أقدم مسلَّحون متشدّدون على إغلاق ثلاث كليّات تابعة لجامعة عدن في جنوب اليمن بذريعة "الاختلاط" بين الذّكور والإناث، بحسب ما أفاد شهود يوم الثّلاثاء الفائت، في حادث هو الثّاني من نوعه خلال اسابيع.
وتشهد ثاني كبرى مدن اليمن وضعاً أمنيًاً هشّاً، وتزايداً في نفوذ الجماعات المسلّحة، وبينها تنظيما القاعدة و"الدّولة الإسلاميّة. وأفاد الشّهود أنّ المسلَّحين الّذين قدِّر عددهم بالعشرات، اقتحموا كليّات العلوم الإدارية والهندسة والحقوق التابعة لجامعة عدن.
وقال طالب رفض كشف اسمه: "اخرجونا من قاعات الامتحانات"، مضيفاً أن المسلحين "خطفوا اثنين من الطّلبة لأنهما صوّرا الحادثة".
وأشار إلى أنّ المسلَّحين صاحوا: "ممنوع الاختلاط، قلنا ذلك سابقاً"، مضيفاً أنّ السلطات في المدينة لم تتدخّل أثناء دخول المسلّحين الكليات الواقعة في منطقة مدينة الشعب.
ولم يتّضح انتماء المسلّحين، إلا أنّ شهوداً وسكّاناً قالوا إنهم يتبعون زعيم مجموعة مسلحة محلية، معروف بصلاته مع التنظيمات الجهادية.
والحادث هو الثاني من نوعه خلال الأسابيع الماضية، إذ عمد مسلَّحون الشّهر الماضي إلى إغلاق كلية العلوم الإدارية في جامعة عدن، وهدّدوا باستخدام القوّة ضدّ الطلاب في حال لم يلتزموا بالفصل بين الجنسين.
ويسيطر الجهاديون على مبان حكومية في عدن، ويشاهَدون بشكل دوريّ يتجوّلون في الشوارع ويرفعون أعلامهم. كما نفّذ هؤلاء سلسلة من الهجمات الدّامية وعمليات الاغتيال بحقّ ضبّاط ومسؤولين حكوميّين.
وتجدر الاشارة الى انهذه التصرّفات الّتي تقوم بها جماعات تدَّعي انتماءها إلى الإسلام، توضح حجم العقليّة الرجعيّة لهؤلاء الّذين يشوِّهون صورة الإسلام الحقيقيَّة الدّاعية إلى احترام الأنفس والحرمات والممتلكات، مع الإشارة إلى أنّ الإسلام لا يمنع الاختلاط بين الجنسين كلّيّاً، وإنّما يضبط حدوده وينظّمه.
وعلى النّاس والجمعيّات القانونيّة والحقوقيّه، الوقوف بوجه هذه الممارسات ورفضها والتمسّك بالصّورة الحضاريّة للدّين.
https://telegram.me/buratha