الخطوة تمثل انتكاسة لحقوق المرأة السعودية، وذلك في أعقاب التقدم الملموس الذي حققته في الانتخابات الأخيرة.
هكذا علقت صحيفة “إندبندنت” البريطانية على فصل السيدات الأعضاء في اجتماعات مجالس البلدية عن الرجال حينما صدرت إليهن أوامر بالجلوس في غرف منفصلة عن نظرائهم الرجال والتواصل معهم فقط عبر الدوائر التليفزيونية.
وقالت الصحيفة في سياق تقرير نشرته اليوم الجمعة :إن” السيدات كن يُسمع أصواتهن فقط دون رؤيتهن من جانب الرجال في اجتماعات المجالس البلدية”.
ونقل التقرير أيضا تعليق صحيفة ” ذا تايمز” البريطانية على الحادث والتي قالت إنه أثار بعض الانتقادات من جانب اثنتين من السيدات الأعضاء في المجلس، لكن سرعان ما قوبلت تلك الانتقادات بالرفض القاطع من جانب وزراء في الحكومة .
قرار فصل الرجال عن النساء في المجالس البلدية لاقى انتقادات حادة من قبل نشطاء حقوقيين، ومن بينهم سمر فتاني الناشطة في مجال حقوق المرأة، والتي قالت في تصريحات لـ “ وول ستريت جورنال”:” أشعر بالغضب الشديد،” مضيفة ” لم تقوموا بوضعهن هناك لمجرد العرض، ثم بعد ذلك تهمشونهن.”
وقالت هاتون الفاسي، مؤسسة ” بلدي”، جماعة معنية بالدفاع عن حقوق المرأة في تصريحات لصحيفة ” زا تايمز”:” أعتقد أنهه لم تكن لديهم رغبة في أن تفوز المرأة في الانتخابات،” موضحة ” لم يستعدوا لهذا الفوز.”
جدير بالذكر أن الانتخابات التي جرت في ديسمبر من العام الماضي كانت هي المرة الأولى التي يٌسمح فيها للنساء بالتصويت أو حتى تقلد مناصب سياسية.
ومع ذلك، فقد حصلت 17 سيدة على مقاعد من بين إجمالي 978 مرشحا، بحسب صحيفة ” جارديان” البريطانية. لكن الغالبية العظمى من المرشحين الفائزين كانوا من الرجال.
من جهتها، قالت العريض، عضو مجلس الشورى السعودي، إن اللائحة الجديدة الخاصة بالمجالس المحلية تتعارض مع سابقتها التي أقرها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز والذي أجاز للرجال والنساء الجلوس سويا في مجلس الشورى.
كان الأمين العام لشؤون المجالس البلدية المهندس جديع القحطاني، قد أكد إلزاميةَ الفصل بين أعضاء المجالس البلدية “رجالاً ونساء” سواء عبر قاعات منفصلة أو حواجز بما يحقق الضوابط الشرعية.
وقال القحطاني في تصريحات صحفية: إن المجالس البلدية عقدت جلساتها الأولى بحضور الرجال والنساء وفق ما يتوفر لها من تطبيق ضوابط الفصل.
وأشار إلى أن مقرات المجالس البلدية لم تهيأ جميعها بما يحقق تطبيق الضوابط الشرعية إلا أن كل المجالس عقدت جلساتها ولم يرفع لهم أي ملاحظات في هذا الشأن.
وتابع، أن فصل الرجال على النساء ليس بالأمر الجديد وهو مطبق في كثير من الجهات كالتعليم والصحة، حيث إن الدوائر التلفزيونية تؤدي الغرض.
جدير بالذكر أن أنباء قد تداولت عن انتهاء الاجتماع الأول للمجلس البلدي بجدة بنتائج حسمتها المرأةُ لمصلحتها بالصراخ لانتزاع حقوقها في المشاركة المجتمعية مساوية للرجل.
وشهد الاجتماع الأول تأخراً لنحو الساعة بسبب إصرار السيدتين العضوتين في المجلس على الجلوس على طاولة واحدة مع الأعضاء الذكور، رافضات الجلوس في مكاتب خلف حائط زجاجي يحجب النساء عن طاولة الاجتماعات الرئيسة التي يجلس عليها الرجال، وأصرتا على الجلوس على الطاولة نفسها، وهو ما حصل فعلاً بعد جلوسهن بطاولة في ذات القاعة الرجالية.
https://telegram.me/buratha