تدمير الكنائس في باكستان بفتوى تلميذ ابن تيمية..!
نعيم الهاشمي الخفاجي |
عندنا مثل عراقي مشهور يقول اذا عرف السبب بطل العجب، التيار الإسلامي المتطرف عبر التاريخ مصدره خارجي، العلاقة كانت ممتازة بين معاوية عندما كان والي على الشام والرومان، والروم كانوا قوة عظمى تعتمد على ايديولوجيا دينية سماوية لم تسقط مثل ماسقطت الدولة الفارسية التي كانت تتبع الديانة المجوسية، شعوب فارس كانت تبحث عن إله حقيقي وليس عبادة النار، لذلك أسلمت بلاد فارس بقتال أقل قوة من قتال المسلمين مع الروم، كانت تربط رؤوس قريش علاقات تجارية الذين أسلموا مع التجار الرومان، وبقيت العلاقات متواصلة بعد الإسلام، لذلك الفتوحات الإسلامية اتجهت شرقا، بالدرجة الاولى، وكان ملك الروم يرسل مستشارين إلى معاوية أمثال سرجون ومن لف لفه، الحركة الحشوية ولدة بالشام، هؤلاء يأخذون سنتهم من بني أمية، وبقي الحشويين موجودون كمدرسة إلى ابن تيمية حيث وضع قواعد مذهب التكفير في اسم المذهب الحنبلي.
من يعرف السبب يبطل العجب، ولادة الوهابية تمت على ايادي وزير المستعمرات البريطانية، من خلال الجاسوس البريطانى همفر الذى أوفدته بريطانيا إلى الحجاز ومذكراته منشورة على الإنترنت لمن يريد المزيد من المعرفة، همفر بعدها أصبح وزير للمستعمرات البريطانية، جمع مابين شيخ دين يفسر القرآن وفق ارائه ويعتمد فقه بداوة، ومابين ابن سعود زعيم قبلي طامح للوصول إلى حكم الجزيرة العربية، كتاب مذكرات همفر يكشف حقيقة اسباب دعم بريطانيا للوهابية، أثناء الحرب العالمية الاولى قام البريطانيبن بدعم عبدالعزيز سعود وسحبوا البساط من الخائن مفتي مكة وزعيم العالم العربي السني الشريف حسين، بريطانيا دعمت عبدالعزيز سعود، وقام في إعادة الحلف مع أحفاد محمد عبدالوهاب، بيت ال الشيخ وشكلوا عصابات للسرقة في اسم نشر التوحيد، وبعد اكتشاف البترول الفكر الوهابى غزا مصر والدول العربية والإسلامية بأموال البترودولار، هذا الفكر البدوي أصبح خطر على العلم والأمن والتقدم وفكرة المواطنة، فكر مبني على تراث بدوي متخلف يؤمن بلغة السبي والذبح، هذا الفكر التكفيري هو ضد الحضارة الحديثة و ضد الإنسانية وضد المرأة وضد الأديان وضد المذاهب والعقائد الأخرى.
تناقلت وسائل الإعلام قيام آلاف الباكستانيين من أتباع التيار الوهابي في مهاجمة إحياء مسيحية في مدينة فيصل آباد وتم تهديم كنائس وحرق بيوت المواطنيين الباكستانيين المسيحيبن، هؤلاء لولا وجود فتوى وجوب هدم الكنائس صدرت حديثا اسم الفتوى (فتوى لجنة الإفتاء السعودية برئاسة عبد العزيز آل الشيخ) وتحريم البدء بإلقاء السلام على النصارى (ابن العثيمين 21-9-2005) ، وعدم تهنئتهم بأعيادهم وعدم القصاص لهم تنفيذاً لفتوى لا يقتل المسلم بالكافر وهذا ليس من تعاليم الإسلام.
عندما تشاهد الحشود التي هاجمت الكنائس تكتشف ان منطلق المهاجمين كان منطلق ديني عقائدي، لذلك هؤلاء الوهابيين المتطرفين في باكستان قاموا بهدم الكنائس، من خلال فتوى إلى الشيخ ابن قيم الجوزية أحد صنميٌ الوهابية الكبرى عند الجماعات مع ابن تيمية الحراني، يقول ابن قيم عن أهل الكتاب ( المسيحيين واليهود)، يدفع الذكور جميعهم الجزية، يتم سبي الأطفال والنساء كرقيق، تهدم الكنائس والمعابد، لا يجوز بناء كنيسة أو معبد جديد لأنهما أشد كفرا من المواخير (بيوت الدعارة) والخمارات.
هل يوجد أوضح من هذه الفتوى، لذلك تنظيم القاعدة وبكو حرام داعش طبقوا هذه الفتوى بشكل تام، توجد ٣٠٠ فتوى تكفر الشيعة في كتاب منهاج السنة إلى ابن تيمية الذي يدرس في المدارس والجامعات المدنية والدينية السعودية.
لايمكن أن يعم الأمن والسلام بدون
مكافحة هذا الفكر والعمل على إجبار السعودية على حذف فتاوى التكفير ليكون ذلك، الضامن الوحيد لعدم اضطهاد المسيحيين والشيعة والمتصوفة والسنة من أتباع المذاهب الأخرى، حذف فتاوى التكفير يعني حقن دماء الناس ومنع تدمير المساجد والحسينيات والكنائس، فما يفعله هؤلاء الإرهابيين المتطرفين تطبيق عملي لفتاوى ابن القيم وابن تيمية.
يقول المفكر سامح عسكر في إحدى كتبه القيمة، في عصر ابن تيمية وفي عز انشغاله بالرد على النصيرية والشيعة والفلاسفة، ظهر في إيطاليا قس مشهور غيّر معالم الفكر الديني الأوروبي وجعل من المسيحية قوة عقلية مقابل الإلحاد، هذا القس هو، توما الأكويني، عمل كتاب، الخلاصة اللاهوتية، دراسة مفصلة لإثبات الإيمان المسيحي من الناحية العقلية، ووضع خمس حجج وبراهين على وجود الله هي، المحرك غير المتحرك، المسبب الأول، الوجود من العدم، الأفضلية، الغائية.
بينما ابن تيمية خلص حياته في تكفير الشيعة والمعتزلة ويصف الإمام الغزالي في أنه احد افراخ الهنود، بينما ابن تيمية وجه كتاب جدا مهذب إلى الشيخ عدي بن مسافر الاموي، ووصف الشيخ الغزالي في فرخ من أفراخ الهنود، ابن تيمية احترم الشيخ عدي بن مسافر الأموي ليس لديانته الايزيدية وإنما لأصله الأموي.
العلم الحديث أطاح في إفكار توما الاكويني، العالم الغربي قرأ إلى علماء الاجتماع والكيمياء والفيزياء أمثال العالم الفيزيائي اينشتاين، تحدث عن قانون حفظ الطاقة، اينشتاين وضعه ضمن اكتشافاته في النسبية، وهاهم علماء من الصين توصلوا الى اكتشاف مذهل حفظ الطاقة الكهربائية وفق ماتحدث به اينشتاين قبل مائة عام، قانون حفظ الطاقة، الطاقة في الكون ليست لها بداية أو نهاية، بل تتحول من صورة لأخرى فقط.
نعود لقضية إحراق كنائس وتخريب مقبرة إثر اتهام عائلة مسيحية بتدنيس القرآن، طبيعة الوهابية اذا أرادوا تنفيذ جريمة يختلقون كذبة أو يبثون شائعة لخداع عامة الناس، اشاعوا قبل عدة أيام ان فتاة مسيحية دنست القرأن، تم تعبئة الجماهير، وتم عمل غزوة الليث مال بطيحان أيام زمان، تم مهاجمة مدينة فيصل أباد، ثالث أكبر مدن باكستان، يوم الأربعاء، وشهدت أعمال عنف واحتجاجات أضرم خلالها مئات المسلمين النيران في أربع كنائس وقاموا بتخريب مقبرة بعد اتهام عائلة مسيحية بتدنيس القرآن.
اعلنت الشرطة الباكستانية مساء يوم الجمعة، تخريب أكثر من 80 منزلا لمسيحيين، بالإضافة إلي 19 كنيسة في أعمال شغب تشهدها البلاد، وذلك عندما اضرمت مجموعة متطرفة في شرق باكستان النيران في عدد من الكنائس ومنازل يملكها مسيحيين ، بعد اتهام أسرة مسيحية بالتجديف على الدين .
واقتحم مئات المتطرفين بعصي وحجارة، الحي الذي تقطنه أغلبية مسيحية في مدينة فيصل آباد، واضرموا النار فى عدد من الكنائس وسط هتافات واحتفالات ، وصعد بعضهم الى اعلى الكنائس ، وقاموا بكسر الصلبان وإنزالها ،وتدنيسها فى وجود الشرطة ، وهربت بعض العائلات المسيحية من الموت ، بعد الهجوم.
بكل الاحوال ماحدث هي أعمال غوغائية إرهابية استهدفت مواطنين باكستانيين يدينون في الديانة المسيحية، وإذا كان هناك شخص مسيء يعاقب وفق القانون وليس في مهاجمة كل المواطنين أتباع الديانة المسيحية، لولا فتاوى ابن القيم الجوزي وابن تيمية ولولا فتاوى ابن عثيمين لما سالت دماء المسيح في الكنائس في باكستان وأفريقيا ومصر، بكل الاحوال مصدر الإرهاب من السعودية، وعلى آل سعود وضع حد لفتاوى التكفير والكراهية، وأصبح أمر واقع ال سعود هم ملوك السعودية، وصلوا للحكم عن طريق التآمر وعن طريق قطعان الوهابية، وبعد مضي مائة عام، تبدلت الأوضاع، بات على العائلة السعودية الحاكمة، التعامل بواقعية مع الفكر الوهابي، انتهى دور الوهابية، وبات من الضروري إدخال إصلاحات وتشريع قوانين عدالة اجتماعية، وأصبح ال سعود الان مطالبين أكثر من ما مضى، العمل على إنهاء فتاوى التكفير والكراهية وليبقوا حكام وملوك وأمراء على الشعوب العربية في نجد والحجاز والتي باتت تعرف بالسعودية.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
23/8/2023
https://telegram.me/buratha