المقالات

العراق بين تصريحات نجاد ضد اسرائيل وتسليح امريكا للميليشيات

1573 16:01:00 2007-06-12

( بقلم : اسعد راشد )

المجموعة العربية في المنطقة غير راغبة في ان يسود المنطقة السلام والاستقرار وهي التي تقف خلف الكثير من الاضطرابات السياسية والتهديدات العسكرية لفناعة تلك المجموعة ‘ التي يتزعمها كما يصفها الاعلام المغرر "الجبهة المعتدلة" ـ السعودية والاردن ومصر وووـ وهي اي تلك الجبهة في جوهرها من اكثر الجبهات تطرفا ومتورطة في الارهاب ودعم عدم الاستقرار في المنطقة وهي التي تسعى بكل ما اوتيت من قوة الى نشوب حرب اقليمية تأتي على الاخضر واليابس ‘ نعم لقناعة تلك المجموعة بان استمرار وجودها في الحكم وتسلطها على رقاب شعوبها لم يتحقق من دون حروب واضطرابات وفتن طائفية وارهاب مستمر .

الامريكيون بطبعهم براغماتيون وعصبيون وفي نفس الوقت عقلانيون يعترفون باخطائهم في كثير من المحطات الساخنة وقد اعترفت رايس في فترة معينة في العام الماضي بالاف الاخطاء التكتيكية للادارة الامريكية في العراق الا ان المجموعة العربية التي يتزعمها النظام السعودي وحلفاءه في المنطقة ترى في الاعتراف بالخطأ منقصة !

الحوار الامريكي الايراني في بغداد والذي بدأ رسميا في نهاية شهر ابريل الماضي لن يخلوا من استحاقات وسوف يظل محل تجاذبات سياسية واعلامية خاصة وان ذلك الحوار في الاساس يجري من اجل خلق واقع سياسي جديد في المنطقة يتقاسم النفوذ عليه طرفان اساسيان هما طهران وواشنطن في اطار من الاتفاق العام قد يشترك فيه طرف ثالث يساهم في دعم مشروع الاستقرار والسلام في المنطقة والمتمثلة في الحكومة العراقية المنتخبة فيما تسعى المجموعة العربية لوضع العصي في عجلة الحوار وايجاد العوائق دون استمراره ولن تجد اليوم تلك المجموعة غير اسرائيل للجوء اليها لدفعها نحو التشويش على عملية الحوار وللتحريض ضد ايران خاصة وان الطرف الاسرائيلي في الوقت الحاضر ليس بافضل من المجموعة العربية من حيث الضعف وافتقاده لاي "طعم" خاصة وان حرب تموز العام الماضي في لبنان اعادت اسرائيل الى حجمها وادخلتها عضوا مشلولا في المجموعة العربية حالها حال الاعراب !

ومن هنا ايضا فان من مصلحة اسرائيل ومصلحة المجموعة العربية نشوب حرب اقليمة وصراع دموي يدفع ثمنها ابناء شعوب المنطقة والامريكيون على السواء وليس من مصلحة تلك الدول ان يسود منطق الحوار والعقلانية بين الاطراف المتنازعة ايران وامريكا وهذا هو السر الذي يقف خلف تصريحات نجاد الرئيس الايراني قبل عدة ايام ضد اسرائيل وهو يفهم ويدرك ما يقول ويريد ايصال رسالة واضحة الى عدة اطراف لا يستوعبها الا اصحاب الشأن والراسخون في السياسة !

الادارة الامريكية التي تتشكل من توجهات مختلفة فهي بدورها تخضع لحالة الاستقطاب بين حلفاء المجموعة العربية الاسرائيلية المتحدة الداعية الى الفتن والحروب وبين دعاة السلم والحوار ولعل تحركات موفاز الاخيرة في واشنطن وقيام الامريكيين بتسليح الميليشيات السنية والمناورات التي تجريها القوات الامريكية والاسرائيلية في صحراء النقب تصب في خانة التصعيد الذي تريده المجموعة العربية الاسرائيلية رغم المخاطر والمحاذير التي تكتنف تلك الحراكات حيث الامريكيون يرون ان بتسليحهم الميليشيات السنية وزجها تحت عنوان محاربة القاعدة في اللعبة الاقليمية يستطيعون تحقيق انجاز على صعيد صراعهم مع الايرانيين دون ان ان يدركوا ان ذلك الامر قد ينقلب عليهم في سرعة البرق وبالتالي يضيعوا انفسهم ويضيعوا العراق معهم والخاسر الاول سوف يكون هو الطرف الامريكي قبل ان يكون اي طرف اخر .

العراقيون ومعهم العقلاء يدركون ان ابعاد اللعبة الجارية اليوم في المنطقة سواء تلك التي تجري في العراق من خلال تسليح الميليشيات السنية تحت غطاء مواجهة القاعدة او تلك التي تجري على صعيد المنطقة خاصة التصعيد الذي يجري في خطاب التهديد العسكري بين الايرانيين من جهة وبين الامريكيين والاسرائيليين من جهة اخرى حيث مهما حاولت المجموعة العربية التي تقودها السعودية خلق الازمات والفتن في العراق خاصة بعد قرار جنرالات الجيش الامريكي بتسليح الميليشيات السنية فان الاغلبية في العراق هم الشيعة وان اي محاولة لجر الشيعة الى حرب طائفية او اهلية فان الخاسر هو الطرف الذي راهن على مثل هذه الحرب .

ومن هنا ايضا فان تصريح نجاد ضد اسرئيل يأتي في خضم التصعيد الدعائي وخطاب التهديد العسكري الذي تمارسه "المجموعة العربية الاسرائيلية ضد ايران يراد من خلال ذلك التصعيد زج شيعة العراق وكذلك سنته في اتون صراع طائفي ولعبة دولية ليس فيها مصلحة لاحد سوى اسرائيل والمجموعة العربية الفاشلة .

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك