لم تنجح التنظيمات المتطرفة وخاصة "داعش" في الوصول إلى أكثر من عاصمة أوروبية فقط، بل ولجأ عدد من الغربيين الأصليين إليها وقاتلوا في صفوفها ونفذ بعضهم عمليات انتحارية.
توالت موجات التطرف لتنتشر في أوساط الأوروبيين من أصول عربية وآسيوية في عدة عواصم وخاصة باريس وبروكسل ولندن، إلا أن انضمام مواطنين غربيين إلى تنظيم "داعش" كان بمثابة صدمة لمجتمعاتهم لاسيما أن عددا منهم نفذ عمليات انتحارية.
واللافت أن هذه الظاهرة أخذت شكلا خطيرا في السنوات الأخيرة لأسباب مختلفة أهمها التأثير المباشر للإنترنت في استقطاب هؤلاء، ولما يشكلونه من خطر على دولهم لقدرتهم على التنقل بحرية بعيدا عن الشبهات، والعمل خارج نطاق الرصد الأمني الذي يتوجه في العادة للأقليات الوافدة.
ويمكن القول إن ظاهرة انضمام غربيين إلى تنظيمات مسلحة في الشرق الأوسط ليست بالجديدة إذ سُجل انضمام عدد من الأوروبيين إلى فصائل مسلحة فلسطينية في السبعينيات ومشاركتهم في هجمات شهيرة، بل وشارك مواطنون يابانيون في تنفيذ مثل هذه الهجمات.
إلا أن الظروف تغيرت وأصبحت إمكانية انضمام الغربيين الذين يعتنقون الإسلام حديثا إلى تنظيمات مثل القاعدة و"داعش" أوسع بسبب سهولة الاتصال، وانتشار دعايات مثل هذه التنظيمات في الإنترنت، إضافة إلى إمكانية الاتصال بعناصر متطرفة من أصول شرقية بطرق مختلفة بخاصة مع وجود نشاط يعمل في هذا الاتجاه داخل المجتمعات الأوروبية تحت غطاء الجمعيات الخيرية وما شابهها.
https://telegram.me/buratha