المقالات

البعث ونظرية الدم

1280 16:25:00 2007-06-10

بقلم: عبد الرزاق السلطاني عضو اتحاد الصحافيين العرب

بعد أن دخلت المشهد السياسي العراقي قوى واحزاب ولجت العملية السياسية وشاركت فيها وتوزعت على نحو اختيار المقاومة السلمية، وأخرى اختارت الطريق المسلح ورفض العملية السياسية، بقيت الأخيرة رهينة الجري على عادة التآمر للاطاحة بالحكومة وانجازاتها الاستراتيجية، والحقيقة أنه لا يوجد بين اولئك الأقزام من يخفي الرغبة لاظهار مخططاتهم الهمجية التي تبدو كأنها عملية تكسير هوجاء لا هدف ومنطق يحكمها، وربما ينتظر بعضهم ان يجد بها تفريغا لحقدهم، فتلك الخلايا النائمة تنتظر الفرصة للانطلاق نحو سياسة الانقلابات والقتل وممارسة المزيد من القهر والكبت ومصادرة الحريات، تحت عناوين الطوارئ والانقاذ لتأمين نفوذ أعداء العراق للعودة والتسلط، والحديث عن عودة (الصداميين ـ وفرسان البعث) الذين أسسوا المقابر الجماعية والأنفلة بعد أن ركنوا في زوايا منسية، ومحاولات ضخ الحياة فيهم بأنواع من المنشطات من قبل صناع الارهاب التكفيري ومريديه خاصة اذا عرجنا على بعض الأسماء التي كانت ولازالت تخرج على العراقيين من بعض القنوات المسخرة لتجييش الإرهابيين والتحريض على قتلهم وإبادتهم تحت مرأى ومسمع بعض الحكام العرب، فقد تبنوا اجتماعات خاصة مع جماعات سياسية مشاركة في حكومة الوحدة الوطنية، فضلا عن قوى تكفيرية منضوية تحت اجنحتها لتحقيق اجندات خطيرة، اذ لم يعد سراً الحراك المخابراتي الاقليم ـ عربي لجمع شتات جهاز المخابرات الصدامي القمعي لخدمة مشاريعهم الشوفينية التي تعد المحور الذي لا يمكن السكوت عليه، مما يضع الحكومة في الصورة باتخاذها اجراءات سريعة لتحديد تلك المحاور والجبهات وبيان ماهيات ارتباطاتها والظروف التي توالدت فيها لتاسيس موقف عراقي موحد ضدها ووضعها تحت طائلة قانون مكافحة الارهاب لما تسببت به من استمرار النزيف العراقي وزعزعة الوضع الأمني مع سبق الإصرار والترصد، فإن الصداميين والتكفيريين قد نجحوا في تنفيذ تفجير المراقد المقدسة الإسلامية والمسيحية منها على حد سواء والتهجير القسري لكل المكونات العراقية على النحو المثير للغضب والاشمئزاز لكن العراقيين افشلوا تلك المشاريع التي تدار من خارج الحدود وأجهضوا خطابهم الرامي الى جر الشعب العراقي لأتون حرب اهلية تلبس لبوس الطائفية والمذهبية، فقد تعاملوا بمسؤولية عالية في التعاطي مع جرائمهم وذلك بعدم القيام بردود فعل سلبية وأعمال انتقامية على النحو الذي اريد استدراجهم فيه الى الحرب الاهلية التي قد تحرق الاخضر واليابس لا قدر الله.

فعلى الدول الداعمة للارهاب أن تتعامل بمسؤولية تامة مع الشأن العراقي بما يحفظ سيادته وان تبتعد عن شعارات الإقصاء ورفض الآخر وترتب اوراقها إزاء الشعب العراقي والتأكيد على الانصهار والإقرار بالواقع الديمقراطي والتعامل مع الخطاب الوطني الوحدوي الذي تبنته قوانا الدينية والوطنية التي تصر على أن العراق الجديد محوره الجماهير لبناء دولة المؤسسات الدستورية، ووضع إطار عمل يحقق الرؤية الوطنية على مدى السنوات الخمس القادمة لترسيخ دعائم الاتحادية التي تكفل حقوق العراقيين كافة، واحترام الإرادة الشعبية وما تقرره وذلك بوضع آليات تصحيح المسارات التي تتطلب التوافق على النقاط الخلافية التي هي بالتالي تودي الى إعادة الاستقرار للعراق والمنطقة ومحاصرة العنف وعناصره الذي يستهدف الجميع، حيث لم تسلم من شروره الدول التي تقود المؤامرات الخبيثة لتحافظ على كياناتها المتهرئة التي ستذهب أدراج الرياح إذا ما لامستها رياح التغيير في المستقبل القريب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك