المقالات

هكذا نصب حزب الله «كمين العتيبة» في الغوطة الشرقية.. ولهذه الاسباب زاد القلق الاسرائيلي؟

7295 11:46:00 2014-02-28

عبوات «سجيل» «التلفزيونية» وراء «حقل الموت» واسئلة حول تقنيات الرصد اسرائيل تخشى التطور النوعي في استخدام المقاومة للاشعة « تحت الحمراء»

ابراهيم ناصرالدين

عدم تبني حزب الله رسميا مسؤولية كمين العتيبة في الغوطة الشرقية له اسبابه المفهومة على المستويات السياسية والاعلامية والعسكرية، واذا كان للجيش السوري دور «لوجستي» في العملية، فان ما يعرفه الاصدقاء والاعداء على حد سواء ان «بصمات» الحزب واضحة على الكمين من «الفه» الى «يائه». واذا كان جمهور المقاومة قد استعاد عبر المشاهد المصورة للعملية ايام «الزمن الجميل» في قتال الاسرائيليين، واذا كانت البيئة الحاضنة للمقاومة قد شعرت بنوع من رد الاعتبار وارتفاع في المعنويات في مواجهة «التكفيريين» الذين يعيثون بالامن اللبناني «فسادا وقتلا»، فان هذه العملية في «عيون» المتربصين بحزب الله تجري قراءتها من منظار آخر يرتبط بالتطور النوعي الهائل في قدرات مقاتليه الذين نجحوا في نصب «كمين» محكم ادى الى أبادة كافة افراد المجموعة المسلحة التي وقعت في «مصيدة» لا يمكن ان «تنصبها» الا جهة محترفة ومتمرسة، وتملك ايضا الادوات المناسبة والمتطورة للتنفيذ. اوساط متخصصة في الشؤون العسكرية والامنية، ترى ان ما حدث في هذا الكمين اعاد الى الاسرائيليين ذكريات مؤلمة ونكأ لهم جرح كمين «الانصارية» واذا كان الداعمون الاقليميون والدوليون للمسلحين ينظرون الى طبيعة الخسارة الواقعة من زاوية تأثيرها على خططهم في فتح الجبهة الجنوبية، فان اسرائيل لديها حسابات اخرى ترتبط بمستقبل المواجهة الحتمية مع حزب الله، ومن هنا يمكن فهم اصرارها المستمر على عدم ادخال الاسلحة الكاسرة للتوازن الى الحزب، ويمكن من هذه الزاوية تفسير الغارة «الرسالة» على البقاع، فلماذا تشعر اسرائيل بـ«الهلع»؟ وكيف اعد حزب الله «مصيدة الارانب»؟  في الشكل، تلفت تلك الاوساط الى ان حزب الله عاد مجددا الى «لعبته» المفضلة في ادارة الحرب النفسية، فتصوير العملية ليلا بتقنيات وجودة عالية، ادى الغرض منه لجهة كسر الروح المعنوية لدى المجموعات المسلحة، وفي المقابل قدم لجمهوره مادة مصورة عن الانجازات المحققة في الميدان ضد من يرسل اليهم الانتحاريين، وهو اكد بالصوت والصورة تفوقه الميداني على «خصومه» الذين ظهروا دون حيلة وهم يتوجهون الى حتفهم.  اما في الشق العملاني فيعتبر الامر من الناحية العسكرية كارثيا على هؤلاء، لان فقدان هذا العدد الكبير من المقاتلين دفعة واحدة ودون ان يتمكن اي منهم من اطلاق رصاصة واحدة على «العدو» المفترض، يعد في العلوم العسكرية هزيمة مدوية ليس فقط للمجموعة التي تعرضت للابادة وانما للفريق الاقليمي والدولي الداعم لهؤلاء بعد ان تركهم في «العراء» دون اي غطاء، فيما اثبت الفريق الآخر بانه متقدم «بخطوة» او اكثر مما سمح له بتحقيق عامل المفاجأة.  وتشير تلك الاوساط، الى ان ما اظهرته المشاهد المصورة للعملية، يؤكد بوضوح ان «تشريكات الموت» قد نصبت في المكان بما يتناسب مع طول «رتل» المشاة، وهذا يعني ان رصدا مسبقا قد حصل لهؤلاء وثمة حسابات دقيقة قد وضعت لحجم الكتلة النارية المطلوبة لابادة تلك المجموعة، ومن الواضح ان مجموعات «التخريب» كانت في سباق مع الوقت لانجاز المهمة قبل وصول المسلحين الى موقع المكمن حيث تم زرع نحو 10عبوات تم تفجيرها في المرة الاولى ثم فجرت ثلاث اخرى في المرحلة الثانية.  