المقالات

حين يجتمع ابن العاص والأشعري كل يوم تحت المظلة الامريكية !!

1624 11:23:00 2007-06-23

بقلم : طالب الوحيلي

وقعت الكارثة الجديدة في العراق اثر تفجير منارتي الروضة العسكرية ،والكل يتوقع حدوث ذلك الحدث الجلل الذي يمكن ان يكون بداية لموجة عنف كالذي حدث عقب التفجير الاول لقبة هذه الروضة ،ونذير الشؤم هذا ليس بشيء مستغرب بزمن ومكان تهتكت فيه القواعد الأصولية والأخلاقية كثيرا ،وهي رد فعل متوقع لنتائج العملية السياسية وليس لصراع طائفي او عرقي بعيد عن الواقع السياسي ،فما يكمن خلف ركم الخراب الذي أودت به أحداث ما بعد سقوط النظم البائد ،هو تجسيد لنتائج معادلة سياسية جديدة ما دمنا نتحدث عن لغة المعادلات ،وتلك هي تجربة اكبر بكثير من تصورات القوى السياسية المتصدية لبناء العراق الجديد بكل أسف،فسقوط النظام الصدامي ليس هو نهاية المطاف ما دمنا نعلم يقينا ما يمثله من رمزية أسطورية وصنمية تتعدى شخصيته القذرة الى حدود اعتباره ولي الأمر العقائدي الذي تغفر له كل خطاياه مادام يمثل مذهبا معينا من ذات النمط العربي المغرق بعنصريته وطائفيته وتهميشه للآخرين.وبصرحة فان القوى المعارضة للعملية السياسية سواء أكانت ضمن سياقاتها الظاهرية أي الشركاء في الحكومة وفي مجلس النواب ،والجماعات الإرهابية البعثية او التكفيرية او حواضنها ،جميعها ودون أي استثناء تشعر بانها طرف في معادلة خاسرة لابد لها من تصحيحها ،رغم انف الشعب العراقي ورموزه الدينية والسياسية ،ومهما قدم من تضحيات او طالب بحقوق هضمت طيلة عقود الحكم الطائفي العنصري الديكتاتوري ،فان ذلك بنظر القوى المعارضة لا يساوي أي شيء ما داموا لا يحكمون العراق على وفق النمط الاستبدادي البائد ،بل ان لذة العيش للمواطن العراقي أصبحت محرمة عليه حسب عقيدة تلك القوى ،لكن المؤلم حقا ان يتعاضد بعض دعاة الدفاع عن حقوق الشعب والمتباكين عليه أمثال بعض القيادات السياسية التي كانت منغمسة أصلا في نهم فتات ذلك الطاغية ،فوجدوا ان من الطبيعي لديهم التحالف مع أي كان ضد إفشال المشروع السياسي للحكومة المنتخبة ،حيث راحوا يتآمرون عليها مع رموز الإرهاب وبقايا البعث ،انه تحالف ليس بغريب لو تصفحنا كتب التأريخ ،فان فيه اكثر من أنموذج مشابه للخديعة والتآمر والخذلان ،وما أكثر بن العاص والأشعري هذه الأيام وهم يأكلون على مائدة واحدة ويتسامرون ويتغامزون ،وما أكثر من خذلوا الحسين لحظة الوثوب للخلاص ..

بعدما نشخص الداء سنجد الدواء حتما، لكن بعد فوات الأوان حيث سيستمر التكفيريون بحصد أرواح وممتلكات العراقيين ،وبهدم مقدساتهم،ولا نتوقع من احد من مسؤولينا ان يظهر الشجاعة اللازمة ليقول، ان المؤامرة التي يعد لها هي بقيادة أمريكا، وأذنابها من الداخلين بالعملية السياسية وهم يفتّون عضدها بدلا من معاضدتها ،لان الغدر ديدنهم ،تساعدهم وتمدهم بالمال والمواقف السياسية الداعمة للانقلاب على العملية حكومة الائتلاف كالسعودية و والأردن وسوريا ومصر وبعض محميات الخليج التي تسمى دولا. لا نتوقع ان نرى من ارتكبوا الفضائع بحق العراقيين معلقين علنا في ساحة التحرير ليكونوا عبرة لغيرهم لان لاننا في ظل دولة قانون لا تستطيع حماية نفسها حتى في مبنى البرلمان ،ولان الأمم المتحدة ، ومنظمات حقوق الإنسان،والمجتمع الغربي والعالم المتحضر،لا يرغبون باستخدام العقوبات الصارمة ضد من يذبحون الأبرياء ويحرقون الأخضر واليابس ويهتكون ويهدمون قواعد وأسس الحضارة الإنسانية.. ولا يحسبون حسابا لمشاعر وألام العراقيين.!!فاي معادلة عاشها شعبنا اغرب من هذا الذي يطالنا وتذهل عنه الأعين والأفكار ،فقط يسر معارضي العملية السياسية المتبجحين برفض المحاصصة البغيضة وهم صناعها ،ان يضرب بهم المثل الشعبي المعروف (لو العب ..لو أخرب الملعب )...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك