أحد المواضيع التي ضجّت بها مواقع التواصل الإجتماعي مؤخّراً هو إعلان ترويجي لمشروع سعودي في الرياض، يحمل اسم "المربع الجديد".
فما قصة هذا المشروع ولماذا أثار جدلا كبيرا؟
مشروع "المربع الجديد"
بدأ الجدل بعد إعلان الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء عن إطلاق مشروع "المربع الجديد"، بهدف تطوير أكبر "داون تاون" حديث في مدينة الرياض.
وتفيد تغريدة لوكالة الأنباء السعودية الرسمية أن "المشروع سيعتمد في تصاميمه على تطبيق معايير الاستدامة كما يضم المشروع متحفاً مبتكراً، وجامعة متخصصة في التقنية والتصميم، ومسرحاً متكاملاً متعدد الاستخدامات، وأكثر من 80 منطقة للعروض الحية والترفيهية".
تصميم المشروع يثير تفاعلا بين النشطاء
وعلى إثر ذلك، شنّ مغردون هجوماً لاذعاً على الحكومة السعودية وعلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأنهم اعتبروا أنّ هذا المشروع يشبه الكعبة في مكة المكرمة إلى حد كبير وهي أقدس المواقع الإسلامية، قبل أن يردّ عليهم نشطاء آخرون موجهين انتقادات لاذعة لمن يروّج لهذا الطرح.
اليكم أهمّ ما ورد على مواقع التواصل :
• غرّد مدير منظمة الديمقراطية للعالم العربي عبد الله العودة: "بالنسبة لي، لا أعرف إلا المربع القديم"، في إشارة إلى الكعبة الشريفة.
• أرفق العودة تغريدته بمقطع للفنان الكوميدي المصري عادل إمام يقول فيه "إنهم يتبعون دينًا جديدًا، فماذا نحن فاعلون؟" للتأكيد على أوجه التشابه بين المكعب والكعبة.
• غرّد الصحفي والكاتب السعودي تركي الشلهوب متهكمًا: "في السابق صعد [محمد] ابن سلمان فوق الكعبة.. والآن أطلق مشروع المربع الجديد فيه بناء يشبه الكعبة في جميع تفاصليها .. ألا ينتهي هذا السفيه حتى ينزل الله به قارعة؟"
وردًا على الانتقادات، نشرت صحيفة الشرق الأوسط، الممولة سعوديًا مقالًا في 20 فبراير/شباط، ربط بين تصميمات المكعب والمربعات القديمة في الرياض.
• استهزأ المؤثر السعودي عبد الله البندر بـ "الفكر المتطرف" الذي يحاول الربط بين تصميمي الكعبة والمربع.
• تساءل المهندس المعماري السعودي علي عسيري عما إذا كان "ممنوعًا على المصممين في المملكة العربية السعودية أن يصمموا مبنى مكعب" وهل أن "أي مبنى مكعب يحاكي شكل الكعبة؟"
السياق/ التحليل: المربع الجديد هو مشروع مستقبلي آخر ضمن مشاريع رؤية المملكة 2030.
• كما أفاد موقع أمواج.ميديا سابقًا، قدم محمد بن سلمان الصيف الماضي خططًا لمشروع ذا لاين، وهو مدينة خطية جديدة عالية التقنية. يشكّل مشروع ذا لاين الطموح محورًا لمدينة نيوم الجديدة على ساحل البحر الأحمر التي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من خطط المملكة لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط.
• بينما سلطت السلطات السعودية الضوء على مدينة نيوم كرمز للإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، أكد بعض منتقدي رؤية 2030 على فشل الحكومة في معالجة التأثير البيئي ومخاوف السكان الأصليين لتلك المنطقة.
تفاصيل المشروع
بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس"، فإن مشروع "المكعب" سيدعم الناتج المحلي غير النفطي بما يصل إلى 180 مليار ريال (48 مليار دولار)، واستحداث 334 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وقالت الوكالة إن إطلاق الشركة يأتي تماشيا مع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة الهادفة إلى إطلاق إمكانيات القطاعات الواعدة، وتمكين القطاع الخاص وزيادة حجم المحتوى المحلي، والإسهام في تطوير المشاريع العقارية ومشاريع البنية التحتية المحلية، وتنويع مصادر دخل الاقتصاد المحلي.
وبحسب الإعلان، "يقع المشروع عند تقاطع طريقي الملك سلمان والملك خالد في شمال غرب مدينة الرياض على مساحة تتجاوز 19 كيلومترا مربعا ومساحة طابقية تتجاوز 25 مليون متر مربع".
إذا يبعد المشروع عن المطار مسافة 20 دقيقة بالسيارة تقريباً، ومن المتوقع الانتهاء منه بحلول 2030، وفق المصدر ذاته.
ويضم متحفاً مبتكراً وجامعة متخصصة في التقنية والتصميم ومسرحاً متكاملاً متعدد الاستخدامات وأكثر من 80 منطقة للعروض الحية والترفيهية.
سيقام المشروع على مساحة تتجاوز الـ19 كم2، ومساحة طابقية تصل إلى أكثر من 25 مليون متر مربع، وطاقة استيعابية لمئات الآلاف من السكان، حيث سيوفر المشروع 104 آلاف وحدة سكنية و9 آلاف وحدة ضيافة.
كما أنه سيوفر مساحات تجارية تمتد لأكثر من 980 ألف متر مربع، بالإضافة إلى 1.4 مليون متر مربع من المساحات المكتبية، إلى جانب حوالي 620 ألف متر مربع لمرافق الترفيه، وحوالي 1.8 مليون متر مربع للمرافق المجتمعية.
ووفق الإعلان، سيصبح المشروع أحد أكبر المعالم على مستوى العالم، وذلك بارتفاع يصل إلى 400 متر، وعرض 400 متر، وطول 400 متر.
وتهدف السعودية إلى مضاعفة حجم عاصمتها وعدد سكانها باستثمارات إجمالية تبلغ 800 مليار دولار بموجب رؤية 2030 لتحديث الدولة الخليجية وتقليل اعتمادها على عائدات تصدير النفط.
https://telegram.me/buratha
