نشرت صحيفة "صندي تايمز" مقالا تحليليا كتبه مراسلها الإسرائيلي "أنشل فيفر" من القدس المحتلة، يتحدث فيه عن التحالفات العربية وتأثيرها على الفلسطينيين، مشيرا إلى أن "العديد من الدول السنية الخليجية كالسعودية والامارات والبحرين بدأت تفقد تحمسها لقضيتهم".
ويقول الكاتب إن دولا عربية شاركت في مناسبة رياضية مهمة، انطلقت من باب يافا في القدس، مشيرا إلى سباق الدراجات "غيروا دا إيطاليا"، الذي بدأ يوم الجمعة، وشارك فيه المتنافس البريطاني كريس جيروم ومتنافسون آخرون انطلقوا من بوابة يافا في المرحلة الأولى من السباق، وعبر شوارع القدس، التي يقول إنها عاصمة إسرائيل المتنازع عليها، فيما شاهد ملايين المشجعين السباق حول العالم شاركت فيه دول كالامارات والبحرين.
ويشير فيفر في مقاله، إلى أن هذه أكبر مناسبة تعقد في إسرائيل، التي عادة ما تثير عناوين الأخبار، لكن بطريقة مختلفة.
ويلفت الكاتب إلى أنه "قبل سنوات، لم يكن أحد يتخيل عقد مباريات دولية كهذه في إسرائيل؛ نظرا لوجود العديد من العقبات الدبلوماسية، ولم تعقد المناسبة، التي تمتد على مدى ثلاثة أيام من القدس إلى ساحل البحر المتوسط ومن ثم إلى صحراء النقب، فقط، بل شاركت فيها فرق عدة دعمتها الإمارات العربية المتحدة والبحرين".
ويجد فيفر أن "هذا يعد تعبيرا عن مرحلة انفراج بين إسرائيل وعدد من الحكومات العربية المهمة في المنطقة، مع أنها لا تعبر عن تقدم نحو حل النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن القدس".
ويفيد الكاتب بأنه "بعد تسعة أيام، في 15 أيار/ مايو، سيحيي الفلسطينيون ذكرى سبعين عاما على النكبة، التي أدت في عام 1948 لإنشاء دولة إسرائيل، وتشريد ثلاثة أرباع الفلسطينيين من ديارهم، وفي الوقت الذي كان فيه المتسابقون يذرعون شوارع القدس بدرجاتها كان الفلسطينيون في غزة، وعلى مسافة نصف ساعة بالسيارة، يواجهون الجنود الإسرائيليين، في مواصلة لـ(مسيرات العودة الكبرى)، التي تقام كل جمعة منذ 30 آذار/ مارس، التي قتل فيها حتى الآن 45 فلسطينيا بالرصاص الإسرائيلي".
ورغم قوله إن جزءا من هذه التظاهرات تقف وراءها حركة حماس، إلا أنه يرى أنها "تعبير عن حالة يأس الفلسطينيين من غياب أي تقدم باتجاه رفع الحصار عن غزة، الذي تفرضه إسرائيل ومصر، بعدما سيطرت حركة حماس عليها في عام 2007".
ويقول فيفر إن "الفلسطينيين، ومنذ انتفاضتهم الأولى عام 1987، يعانون من العزلة على الجبهات كافة، حيث كان الدبلوماسيون من أنحاء المعمورة يتسابقون في تقديم حل للنزاع، فيما وقف العالم العربي كله متضامنا مع إخوانهم الفلسطينيين، ويبدو اليوم العالم منشغلا بنزاعات في مناطق أخرى، ولم يعد مهتما بمأساتهم".
ويرى الكاتب أن "العزلة التي يعاني منها الفلسطينيون تعود في جزء منها لرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضغوط لتقديم تنازلات، منذ عودته إلى السلطة قبل 9 أعوام، وقلت هذه الضغوط كلها منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بالإضافة إلى أن عزلة الفلسطينيين تعود بالضرورة إلى قيادتهم الضعيفة والمنقسمة، وتحول في طريقة اصطفاف حلفائهم العرب".
ويذكر فيفر أنه "في يوم 14 آيار/ مايو سيصل وفد أمريكي عالي المستوى، قد يقوده ترامب نفسه؛ لافتتاح السفارة الأمريكية الجديدة في القدس، وكان قرار ترامب في كانون الأول/ ديسمبر، نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، خرقا للدبلوماسية الأمريكية، التي طالما رأت أن موضوع القدس يقرر من خلال المفاوضات، وتوقع نقاد ترامب أن يؤدي قراره إلى حالة من الغضب العارم في العالم العربي، لكن شيئا من هذا لم يحدث".
وينوه الكاتب إلى تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أثناء جولته الطويلة في الولايات المتحدة، الذي أسر في أحاديث خاصة مع وفود يهودية، بأن القضية الفلسطينية لم تعد شعبية لدى "الشارع العربي.
ويعلق فيفر قائلا إن "ابن سلمان، مع عدد من دول عربية أخرى، بات مهتما بالتهديد الإيراني والجماعات الوكيلة لإيران في وسوريا واليمن ولبنان بدلا من اسرائيل، ووجدت دول الخليج في هذه المواجهة إسرائيل حليفا مهما، فمع أن العلاقات والتعاون بين إسرائيل والسعودية تم بالسر، ودون علاقات دبلوماسية رسمية، إلا أن هناك إشارات، ففي آذار/ مارس سمحت السعودية للخطوط الجوية الهندية باستخدام الأجواء السعودية في رحلاتها من الهند إلى إسرائيل".
ويتساءل الكاتب: "إلى أين يقود هذا الفلسطينيين؟ فمنذ إعلان ترامب عن نقله السفارة الأمريكية، رفض الفلسطينيون الاتصالات مع الإدارة الأمريكية، ولم يجتمع وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو مع الرئيس محمود عباس، وذلك عندما قام بأول جولة شملت السعودية والأردن وإسرائيل".
ويختم فيفر مقاله بالقول إنه "يتوقع أن ينشر الأمريكيون خلال الأسابيع المقبلة الخطة التي تحدثوا عنها كثيرا، وهناك احتمالات كبيرة لرفض الفلسطينيين لها، ولو حدث هذا فإن المراقبون يحذرون من تهميش أكبر للقضية الفلسطينية".
https://telegram.me/buratha