نقلت القناة الإسرائيلية الـ13، أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، رفض خطة لحل قضية الشرق الأوسط قدمتها له السعودية خلال نهاية عملية "الجرف الصامد" الإسرائيلية ضد غزة في 2014.
وأوردت القناة الـ13، في تقرير لها أنه "في اليوم الأخير لعملية الجرف الصامد العسكرية التي نفذتها إسرائيل ضد غزة من 8 تموز حتى 26 اب 2014، قدمت السعودية للجانب الإسرائيلي اقتراحا حول مبادرة سياسية مشتركة لإعادة تأهيل القطاع واستئناف عملية السلام والجهود المشتركة ضد إيران".
واعتبرت القناة العبرية أن "هذا المقترح الدراماتيكي كان من الممكن أن يزيل تلك الظروف القذرة التي انتهت فيها الحرب وإطلاق عملية تغييرات إقليمية".
ونقل التقرير عن ثلاثة مصادر مطلعة أن "مقترح الرياض كان يتمثل بوضع إسرائيل والسعودية صيغة مجددة لمبادرة السلام العربية ليقدمها نتنياهو ووزير الخارجية السعودي آنذاك سعود الفيصل، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الاول 2014، مع الإعلان عن دخول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في عملية تسوية".
ونصت هذه المبادرة السعودية، حسب المصادر على استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وقيادة المملكة الجهود الدولية الخاصة بإعادة إعمار قطاع غزة.
وذكر التحقيق الصحفي أن نتنياهو أجرى في أوائل ايلول 2014 لقاء سريا مع المبعوث الشخصي للعاهل السعودي آنذاك الملك عبد الله بن عبد العزيز، الأمير بندر بن سلطان، وذلك على أراضي دولة ثالثة لم يكشف اسمها.
وخلال اللقاء أكد بن سلطان، الذي سبق أن تولى منصبي السفير السعودي لدى الولايات المتحدة ورئيس الاستخبارات العامة في المملكة، أن بلاده تريد إطلاق عملية سلام فلسطينية إسرائيلية تسمح باتخاذ خطوات إقليمية مشتركة ضد إيران، وبعد مرور 10 ساعات من بداية المحادثات توصل الجانبان إلى اتفاق مبدئي حول بدء الاستعدادات لقمة في الأمم المتحدة بهذا الشأن.
وعلى الرغم من أن نتنياهو أعرب في البداية عن حماسه للمبادرة السعودية، إلا أن المحادثات التي استمرت لبعض الوقت على مستوى الممثلين عن رئيس الوزراء الإسرائيلي والمبعوث السعودي لم تسفر عن أي نتيجة بسبب إعداد إسرائيل نسخة خاصة لها لهذه المبادرة ورفضها إبداء مرونة طالبت بها السعودية.
وبغض النظر عن فشل المفاوضات، وبدلا من تقديم المبادرة المشتركة، ألقى نتنياهو خطابا في الأمم المتحدة قال فيه "لدينا فرصة تاريخية لتحقيق السلام، لكن لتحقيق السلام يجب ألا ننظر فقط إلى رام الله والقدس، بل إلى القاهرة وأبو ظبي والرياض وأماكن أخرى. إن مشاركة الدول العربية، المستعدة للإعراب عن دعمها على كافة المستويات، سيؤدي إلى النجاح".
وذكرت القناة العبرية استنادا إلى 3 مصادر سعودية أن المملكة اعتبرت أنها اقتربت أكثر من أي وقت مضى نحو إسرائيل، فقد كان المسؤولون السعوديون "غاضبين ومهانين" وألقوا باللوم على نتنياهو لفشل هذه الخطوة، وبعد شهرين نقل الأمير بندر رسالة شفهية لرئيس الوزراء الإسرائيلي جاء فيها "أنت كذاب".
وأشار التقرير إلى أن هذه التطورات أدت إلى أزمة حادة في العلاقات بين إسرائيل والسعودية انتهت فقط بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز عرش المملكة وتنامي قوة ولي عهده الحالي، الأمير محمد بن سلمان.
https://telegram.me/buratha