نعيم الهاشمي الخفاجي ||
المخدرات رائجة بكل دول العالم، وتقف خلف تهريبها عصابات مدربة تدريبا بشكل جيد ولدى العصابات اتصالات وعلاقات مادية عبر مجاميع تهريب منتشرة بكل أصقاع العالم، حتى الدول الاوروبية المستقرة والديمقراطية تعاني من مشاكل عصابات تهريب المخدرات وبل نفس هذه العصابات تنفذ جرائم قتل تطال أفراد يعملون ضمن هذه المجاميع، في الشرق الأوسط تنتشر المخدرات في البلدان التي تمنع بيع الخمر.
خلال حياتي بالعراق والخليج وأوروبا اكتشفت بالعراق بالسبعينيات من القرن الماضي ندرة استخدام المخدرات، ورأيت حادثة وقعت مع صديق كات في مقهى في باب الشرقي ببغداد مصري أعطاه سيجارة وحسب قوله انه فقد ولم ينتبه إلا في وجوده في غرفة وعليه مفتوح بوري مياه بارده، يقول عندما انتبهت ضابط الشرطة سألني من أين حصلت على المخدرات، يقول حاولت أتذكر قلت له انا لااعرف شكل ولون المخدرات كنت جالس في مقهى ومصري أعطاني سيجارة، بالعراق لم تكن هناك مخدرات، بسبب كثرة وجود نوادي لبيع الخمر، عندما أتت بي الظروف إلى السعودية، وجدت قطع مكتوب عليها في كل الأماكن العامة والمستشفيات مكتوب بها احذر من تعاطي المخدرات، سألت ضابط من العائلة المالكة السعودية عن سبب وجود هذه القطع التي تحذر من المخدرات، قال لي السعودية ممتلئة في بيع المخدرات وهناك من يعمل في بيع المخدرات مسؤولين بالدولة.
شيء طبيعي عندما تتعرض بلدان لهجوم جماعات إرهابية وتحتل مناطق شاسعة ولسنوات طويلة مثل الوضع السوري تقوم العصابات القاعدية الداعشية في زراعة المخدرات وبيعها ولهم تجربة سابقة عندما كان قادة هؤلاء في أفغانستان زرعوا الحشيشة وقاموا في بيعها، بشهادة الاتحاد الأوروبي إيران الدولة الوحيدة التي تقاتلت مع عصابات تهريب المخدرات وقدمت خمسمائة شرطي وحرس حدود ايراني شهيد، قبل أيام حدثت مواجهات القوات الأردنية الأخيرة مع عصابات تهريب مخدرات عبرت من مناطق درعا والشرق السوري إلى الاردن، وزير الداخلية الأردني المعايطة أعلن ان ماحدث كان قتال مع عصابات مجرمة مدربة، كلام الوزير يكشف حقيقة أن سيطرة العصابات الإرهابية على مناطق شاسعة وفترات طويلة تجاوزت العشر سنوات اكيد الجماعات القاعدية الداعشية لها خبرة في أفغانستان في زراعة وتهريب المخدرات، لذلك ترك مناطق في سوريا تحت سيطرة العصابات الإرهابية جريمة بحق البشرية بظل معرفة هذه العصابات طرق زراعة وبيع المخدرات.
حسب البيانات الأردنية تم إقتل 27 شخصاً وإصابة آخرين من العصابات الارهابية داخل الأرض السورية الغير خاضعة لسلطة الحكومة السورية.
مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، قال إن المنطقة العسكرية الشرقية، قامت بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية بعمليات نوعية متزامنة على عدة واجهات ضمن منطقة المسؤولية، أحبطت من خلالها محاولات تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة، قادمة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية.
الاعلام السعودي روج إلى قضية تصدي القوات الأردنية للعصابات الإرهابية لتهريب المخدرات بالقول أن هذه الشحنات القاتلة من المخدرات ليست السوق الأردنية، أصالةً، بل السوق الخليجية والسعودية على وجه الخصوص.
وجود المخدرات بالسوق السعودية منذ أكثر من خمسين عاما وليست وليدة اليوم، عصابات تهريب المخدرات مرتبطة بكل دول العالم تصل المخدرات إلى أوروبا الغربية رغم أن دول القارة الاوروبية تجرم وتعتقل وتعاقب كل من يزرع مخدرات، المستهدف من زراعة المخدرات لدى العصابات الوهابية في أفغانستان وليبيا واجزاء من سوريا شعوب أوروبا والعالم وليس السعودية فقط.
نفسهم الحركات الإرهابية ومنهم قادة طالبان اعلنوها أنهم يزرعون المخدرات الغرض تجاري ومعاقبة شعوب أوروبا بنشر المخدرات لتدمير شعوبهم، وإن كان الربح الوفير الخرافي تحصيل حاصل، لكن الأمر يتجاوز المال إلى الإنسان، فالمطلوب هو تدمير الإنسان بالدول التي لاتدين في دين الوهابية.
صحيح أن عصابات وكارتيلات عصابات المخدرات في العالم لديها قدرات خاصة وخطيرة، في أمريكا الجنوبية خاضت جيوش دول معارك مع عصابات تهريب المخدرات.
أقول إلى الإعلام السعودي لدى وهابيتكم نحو طالبان والقاعدة وبوكو حرام …...الخ سجل أسود في زراعة وبيع المخدرات، بل القذافي نفسه هدد الغرب بزراعة وبيع المخدرات في أسعار رمزية للانتقام من شعوب أوروبا.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
30/1/2022