليان الكائن في القريتين. تلك البلدة التي خدم فيها حوالي 15 عاماً وذلك في الحادي والعشرين من مايو مع الأخ بطرس من حلب، واقتادوهما إلى جهة مجهولة حيث مكثوا 4 أيام، ثم رحّلوهما إلى الرقة حيث سُجِنا 84 يوماً، وكان يتمّ التعرّضُ لهما بالشتائم والإهانات الكلامية، كونهما مسيحيين دون التعرّضِ لهما بالضرب.
الأب مراد وفي تصريح لـلقنوات الكاثوليكية "تيلي لوميار" و"نورسات" أكّد أنّه خلال فترة الاعتقال كان يشعر بسلام داخلي لأنّه كان يشارك آلامَ كلِّ الأسرى، معتبرا أنّ طريق الألم هو طريق توبة وتغيير، ورغم أنّه كان في طريق الأسر معصوب العينين ومُكبّل اليدين الاّ أنّه ما فتئ يردّد عبارة "انا ذاهب الى الحرية".
ولفت الى أنّ السجن بالنسبة اليه ولادة جديدة، حيث قال كان كل شخص يفوت على السجن يقلي، إذا ما بتأسلم بدون يدبحوك. كنت اصمت اجمالاً، بس إذا حدا كان يستفزني كنت قلون اكيد ما رح أسلم.
وفي 11 اغسطس رحّل التنظيم الإرهابي "
داعش" كاهن السريان الكاتوليك مرة جديدة الى مكان قريب من نواحي تدمر، وذلك بعد الحاح مسيحيي "القريتين" الذين خطفهم التنظيم في 5 اغسطس ومطالبتهم بكاهن رعيتهم. وعندما دخل في نفق مظلم فُتح بابٌ وكانت المفاجأة، عندما رأى مسيحيي القريتين مجموعين في مهجع كبير تحت الأرض.
يقول الأب جاك مراد: كنّا حوالي 250 شخصًا، 11 رجل وشاب. 83 امرأة. والباقي اطفال. وكان في عدد من المعاقين والعجزة. حوالي 11 شخصًا عاجزًا. ولديهم اعاقة. بالفعل ما يحزّن إنه حتى المعاقين والعجزة أخدوهم للأسر. وخصوصي إنو في مرا بآخر أيامها وطفل (10 سنين) كان مريض سرطان:.
يعندما كان يأتيي المسئولين الكبار بالتنظيم الملقبين ب، (الشيوخ) كنّا نطلب منهم ونرجوهم ان يذهب الطفل الي المستشفي لاخذ جرعات الكيميائي ولكن لم يستجب ـنا احد؟
في 31 اغسطس تُلي عليهم قرار "أبو بكر البغدادي" وتمّ تخييرهم بين قتل الرجال وسبي النساء وبين استعباد الرجال والنساء أو اعتناق الإسلام أمّ "المنّ" ويعني السماح لأهل "القريتين" من المسيحيين بالحياة ضمن اراضي الخلافة ولكن ضمن شروط، وهذا ما يُعرف بعقد الذمّة، وعند التوقيع على العقد سُمح لهم بالعودة الى منازلهم.