اسمه ظهر في وثائق سربها منشق "داعشي" قبل شهرين، واتضح منها أنه طبيب فلسطيني الأصل، بريطاني الجنسية، اشتغل 7 سنوات في نظام الضمان الصحي ببريطانيا، ثم ظهر عن البالغ عمره 37 سنة، الأسوأ في الوثائق: الدكتور عصام أبو عنزة "تدعوش" بمنتصف 2014 وترك زوجته وابنيه منها، كما ومنزله في مدينة Sheffield البعيدة بمقاطعة "جنوب يوركشير" بإنجلترا 278 كيلومترا عن لندن، وغادر مختفيا عن الأنظار، ليتحول بسوريا إلى متطرف ظهر فيها بصور "فيسبوكية" حاملا السلاح للقتل بدل الدواء المبعد عن الموت.
كان في مدينة "شفيلد" معروفا لبعض سكانها كطبيب، وكناشط في أوقات الفراغ ببيع الألبسة الإسلامية الطراز والموديلات عبر الإنترنت، إلا أنه ظهر بطلب انتسابه إلى "داعش" وفق ما اتضح من الوثائق المسربة "راغبا أن يكون جنديا مقاتلا، لا انتحاريا" على حد ما قرأت "العربية.نت" في خبره الوارد اليوم الأربعاء بصحيفة "التايمز" البريطانية، والمتضمن أنه امتدح بأوائل العام الماضي الهجوم الإرهابي على مجلة "تشارلي ايبدو" الفرنسية الساخرة بباريس، حيث قضى 12 من صحافييها والعاملين فيها، وقال: "الحمد لله على هذا العمل. اللهم اقتل أعداءهم، عسكريين ومدنيين، نسوة ورجالا، أطفالا وبالغين" طبقا دعائه الفيسبوكي.
ورد عنه أيضا في BBC التي ذكرت مساء الثلاثاء، أنها لم تتمكن من التواصل معه، أنه قام بملء وثيقة تسجيل "داعشية" خاصة، ذكر فيها أنه طبيب متخصص بالغدد الصماء، ومعالج للأمراض الهرمونية، وأنه كتب مداخلة بحسابه "الفيسبوكي" الذي لم ينشط فيه منذ أكتوبر الماضي، تمنى فيها لو تعذب الطيار الأردني معاذ الكساسبة مدة أطول قبل أن يقضي في أوائل 2015 حرقا بنار التنظيم "الداعشي" في الشمال السوري، ذاكرا في الحساب الذي زارته "العربية.نت" أيضا: "كان بودي أن يحرقوه ببطء كبير ليتسنى لي علاجه ليتم حرقه مجددا" كما قال.
"أنفق والده كل ماله عليه وعلى تعليمه"
وفي تحقيق BBC عن أبو عنزة أيضا، أنه نال شهادته الطبية في 2002 ببغداد، واشتغل بين 2007 و2009 في مقاطعة "ويلز" البريطانية قبل انتقاله إلى أماكن أخرى في المملكة المتحدة، ثم عمل بين أكتوبر 2012 ومنتصف 2013 في مستشفى بلدة Scarborough بمقاطعة "يوركشاير" حيث نشر صورة "فيسبوكية" يبدو فيها مؤديا الصلاة بغرفة الأطباء الخفر في المستشفى، لذلك عبّر روبرت غودويل، النائب عن "سكاربره" بمجلس العموم البريطاني عن شعوره بصدمة عندما علم أن "شخصا جاءها للعمل بالنظام الصحي، ولإنقاذ حياة الناس وتحسين صحتهم، قرر الانخراط في هذا المشروع المروّع" على حد تعبيره.
ومع أن "بي بي سي" لم تتمكن من التحدث كثيرا إلى زوجته أيضا، إلا أنها اتصلت بشقيقته، واسمها نجلاء، فوصفته بأنه "كان شابا جميلا مؤمنا بالحداثة. لا أعلم كيف انتهى به الأمر هكذا، أو من الذي دله على الطريق المؤدية إلى الإرهاب" وفق تساؤلها.
أضافت الشقيقة أيضا أن والديها مرضا بسبب الضغوط التي تسبب بها لهما، وأن والدها "لن يغفرا له أبدا. كان أمله أن يراه قبل أن يموت، فقد أنفق كل ماله عليه وعلى تعليمه، وهذه هي الطريقة التي يجازيه بها" ذاكرة أنها لجأت الى مواقع التواصل لتوبيخه على هجره زوجته وولديه.
أما أبو عنزة الذي لم يعد يظهر "فيسبوكيا" منذ أكتوبرالماضي، فكان يعيش ذلك الوقت في محافظة دير الزور بالشرق السوري، وقبلها أطل في حسابه كثيرا، ودوّن مذكراته كطبيب يعمل "داعشيا" بمواقع التواصل الاجتماعي، وفي إحدى مداخلاته كتب: "نتسلم الكثير من حالات الإصابة بالعمود الفقري تسبب في شلل المجاهدين، لأننا نفتقر إلى جراحي أعصاب".
https://telegram.me/buratha