المقالات

ألا تخجـــل جبهتــا التــوافق والحــوار ؟

1446 00:02:00 2007-06-30

( بقلم : ماجد محمد )

منــذ دخولهمـا للعمليــة السياسيــة وحتــى الآن لــم تقــدم جبهتـــا التــوافق والحــوار أي خطــوة مســؤولــة تـُسجــل لهمــا كموقــف وطنــي نــزيه وشفــاف يخــدم العــراق وشعبـه , وكــل ما رأينـــاه منهمــا كــان محــاولات حثيثــة لعرقلـــة جميـــع القــرارات ذات الأهميـة والتي تلبــي طمــوح المواطـن المغلــوب على أمــره , ولــو سجلنـــا عــدد الإعـــتراضات التـي أقــدمت عليهــا هــاتــان الجبهــتـان لوجــدناها تفــوق ما سجلتـــه أحــزاب المعارضة في جميــع برلمانــات العــالم , فـي حــين إن طبيعـــة الـوضــع السياســي الحــالي لجبهــتي التوافــق والحــوار كمشـاركــيّن فعلــييّن بالسلطــتين التشريعيـــة والتنفيذيـــة لايسمـح لهمــا أن يتخــذا موقــف المعـــارض , فالمــوقـف أمــا يكــون معارضــة برلمانيــة أو يكــون مشاركـة وزاريـــة , ولايجــوز الجمــع بــين الموقفــين , وخــلاف ذلك هــو خــروج عن العقـــل والمنطــق والعــرف البرلمانــي المُتبـــع , صحيــح إننــا نعيــش اليــوم في العــراق حالــة من التخبــط واللامــألوف سببهمـــا الإحتــلال وشخصيــات هــاتان الجبهتــان إلا إن ذلك لايعنــي أن توصلنـــا التــوافق والحــوار الى حالـــة الفوضــى واللا تعقـــل الوظيفــي فــي توزيــع الأدوار وتقسيــم المسؤوليـــات وبعيـــدا عـن الإستحقــاق الإنتخابـــي الفعلـــي .

إن التعاطــي الأخــير لجبهتــي التوافــق والحــوار مـع قضيـــة وزيــر الثقافــة ( عن أهــل العــراق ) أسعــد الهاشمــي يعــتبر فعــلا قمــة الإستهتــار والإستهــزاء بالقيــم الأخــلاقية وبمشـاعـر المـواطـنين ويعطــي إنطبــاعا ً حقيقيــا عن عــدم إحــترام جبهــة التــوافق لإستقــلال القضــاء وللدستــور الــذي ينــص على أن لا أحــد فــوق القــانون وكــذلك إنعــدام الحــس الوطنــي لديهمــا وتفضيــل المنتمــي لهمـــا علــى المجتمــع العــراقي ككــل , مما يعنــي إنهمــا غــير أمينتــين لا على الـدولــة ولا على حقــوق الشعــب , وهــذه حالــة خطيــرة تستــوجـب من المحكمــة الدستوريـــة العليــا البــت الحــازم إزاءهــا وإلا سيستمــر العنــف والدمــار تحــت حصانــة يضمنهـــا القــانون وسينقســم شعــب العــراق الى فئــتين الأولــى فــوق القانــون تمــارس القتـــل والتدمــير دون قصــاص ولا مسـاءلة فــي حــين تعيــش الأخــرى ضحيـــة لهــا ودون أن يحميهـــا القــانون .

لقــد كــان عــــذر جبهــة التــوافق بتعليــق حضــورها لجلســات مجلــس النــواب غايــة في الغــرابة والإستهتــار , فــإذا كــان المتهمـون قــد شهــدوا على أسعــد الهاشمــي قســـرا ً وتحــت التعــذيب كمـا يدعــي بيــان الجبهـــة الــذي قــرأه النــائب عــلاء مكــي فــإن هنــالك آليــات قانــونية قضائيـــة يجــب إتباعهـــا للطعــن بقــرار قاضــي التحقيـــق لا أن تـُحمـّـل السلطــة التشريعيـــة بكاملهـــا مسؤوليـــة لاعــلاقة لهــا بهـــا ؟!!! فــي الــوقــت الــذي ينتظــر فيــه الشعــب من مجلــس النــواب قـوانينـــا تـُخــرجه من أزماتــه الحاليــة وتحــقق لــه الإستقــرار الإقتصــادي والأمنــي . بالإضافـــة الى أن سلطـــة القضــاء مستقلـــة تمامــا عن السلطــة التنفيذيـــة وضغـوطاتهـــا , فكيــف للتــوافق أن تحمـــل حكومــة السيــد المالكــي أمــرا هــو بعيـــد عن مسؤوليتهـــا وغــير خــاضع لإدارتهـــا وأوامرهـــا ؟؟؟ ويكفــي لجبهــة التــوافق إن إعتــراها شــك فــي ســير التحقيــق أن تطلــب إعــادة التحقيــق فــي محكمــة قضائيـــة أخــرى لا أن تعطــل القضــاء برمتـــه لمجــرد الظـــن و من بــاب أنصــر أخــاك ؟! ولا أعــرف النصــر هــنا على مــن ؟؟ والله لقــد أفقــدتنا جبهــة عــدنان الدليمــي رشــدنا وصــبرنا معهـــا ! .

وأخــيرا فلــرب سائــلا يتســاءل عن هــدف جبهتــــا التــوافق والحــوار من كــل هــذه الألاعيــب المكشوفــة والمسمــومة ؟ فنقــول إن هــاتين الجبهــتين همـــا حصــان طــروادة لدخــول حــزب البعــث للعمليـــة السياسيـــة لغــرض تعطيلهـــا أو عرقلتهــــا على أســوء تقـــدير , فهـــل فهمنـــا اللعبـــة ومكيدتهـــا ؟ إن كنــا كــذلك فلمــاذا نحـن ساكتـــون ؟؟؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك