المقالات

العراقيون وعقدة اللجوء

1554 18:30:00 2007-07-03

بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة /اتحاد الصحفيين العراقيين

إبان عقد الثمانينيات والتسعينيات لم تكن ظاهرة اللجوء العراقية قد أخذت كل هذا الحيز من الاهتمام الإعلامي والسياسي والدولي بالرغم من ان عدد اللاجئين العراقيين في إيران، حدها كان يشكل ما يقارب من المليونين لاجئ وفي سوريا وصل الرقم الى أكثر من مئة ألف فضلاً عن المعسكر الرسمي والمسجل دولياً لدى المنظمات الدولية والذي كان يعرف بمعسكر(أبو الهول) في محافظة الرقة او الحسكة وربما كان عدد اللاجئين في سوريا قد يصل المليون لولا ان العراقيين قد اتخذوا من هذا البلد معبراً الى الضفة الأخرى التي توصلهم بدول أوربا والبلدان الاسكندينافية والولايات المتحدة الأمريكية، وفي حصيلة رسمية للأمم المتحدة صدرت عام 1999 أجملت عدد العراقيين المسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون في جنيف والمقيمين في العواصم الأوربية فقط قد زاد عن النصف مليون بقليل ووقتها احتل العراق بعدد اللاجئين في أوربا المرتبة الثالثة وتعتبر هذا التصنيف مرعباً فيما إذا عرفنا استحالة تنقل العراقيين آنذاك بين الدول والخشية من إلقاء القبض عليهم واعادتهم الى العراق وما يترتب على اللاجئ العراقي من مصير مجهول فيما لو أعيد الى وطنه الذي كان محكوماً من قبل أجهزة بوليسية ليس لها مثيلا في العالم اجمع.بقي ان نشير الى اللاجئين العراقيين في العاصمة الأردنية عمان إبان تلك السنوات حيث قدرت اعداهم كذلك بين النصف وثلاثة أرباع المليون فضلا عما استوعبته السعودية في معسكر رفحاء، من اعداد ناهزت الخمسين الف لاجئ في حين كان هناك عراقيون ينتقلون بين دول عديدة كالإمارات وقطر ودول المغرب العربي، نقول رغم تلك الأعداد التي ناهزت الأربعة ملايين لاجئ الا ان العالم كان يلوذ بالصمت إزاء هذه الظاهرة الخطيرة، وهنا بات السؤال ضرورة حول كل هذا الضخ الإعلامي عن هذه الظاهرة.ان أكثر التفاسير تشير الى ان غايات سياسية وأخرى اقتصادية تقف وراء هذا التهويل من قضية اللاجئ العراقي في البلدان العربية فقط في حين ان دول أوربية تفتح اذرعها وقلبها للاجئين العراقيين مهما بلغت أعدادهم دونما التهديد بقذفهم خارج الحدود.بالرغم من ان الظاهرة هذه تشكل جرحاً غائراً في الجسد العراقي ونزيفاً غير قابل للتوقف الا اننا نقول لأشقائنا العرب لا ينبغي لكم الى ما لا نهاية ان تجعلوا من العراق بقرة حلوب، فعندما يتدفق اليكم النفط العراقي بالمجان تصمت مانشيتاتكم عن اللاجئ العراقي وعندما يتوقف هذا النفط ولسنا نحن الذين حجبناه عنكم انما أولئك الذين توفدونهم ليفجروا آبارنا ومصافينا وأنابيبنا وأساطيلنا البرية هم الذين حرموكم هذه النعمة، عند ذاك يصبح العراقي في بلادكم مشكلة تسبب بزيادة أسعار الخبز والوقود والخدمات وبذلك يكون قد استوفى شروط المغادرة والطرد، لكننا ايضاً نتساءل لماذا تصمت هذه المانشيتات كلما تخصص دولة ما بضعه ملايين من الدولارات للدول المضيفة للاجئ العراقي.انه نفط من نوع آخر لكن على كل حال نقول شكراً لكل من يقف مع العراقي في محنته، فالمواقف ديون.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك