المقالات

ضحايا النظام البائد و القوانين التي لم تر النور

1468 13:26:00 2007-06-19

( بقلم : طالب الوحيلي )

بكل ما يحمله من علامات الكهولة وتعب السنين، تحدث لي بهم وحزن عن تاريخ ولده السياسي، وما لقيه من مطاردات النظام البائد بحيث الغياب الأبدي الذي استمر منذ الثمانينات حتى سقوط النظام لكي تكشف له حقيقة كان ينتظرها منذ ذلك الحين وهي الحكم على ولده بالإعدام لانتمائه لإحدى الحركات السياسية. هرع ذلك الشيخ الى الجمعيات التي انتشرت في بغداد، وكلها ترفع شعارات من نوع واحد وهي رعاية اسر الشهداء والمفقودين والمتضررين من النظام السابق، وكلها تعد بأحلام مستحيلة التحقيق لكونها لا تجد محلا لها من القانون والواقع، وعند مراجعته إحداها زودوه بهوية ووعدوه بتسليمه قطعة ارض، وقد تحقق له ذلك! وحين ذهابه لمعاينة تلك الأرض الحلم قرب(معسكر الرشيد) خالد الذكر تبين له ان جمعية أخرى قامت بتوزيع تلك الأرض الى ضحايا آخرين حين ذاك تأكد بان ما دفعه من مصاريف بلغت 75 الف دينار كانت قد ذهبت هباء آخذة معها أحلامه الأخرى.ولأنه كان موظفا في إحدى الوزارات، وبسبب المضايقات الأمنية الشديدة له بسبب موقف ولده الأمني، اضطر الى ترك العمل الذي استحال عليه العودة اليه برغم كل المحاولات وهكذا جلس متحسراً بين فقده ولده الذي استشهد في سبيل الله والوطن وبين عدم حصوله على اي امتياز له يجعله محل الفخر والاعتزاز، وبين تأكيد حرمانه من مصدر رزق كان أساسه خدمة في دوائر الدولة زادت عن 13 عاماً ليبقى مكابداً للمرض والفقر والحرمان وانتظار ما سوف تسفر عنه الأيام من دون تقاعد او ضمان!!. جميع من فقدوا أولادهم (قرة أعينهم) او ترمل او تيتم، او تكسرت أجنحته او تضرر من سياسة ذلك النظام، كانوا يأملون انهم سيكونون أصحاب الامتياز في التعويض المجزي وفي إعادة التعيين او في الأفضلية في اختيارهم بمناصب ووظائف مهمة، او منحهم الامتيازات التي كانت قد شرعت بقوانين للشهداء وأسرهم في عهد ذلك النظام. أليس شهداء الشعب اولى واهم من شهداء النظام البائد؟!فلماذا لا يعد هؤلاء شهداء بحكم القانون ويمنحون جميع ما منح اقرأنهم وأسرهم من منح وامتيازات؟!واذا لم يكونوا أهلا لذلك، فمن ياترى اهل قضايا اهم منهم تفضيلا والتقدير؟! تلك أسئلة طالما أثيرت ولم تجد اي اذن صاغية، وبقيت حقوق وأوليات لضحايا النظام البائد التي لفضتها بعض المؤسسات الأمنية الى الشارع بمتناول يد بعض الجمعيات التي لها الفضل في حمايتها من التلف بالرغم من ضياع الأدلة الجرمية ضد العناصر التي تسببت في تلك الجرائم والتي تعد شركاء أصليين مع ذلك النظام وأركانه لو تمت محاكمتهم عنها... أليس من حق هؤلاء )الشهداء وذويهم( تأسيس دائرة تختص بشؤونهم وتسيير أعمالهم وتكون مرجعية قانونية في إثبات قضاياهم والسعي لتوظيف أبنائهم وإبداء الرعاية الاجتماعية لأهلهم؟ وتكثر الاسئلة وسوف تستمر ما دام العدل بعيداً عن ان يحيطهم بعطفه ولطف ورعاية حاملي رايته.ما دمنا لم نجد قانونا يصدر عن مجلس النواب الذي خص شهدائنا بلجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين والتي كان ينبغي عليها ان تقطع اشواطا طويلة في جانب تخصصها ،لقد كنا نتوقع الاهتمام المادي والمعنوي لعوائل الشهداء الذين عانوا الويل من النظام البعثي ، قبل ان نشاهد هذا الاهتمام بالمجرمين ومن كان في خدمة صدام وأعوانه.لقد سجل التاريخ موقفا مع الأسف لا يفتخر به عندما شاهدنا الأغلبية ممن انتخبهم الشعب وانتخبتهم عوائل الشهداء والسجناء السياسيين ، نراهم اول اهتمام لهم هو رواتبهم ومخصصاتهم وتقاعدهم قبل ان يكون هناك اهتمام واضح بمن انتخبوهم ، وقد نفذ ذلك المشروع بأسرع وقت.بينما قانون مؤسسة الشهداء الذي تم إقراره من قبل مجلس الرئاسة بتاريخ 8-1-2006م لم يُفعّل ولم يجد طريقه الى التنفيذ ، لماذا ؟ ثم ما هو الفرق بين شهداء اليوم الذين يسقطون على ايدي الصداميين والتكقيريين ، وشهداء الأمس الذين وقفوا بوجه النظام البعثي وجادوا بأنفسهم من اجل حرية العراق ، فلماذا نشاهد الاهتمام بشهداء اليوم وهو مطلوب وواجب ويستحق الشكر ولكن لماذا لا نرى نفس هذا الاهتمام بشهداء الأمس.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك