المقالات

التهجير على الهوية مع القتل على الهوية

4212 03:00:00 2006-03-13

حقا لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ونحن نرى اجساد احبتنا تتناثر واعراضهم تنتهك وبيوتهم تغتصب ليرحلوا قسرا كلاجئين في وطنهم . ( بقلم : المهندس صارم الفيلي )

من الواضح والشاخص أمام كل عراقي غيور ان حربا أهلية قد بدأت منذ زمن ,لكن من جانب واحد . الجناة معروفون من سلفيين تكفيريين وبعثيين صداميين , مدعومين من منظومة سياسية طائفية في الداخل والمحيط , وأضيف اليهم لاحقا زلماي زاد الذي نستغرب بقائه لهذه اللحظة في وظيفته , رغم أن الأيام والمواقف أثبتت لا حياديته الطائفية . لقد بذلت جهودا من قبل الخيرين العراقيين في مواقع المسؤولية المختلفة , سواء السياسية أو الأعلامية لأفهام المجتمع الدولي والولايات المتحدة بشكل خاص أن مايجري من فوضى سببه المباشر هو البعث الصدامي والسلفية التكفيرية . رغم قناعة الكثيرين بأن الأمر معروف ومسكوت عنه من الجانب الأميركي . فما يهمهم هو أمرين , الأول ستراتيجيتهم في المنطقة والثاني أبعاد الخسائر البشرية عن جنودهم , وهذا فهمه ضباع البعثيين منذ الأشهر الأولى لسقوط صنم النظام .اليوم قدمت الأغاثة لعوائل مهجرة على الهوية في المناطق الساخنة كانت وصلت الى مدينة أمير المؤمنين عليه السلام وهي في أحوال صعبة للغاية وفي الأمس العشرات من الشهداء الذين لا ذنب لهم الا كونهم من شيعته . حقا لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ونحن نرى أجساد أحبتنا تتناثر وأعراضهم تنتهك وبيوتهم تغتصب ليرحلوا قسرا , كلاجئين في وطنهم , ولا يحرك من يستطيع ساكنا , ويكتفي الجميع بالأدانة اللفظية , والدعوة الى التهدئة , والتحذير من الأنزلاق في حرب أهلية . لنتسائل هل يكون الثمن أبادة الشيعة عن بكرة أبيهم ,أو التنازل السياسي لقاتليهم حفاظا على " الوحدة الوطنية " ؟إ. هل كان هذا المفهوم بعيدا عن الأمام علي(ع) ,وهو المعصوم من قبل اللة سبحانه , عندما قاتل خوارج زمنه , وهم لم يرتكبوا معشار ما أرتكبه خوارج زمننا ؟ . أم هناك حسابات خاصة على المستوى السياسي تدعو البعض لغض النظر , وعدم بذل الجهد والسع والطاقة في أيجاد حلول جذرية لهذه المأساة المتصاعدة.أين فلسفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي قاعدة المنظومة القيمية الأسلامية , وحافظة النظام الأجتماعي من الشرخ أو الأنزلاق الى المصائب ؟ . كما علينا أن نؤكد ان الدفاع عن النفس هو مشروع في كل الشرائع السماوية والوضعية , لا بل حتى فيما هو غريزي عند الكائنات الحية غير العاقلة . الأنفجار تلو الأنفجار والتفخيخ تلو التفخيخ وأضيف لا حقا التهجير اليهما , لنرى ماذا ينتظر المعنيون بعد كل هذا . بعد كل تصريح من عدنان الدليمي أو زلماي البشتوني أو في الأمس طارق المشهداني عند ذكره لمدينة الصدر , وظافر العاني البعثي الهارب سابقا , والسياسي المفاوض حاليا , حيث كانت الأنتخابات لأمثال هؤلاء بمثابة عملية تبييض للوجوه السوداء المجرمة , كما كانت العمليات الأرهابية وسيلة أمثالهم لأضفاء "شرعية الأرهاب " لشخوصهم ونوعهم . ليكونوا أول من يأخذ في الأعتبار أميركيا عند كل تحرك سياسي . أما الشيعة الضحايا فأنهم خلقوا ضحايا ومستضعفين فما هو الجديد في الأمر ؟ . ولما الأستغراب وقد تحول كل ما هو شاذ واقرب الى الأستحالة الى ماهو مالوف كواقع سياسي نعيش معه وان على مضض . كثيرا مادق العراقيون الشرفاء نواقيس الخطر من عودة البعث الذي أخذت طابعا كميا ونوعيا خلال الفترة السابقة , وبشكل متوازي مع ارتكابهم لجرائم الذبح على الهوية والتفخيخ والخطف , بأسم مقاومة المحتل الذي اتت به جرائمهم بحق العراقيين وبعض دول المنطقة , مع يقيننا بزيف شعارهم هذا , حيث كانوا سابقا شديدي التبجح بالكرامة الوطنية " التي اهدروها هم بتوقيعهم المذل في خيمة صفوان على كل الشروط المطلوبة كي يبقوا في موقع المتحكم بمقدرات العراق , والمذل والقامع لأغلبية شعبة " عندما كان يأتي المفتشون الدوليون للتفتيش على الأسلحة , تجد في البداية خطوطا حمراء ثم تصبح برتقالية وبعدها خضراء عندها تصل عمليات التفتيش الى غرف نومهم . ان مشكلتنا مع الشيطان انه يستغل ضعفنا وغفلتنا ليبعدنا عن ما نعرف , وليقودنا الى منهج التبرير الخاطئ الذي يعطي قوة للجناة انطلاقا من ضعفنا نحن , فليس من الضروري ان اعداء الشيعة هم أقوى منا برغم كل ما يمتلكونه من قوة وعمق اقليمي , وتواطئ هذا العمق معهم , لكنهم أقوياء بضعف بعضنا أو أكثرنا , لأننا لا نأخذ بأسباب قوتنا لنقف أمامهم , وانما نصنع الضعف لأنفسنا وهم يصنعون القوة لأنفسهم , فيوغلون في سفك دمائنا , واستباحة مقدساتنا , من خلال سيطرتهم على نقاط ضعفنا التي صنعناها بأيدينا , بعدم هضم البعض منا لحقيقة الصراع وابعاده , وشمولية التحديات , وكيدياتها . يجب علينا ان نفهم هذه الحقيقة وان نحولها الى جزء من ذواتنا الثقافية والفكرية . عندها نكون أكثر حزما , واقل تهاونا مع جرائم التأليب الطائفي , واكثر شجاعة في اتخاذ اجراءات قانونية توقف أو تقلل من هذا التصعيد الطائفي على المستوى السياسي والأعلامي ضد الشيعة , بملاحقة المسؤولين عليها قضائيا , تلك الهيئات والمنظمات داخل وخارج الوطن . لنقول لهم لا نكتفي ببيانات شجبكم واداناتكم , على شحتها, بل نطلب منكم مواقفا عملية نحددها نحن العراقيون ضحايا أرهابكم الحالي والسابق .مع عدم ألأغفال دائما عن حقيقة ,لا يفك الحديد الصدئ ألا الحديد الحامي المتوهج حمما و شرارة والا فأن هؤلاء الأوغاد القتلة المحترفين , سيوغلون , مثلما يفعلون في كل ساعة و دقيقة , و على مدار اليوم ,في ارتكاب جرائمهم البشعة بحق شيعة العراق المسالمين .

المهندس صارم الفيليsarimrs@hotmail.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك