حيدر حسين الاسدي
استيقظنا صباحاً على أخبار مفجعة قادمة من ريف دمشق المنكوبة ، جريمة جديدة يرتكبها يهود الاسلام من نواصب وتكفيريين ووهابيين مهم يستعرضون قوتهم وطغيانهم على ابناء جلدتهم ممن يشهدون "أن لا آله الا الله" وذلك بتهديم ونبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي الطائي ذلك المؤمن الثابت بأيمانه ضد طغاة عصره وجبابرة زمانه ليستخرجوا جسده ونقله الى مكان مجهول.ان الامة الاسلامية وهي تعيش مرحلة الترهل والانحلال الفكري والتراجع العقائدي الخطير اصبحت عاجزة حتى عن حفظ كرامتها ومكانتها وتأريخها المشرف لتبدأ بها مرحلة نسف تأريخها ، وصولاً ليوم سقوطها وتحولها الى أثر من بعد عين ، فكل امة تسيء لرموزها وتعمل على تنصيب أراذل بنيها سلاطين وحكام ومتحكمين بمقدراتها تحصد ثمار فعلها موت ودمار وتخريب وأنهيار ، لقد فعل حكام بعض البلدان ممن يتبجحون على عباد الله بالترف والبذخ فأستغلوا أموالهم وأمكانات بلادهم لتحشيد الجيوش واقامت الامارات التكفيرية واعلان الجهاد ضد كل من يخالفهم بالرأي والمعتقد لتتحول ساحة الاسلام وراياته الى شعارات أرهابية مقيته ووصمة عار يتجنبها كل إنسان في أرجاء المعمورة.لذلك ونتيجة لكل هذه السياسات والألعاب الصبيانية والخطط الصهيوينة الاستعمارية تحولت سوريا الى ساحات حرب قذرة يدفع ثمنها وفاتورتها الباهظة ابناء سوريا بدمائهم ، وتضرب مصر بديانتها المسالمة لتزع التفرق بين ناسها ، وتستهدف تونس لتقتل رجال دينها وعلماءها وحاملي راية الاعتدال ، وتحارب الحوثيين في يمنهم ، وتطارد البحرينين في بلدهم وتصادر حقوقهم ، وتدعو الى التقسيم والاقتتال في العراق لاعلان دويلاتهم المذهبية في بعض جنباته ، ان كل ذلك وأكثر تحمله منظمات تدعي الاسلام وترفع شعارات التوحيد لكنها لا تمتلك من هذا الدين السمح سوى قلقلة لسان ولحى تخفي تحتها الف شيطان يتوق لاستباحة المحرمات.ان هذه المجاميع التي لم تذكر في تسجيل مصور او بيان جهادي "كما يدعون " أو عمل استشهادي فلسطين وأرضها المغتصبة وجيوش اليهود التي تعيث بالارض فساداً ولم تتعرض لمصالحها في أي بقعة من بقاع العالم ، لكنها تصك آذاننا بصراخهم وهم يتبجحون بكل وقاحة بالاحتلال الصفوي للعراق وتوجه اصبع الكفر والالحاد لكل المسلمين في مشارق الارض ومغاربها تاركين الارض والعرض والقدس مسلوبة منهوبة منتهكة من اليهود.لكن هذا كله لا يعطي سوى مؤشر واحد انهم صنيعة ذلك الفكر الصهيوني الخبيث وانهم ابناء مدرسة "بنيامين ورابين وشمعون" ولا يربطهم بالاسلام والمسلمين شيء بل هم أخطر على الاسلام من أعداء الاسلام انفسهم ، فالعدو متميز بعدوانيته وأهدافه السيئة أما المتسترين بالاسلام فأنك لا تعرف من أين تأتيك طعناتهم.ان هذه الحركات والجماعات المتأسلمة وهي تتصارع وتمد نفوذها في بقاع الارض وتسلط سيوفها على رقاب العباد لا تلتمس منهم فكر او مشروع لبناء الانسان وتعمير الارض والارتقاء بالواقع بل ان من اولى اولوياتهم العقائدية هي قتل الاخر وتهديم مقدساته واستهداف شعائره ومصادرة حقه بالعيش والحوار والتفكير ، وهذا ما تشهد عليه ساحات ليبيا وسوريا والعراق ، انهم باتوا اليوم السرطان المميت الذي ينهش جسد الامة ويهدد كيانها وأن لم يكن لنا وقفة وأرادة وتوحد سنعود الى عصور ما قبل التطور وتتحول بلداننا الى أمارات سوء وموت وتكفير لا تنتج في أيامها سوى قواف الموت الحاصد لكل من يمر في طريقها .لا تدعوهم ينتصرون ويجرون البلاد والعباد الى حرب طائفية يريدون اشعالها في سوريا ولبنان كما فعلوها في العراق يوم استهدفوا مرقد العسكريين "عليهم السلام" ونجحوا في اشعال اقتتال طائفي ، فسياسة سوريا ولبنان اليوم هي في اختبار ومحك خطير، والتحرك الناجح لوئد الفتنه على مدى عامين يمر الان بمنعطف خطير يتطلب التروي والحكمة والحذر في التعاطي معه .لقد قتل حجر بن عدي مرتين مرة بيد معاوية ابن ابي سفيان ومرة بيد يهود الاسلام فسلام الله على حجر بن عدي يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً شاهد على جرائم من لم يرع ولم يخشى الحساب ولم يرتجف قلبه من خشية الله.
https://telegram.me/buratha