ثقافة الكراهية والدجل والقتل

أم تونسية.. سرق داعش ابنتيها وتخشى على الباقيتين

2586 2016-05-27

فقدت ألفة الحمروني ابنتيها اللتين رحلتا للانضمام إلى تنظيم داعش في ليبيا، لكنها تبذل جهوداً للحفاظ على من بقي عندها، إضافة إلى محاولاتها إعادة الاثنتين من ليبيا إلى تونس.

وتحتفظ ألفة في غرفة نومها بصندوق فيه صورة لرحمة وغفران قبل أن تسافرا إلى ليبيا وتتزوجا من داعشيين قتلا لاحقاً.

وتخشى السيدة التونسية على ابنتيها المراهقتين (11، 13 عاماً) اللتين لا تزالان تعيشان معها، حيث إنهما "تحملان نفس الأيدولوجية" التي كانت عند أختيهما.

وقبل أن تصبحا متطرفتين، كانت المراهقة رحمة عازفة غيتار، بينما كانت الاثنتان لا ترتديان الحجاب أصلاً، وفق ما نقلت صحيفة "واشنطن بوسطن".

وعندما أعلن زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي "خلافة التنظيم" في 2014 دعا النساء من مختلف التخصصات إلى اللحاق بالرجال في التنظيم.

وأصبحت رحمة (17 عاماً) زوجة لنور الدين شوشاني المقاتل الرئيسي في داعش، الذي يعتقد أنه قتل في غارة أميركية في صبراتة الليبية في فبراير الماضي. أما غفران فكانت متزوجة من داعشي قتل جراء الهجوم قبل 6 أشهر من ولادتها طفلها.

والأختان الآن محتجزتان في عهدة ميليشيات تقاتل ضد داعش في طرابلس، العاصمة الليبية.

وتعيش الوالدة في بيت صغير مستأجر بمرناق البعيدة حوالي 23 كيلومتراً جنوب تونس العاصمة، بينما تضع أمامها صورة رحمة أحياناً وتقول "اعتادوا أن يكونوا خلاف ذلك".

رحمة وغفران - اللتان تقول والدتهما إنهما لم تكونا محجبتين – من عائلة كافح معيلها وهو الوالد لإيجاد وظيفة، واعتاد أن يعود إلى بيته ثملاً، وفق ما تقول زوجته التي انفصلت عنه، واختفى هو بعد ذلك.

وفي خضم الثورة التي أطاحت بزين العابدين بن علي في تونس، نشطت جماعات بينها واحدة نصبت مخيماً في الشارع الذي يقع فيه منزل حامروني في سوسة. وعبر مكبرات الصوت، انطلقت الدعوات للشباب لترك "العادات الغربية".

وانضمت غفران إلى المخيم ثم تبعتها رحمة، وقد كانت الأم "سعيدة لأن البنتين تحترمان الإسلام"، وفق ما قالت.

بعد ذلك، لبست البنتان الحجاب وتوقفتا عن مشاهدة التلفاز وأصبحتا تتجنبان مصافحة الرجال، وقد حثتا أختيهما الصغريين على ترك المدرسة، لأنها "علمانية" ويدرس فيها "ملحدون".

في أحد الأيام رمت رحمة غيتارها، فقد أصبحت الموسيقى الآن من المحرمات لديها ولحقت بها أختها وحرقا صورهما وهما تعزفان ويظهر وجهاهما غير مغطيين، باستثناء الصورة التي لا تزال الأم تحتفظ بها في غرفة نومها.

وانضمت أكثر من 700 تونسية لتنظيم داعش في سوريا والعراق وفقاً لوزارة المرأة التونسية. ويقدر أحد الباحثين أن أكثر من 1000 امرأة التحقت بالتنظيم المتطرف في ليبيا منهن 300 تونسية، والباقيات من السودان وسوريا ومصر والمغرب وبعض الدول الأوروبية.

وتعمل النساء مع التنظيم كزوجات وأمهات وواعظات يدرسن القوانين ويعملن كشرطيات في بعض المناطق ومدربات للمقاتلين والانتحاريين.

ويلاحظ المراقبون جهداً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي يبذله التنظيم لإغراء الفتيات للالتحاق بالتنظيم خاصة في ليبيا بعد أن أغلقت الطرق بين تركيا وسوريا.

وكتبت إحدى المتطرفات وتسمي نفسها "زوجة شهيد" دعوة قالت فيها ".. احصل على فيزا واذهب إلى ليبيا".

وفي 2014، كانت الأختان تحضران مراسم استقبل أحد التونسيين الذين قتلوا في سوريا. وخلال وسائل التواصل عرفتا عن الجماعات المتطرفة ووضعتا علم داعش في غرفة نومهما.

وقالت الأم "بعد ذلك، فقدت السيطرة عليهما".

ولم تكتف الأختان بذلك بل بدأتا بتغذية الأختين الصغريين تايسن وآية بالتطرف، فقد اشترتا لعبة بندقية كلاشينكوف وأخبرتا الصغيرتين كيف تعمل، وعرضتا فيديوهات لتنظيم داعش وهو يدرب الأطفال على استخدام السلاح.

وقالت تايسن (11عاماً) إنهما اعتادتا على مشاهدة فيديوهات لتعليم الأطفال كيف يصبحون قناصين.

وأضافت آية (13 عاماً) "ودائماً أخبراني باللحاق بداعش والمشاركة بالقتال".

في نهاية العام ذاته (2014)، عبرت العائلة إلى ليبيا بحثاً عن عمل لكن الجميع عاد ما عدا غفران التي هربت من البيت، وعلى الرغم من تقييد حركة رحمة في تونس فإنها اختفت كذلك الصيف الماضي.

وفي ليبيا بينما كانت غفران زوجة مطيعة لأحد المقاتلين تدربت رحمة على استخدام السلاح. وتعتقد الأم أن ابنتيها كانتا في صبراتة مع متطرفين آخرين لبدء هجوم. وبعد الهجوم الأميركي اعتقلت الأختان.

وفي مقابلة هاتفية، أكد متحدث باسم إحدى الميليشيات الليبية أن الفتاتين بعهدة الميليشيات ولم يعلق بأكثر من ذلك.

وتلوم أم الفتاتين الحكومة التونسية "التي لم تفعل شيئاً لإطلاق سراحهما".

إلا أن الأم لم تعد تسمح للبنتين الصغريين بالوصول إلى فيسبوك، ولا تسمح لهما بالحديث عبر فيسبوك، مخافة أن تتحولا للتطرف مثل أختيهما.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك