استشهد نحو 70 شخصا، وأصيب 200 آخرون في تفجير داخل أحد المزارات الشيعة مساء اليوم الخميس 16/2/2017 في ولاية السند جنوب باكستان، فيما أعلن تنظيم “داعش” الإرهابي مسؤوليته عن التفجير.
ووقع الانفجار فيما كان المئات يؤدون الصلاة ليلة الجمعة في بلدة شيكاربور بولاية السند، على بعد نحو 470 كلم شمال كراتشي.
وتشهد باكستان تصاعدا في أعمال العنف الطائفية منذ عدة أعوام غالبيتها بيد مجموعات سنية متشددة تستهدف الشيعة الذين يمثلون 20% من السكان.
وقال وزير الصحة بولاية السند جام مهتاب ضاهر لوكالة فرانس برس إن “حصيلة قتلى الهجوم ارتفعت إلى 61”.
وأوضح “هناك 54 جثة في مستشفى شيكاربور. وتوفي سبعة آخرون في مستشفيي سوكور ولركانا.
وهرع مئات الأشخاص إلى موقع الهجوم وحاولوا إنقاذ أحياء انهار عليهم سقف المسجد، بحسب شاهد العيان زاهد نون.
وأظهرت مشاهد التلفزيون جهود إنقاذ وسط حالة من الفوضى فيما كان المسعفون يكدسون الجرحى في السيارات وعلى الدراجات والعربات لنقلهم للمعالجة.
وقال نون لوكالة فرانس برس “الدم واللحم البشري في كل مكان والجو يعبق برائحة احتراق اللحم، الناس يصرخون…. فوضى”.
وأضاف “تتواجد فرقة كبيرة من الشرطة والقوات شبه العسكرية وقد بدأت سيارات الإسعاف من البلدات المجاورة بالوصول”.
وقال أحد الأهالي ويدعة محمد جيهانجر لوكالة فرانس برس “شعرت بالارض تهتز تحت قدمي” عندما كان يؤدي الصلاة في مسجد آخر يبعد نحو 1,5 كلم.
وقال راحات كاظمي المسؤول في جمعية شيعية وطنية لوكالة فرانس برس إن ما يصل إلى 400 شخص كانوا يؤدون الصلاة في المسجد عندما تم استهدافه.
وقال قائد الشرطة في المنطقة سانراكيو ميراني لوكالة فرانس برس إن ضباط الشرطة يجرون التحقيقات لمعرفة ما إذا كان الهجوم تفجيرا انتحاريا أو عبوة زنتها 6-7 كلغ تم تفجيرها عن بعد.
وهو أكثر الهجمات الطائفية دموية في باكستان منذ آذار/مارس 2013 عندما انفجرت سيارة مفخخة في حي شيعي في كراتشي موقعة 45 قتيلا.
وأعلن متحدث باسم جماعة جندالله المتشددة، وهي فصيل منشق عن طالبان -باكستان المسؤولية عن الهجوم.
وقال أحمد مروت لوكالة فرانس برس “نعلن المسؤولية عن الهجوم على الشيعة في شيكاربور بكل سرور”.
وقال محبة علي ببلاني أحد سكان شيكاربور إن أربعة من أبناء عمومته وتتراوح أعمارهم بين 30 و40 عاما، قتلوا في الهجوم فيما فقد صديقه خمسة أطفال جميعهم دون 13 عاما.
وأضاف “خسر صديقي نظام الدين شيخ أبناءه الخمسة. أخذهم برفقته لأداء الصلاة وقد قتلوا جميعا في الهجوم”.
وعقب الهجوم نزل عدد من الشيعة إلى الشوارع وقطعوا شريان المرور الرئيسي في وسط كراتشي في ساعة الذروة. وأطلقوا هتافات منددة بالمهاجمين ولطموا صدورهم.
وتتصاعد الهجمات ضد الشيعة منذ سنوات في كراتشي وفي كويتا (جنوب غرب) ومنطقة باراشينار (شمال الغرب) وغيلغيت (اقصى شمال الشرق).
ويأتي هجوم الجمعة فيما كان رئيس الوزراء نواز شريف يزور كراتشي، عاصمة ولاية السند لمناقشة وضع القانون والنظام العام في المدينة.
وكراتشي التي تعد أكبر مدينة ومركز اقتصادي في باكستان، تشهد منذ سنوات عدة موجة دامية من الجرائم والاغتيالات الطائفية والسياسية.
وقتل نحو ألف شخص من الشيعة العامين الماضين في باكستان. وتبنت جماعة عسكر جنقوي السنية المتشددة العديد من تلك الهجمات.
وحذر تقرير لمعهد السلام الأمريكي هذا الأسبوع من أن الجماعات المسلحة الطائفية تزداد قوة في المناطق الريفية بالسند، الولاية التي كانت في منأى عن عدد كبير من أسوأ أعمال العنف التي هزت باكستان في السنوات العشر المنصرمة.
وصعدت باكستان حربها ضد المسلحين في الشهر الماضي بعد مجزرة نفذتها حركة طالبان في مدرسة في مدينة بيشاور (شمال غرب).