انطلقت، ليلة أمس، اشتباكات مفتوحة بين يهود من أصول إثيوبية والشرطة في عدة مدن إسرائيلية.
اندلعت اشتباكات على خلفية مقتل شاب من أصول إثيوبية يبلغ من العمر 19 رميا بالرصاص يوم 30 حزيران/ يوليو الماضي على أيدي ضابط شرطة إسرائيلي في ضواحي مدينة حيفا.
الحادث لا يعد الأول ، فغالبا ما تشهد المدن الإسرائيلية احتجاجات من طرف اليهود ذوي الأصول الإثيوبية ضد التمييز. وتتخلل احتجاجات الإثيوبيين مظاهرات حاشدة يتبعها إغلاق للطرقات وإضرام النار في المتاجر فضلا عن شن هجمات على الشرطة والتهديد بالانتحار في حال عدم تلبية طلباتهم.
هذا ويعيش في إسرائيل التي يبلغ تعداد سكانها نحو 9 ملايين نسمة، 130 ألف شخص من أصول إثيوبية يشكون في غالب الأحيان من التمييز والوحشية التي تمارسها الشرطة ضدهم.
كما وعرفت إسرائيل، حادث مماثل في نهاية كانون الثاني/ يناير من هذا العام، حيث اندلعت أعمال شغب شارك فيها عشرات الأشخاص في ميدان مدينة تل أبيب الرئيسي. كان السبب في النزول إلى الشوارع دائما نفسه، وفاة أحد ممثلي المجتمع المحلي الذي قتل بالرصاص على أيدي ضباط شرطة.
وفقا، لبيانات مكتب الإحصاء المركزي لإسرائيل لعام 2017، فإن 55,4٪ فقط من تلاميذ المدارس ذوي أصول إثيوبية يحصلون على شهادة الاستحقاق (عموما، يبلغ عدد السكان اليهود 76,7٪). 46,7 ٪ يدرسون في نظام التعليم الديني للدولة، ومن بين حاملي شهادة الاستحقاق يستوفي فقط 39,2٪ شروط القبول في الجامعات.
في غالب الأحيان، يرجع سبب الشعور المعادي للمجتمع إلى سوء المستوى التعليمي بالنسبة لليهود ذوي الأصول الإثيوبية، والذي أدى بدوره إلى نسبة البطالة بينهم.
تتبنى الجالية الأرثوذكسية المتطرفة في إسرائيل التمييز العنصري ضد العائدين من إثيوبيا على أساس ديني: البعض منهم مسيحيون وليسوا يهودا.
وفي هذا الشأن قال مبعوث الوكالة اليهودية في إثيوبيا شيران آموزي، إن اليهود المتدينين قاموا بتضخيم هذه الحقيقة: "يأتون إلى إسرائيل وهنا يعودون إلى المسيحية، حتى أنهم بنوا الكنائس لأنفسهم، أسأل نفسي- هل هذا غباء أم تشويه متعمد؟ ربما كلاهما، ففي القدس، توجد بالفعل كنيسة إثيوبية، لكنها بنيت قبل قرن من الزمان. يوجد في البلدة القديمة بالقدس مكتب تمثيلي للكنيسة الإثيوبية التي تعمل هناك منذ 1500عام.
في غضون ذلك، قالت المنظمة الإسرائيلية "فيدال"، التي تنادي بالإندماج الكامل لليهود الإثيوبيين في المجتمع الإسرائيلي أن العائدين من إثيوبيا يشكلون أنفسهم تمييزا، وتشكل في المقام الأول مظاهرا للعنصرية: "من غير المعقول في عام 2019 ، يشعر رجل إثيوبي ولد في إسرائيل بعدم الأمان في الشارع، ولكن هذا هو بالضبط ما يحدث اليوم في المناطق والمجتمعات التي يتمركز فيها العائدون الإثيوبيون".
حمل المتظاهرون، الذين خرجوا في احتجاجات ليلة أمس لافتات تحمل شعارات: "هذه عقوبة دون محاكمة"، "لا يوجد فرق بين الدم والدم"، "يسقط تعسف الشرطة"، "لا يوجد أسود ولا أبيض، إننا جميعا بشر".
https://telegram.me/buratha