يواجه الآلاف من الهنود والفيليبينيين والباكستانيين وضعاً مأساوياً بعد تسريحهم من عملهم في السعودية إثر تدهور أسعار النفط وصرف الكثير من العاملين في قطاع البناء، وفق ما أفاد مسؤولون وناشطون الثلاثاء 2 أغسطس/آب 2016
وقال مسؤول جمعية "ميغرانتي" للعمال المهاجرين غاري مارتينيز إن "بعض الفيليبينيين اضطروا للتسول للبقاء على قيد الحياة بعد أشهر بلا راتب".
وأضاف مارتينيز الذي تهتم جمعيته بملايين العمال في مختلف أنحاء العالم إن "بعضهم ليس لديهم ما يأكلونه ويبحثون عن الطعام في حاويات القمامة".
تفاوض مع السعودية
وقالت الهند الاثنين أنها تتفاوض مع السلطات السعودية لإعادة الآلاف من رعاياها الذين فقدوا عملهم وليس لديهم المال للعودة إلى بلادهم.
وقالت وزيرة الخارجية سوشما سواراج أنها سترسل وزيراً إلى الرياض بعد ورود تقارير عن أن نحو عشرة آلاف عامل هندي يعانون من الجوع منذ فترة.
ويعمل الملايين من الآسيويين الفقراء في دول الخليج حيث تقول جمعيات حقوق الإنسان إن العديد منهم يعانون من الاستغلال والتجاوزات ومن بينها عدم تقاضي رواتبهم.
وقال منسق جمعية "ميغرانتي" جيلبير سالودو الذي عاد إلى مانيلا الشهر الماضي بعد أن عمل سنتين في السعودية إن قرارات الفصل من العمل تطال نحو 20 ألفاً من مواطنيه.
مساعدات مالية
وقال سالودو إن الحكومة قدمت مساعدات مالية لهؤلاء العمال لكن من غير الواضح إلى متى ستستمر في ذلك. وأضاف أنه يتوقع أن تتفاقم مشكلة العمالة.
وأضاف سالودو لوكالة الصحافة الفرنسية "الأمور تزداد سوءاً لأن معظم مداخيل السعودية تأتي من النفط ولذلك لن تتوفر لديهم الميزانية اللازمة لتنفيذ مشاريع البنية التحتية وغيرها وسيتأثر المزيد من الناس من جراء ذلك".
وقالت وزارة العمل الفيليبينية إن وزير العمل سيلفستر بيلو زار السعودية الشهر الماضي لمناقشة المشكلة من دون توضيحات.
لم يتسلّموا رواتبهم
أكدت باكستان أن 8520 من مواطنيها العاملين في السعودية لم يتسلموا رواتبهم منذ عدة أشهر.
وأفادت وزارة الخارجية في بيان أن "معظم العاملين يريدون مغادرة هذه الشركات لكن بعد أن يتسلموا مستحقاتهم".
وأنشأت السفارة الباكستانية في السعودية عدة مراكز وصندوقاً لتقديم المساعدة والطعام والمأوى والدواء لهم.
وقال مكتب رئيس الوزراء إن السفارة الباكستانية أبلغته بأن عاهل السعودية أصدر "مرسوماً للقيام بصورة عاجلة بدفع مستحقات العمال".
وقال رئيس الوزراء نواز شريف في بيان "نقف إلى جانب عمالنا الدؤوبين الذين يتركون موطنهم لتأمين لقمة العيش لعائلاتهم. إنهم مصدر قوة وفخر لنا وسنساعدهم بكل الطرق الممكنة".
"لا مانع من السفر"
تقدم القنصلية الهندية في جدة الطعام للعمال الهنود منذ الكشف عن وضعهم الأسبوع الماضي لكن مسألة إعادتهم إلى بلادهم تأخرت بسبب قيود يفرضها قانون العمل.
وقالت سواراج إن قانون العمل السعودي يتطلب حصول العمال على ورقة "لا مانع من السفر" من مستخدميهم قبل مغادرة البلاد.
وبالمثل قالت جمعية "ميغرانتي" إن الفيليبينيين لا يمكنهم المغادرة لأنه ليست لديهم الوثائق اللازمة ولأنهم ينتظرون قبض مستحقاتهم المتأخرة منذ أشهر.
وقالت وزارة خارجية الهند إن قرابة ثلاثة ملايين هندي يعيشون ويعملون في السعودية.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، اتفق وزراء العمل في بلدان الخليج وآسيا على مجموعة من المبادرات الرامية إلى تحسين حماية وظروف العمالة الآسيوية في الخليج.
https://telegram.me/buratha