اما عملية الرصد تقول الاوساط فالواضح انها تمت عبر طائرات من دون طيار كانت صورا مباشرة الى غرفة العمليات فضلا عن كاميرات «حرارية» مثبتة في اكثر من موقع حدودي. أما مسألة توقع مسار هؤلاء فهي مسالة محكومة باحتمالين الاول هو احتمال الخرق الاستخباراتي لتلك المجموعات، الامر الذي سمح بمعرفة هدفها النهائي، والثاني ما يسمى في العلوم العسكرية «الممر الوصولي»، أي خلق ممر اجباري لهؤلاء لدفعهم الى سلوك «خط سير» محدد، وهو ما يسمح للجهة التي تنصب المكمن بتحديد مسار هؤلاء ما يمكنها من نصب الكمين في المكان المناسب بعد دفع المجموعة المستهدفة الى دخول «حقل الموت» «برجليها». لكن ما الذي يقلق اسرائيل أكثر؟ القسم الثاني  انه نوع العبوات المستخدمة، والادارة الاحترافية للكمين الليلي عبر استخدام الاشعة «تحت الحمراء»، هذان الامران في رأي تلك الاوساط لا تستطيع اسرائيل ان تتجاوزهما، فالترجيحات تشير الى ان العبوات المستخدمة في العملية هي من نوع «سجيل» وهي عبوات «تلفزيونية» مضادة للافراد طورها حزب الله وسميت بهذا الاسم لان عصفها وتشظيتها يتجهان باتجاه واحد ومركز الى مساحة معينة تماما كشاشة التلفزيون التي تبث الصورة الى جهة واحدة، ومن الواضح ان ما استخدم في العملية من عبوات تحتوي على مادة «سي فور» و«تي ان تي» وتحمل شظايا اغلبها كرات حديدية تصل الى 3000 شظية وتسمى «بقاتل الفصيل» لان مدى شظاياها يصل الى 700 متر من الامام وبعرض 500 متر وبارتفاع 1 متر عن الارض وتنتشر شظاياها على شكل مروحة، وذلك بفضل شكلها المستطيل «المحدب». وهذا الامر بالنسبة للاسرائيليين بمثابة «كابوس» لا يمكن التعايش معه في أي حرب مقبلة، ومن هنا يمكن فهم اسباب الذعر. وفي الجانب الاخر من العملية أظهرت الصور المعروضة، ان الاعلام الحربي التابع لحزب الله نجح في تجاوز واحد من اهم التحديات، التي تواجه أجهزة الرؤية الليلية وهي عملية الجمع بين صورة التكثيف والصورة الحرارية في صورة واحدة. ومن المعروف تضيف الاوساط ان لدمج الصورتين أهمية كبيرة لانها يعطي تفصيلات مختلفة من المشهد. فالتكثيف يصور الأشعة المنعكسة على الهدف، في حين أن الصورة الحرارية تصور الأشعة المنبعثة من الهدف. ومما يزيد من تعقيد عملية الدمج ضرورة التأكد من أن كلا الصورتين يتركز في الوقت نفسه على المشهد ذاته بدقة عالية. وهذا يعني ان الحزب استطاع تنمية قدرات دمج التفصيلات الخاصة بكل صورة على حدة. وتمكن من الحصول على التفاصيل من كل صورة على حدة، ودمجت لاحقا في صورة واحدة، فجاء مستوى الأداء عالياً. وتلفت تلك الاوساط، الى ان القلق الاسرائيلي في هذا السياق مرتبط بما تلمسته القيادة العسكرية الاسرائيلية خلال المواجهات مع الحزب في حرب 2006 من نجاح مقاتلي الحزب في الحد من تقليل كفاءة الكاميرات الحرارية الموجودة في دبابة الميركافا وفي المواقع الاسرائيلية على الحدود، حيث أدى هذا «الاجراء» «المبهم من قبل مقاتلي الحزب الى تشتيت الرؤية الحرارية عن المقاتلين الذين يحملون صواريخ مضادة للدبابات، ولم يتم اكتشاف 75% من هؤلاء في جميع الاتجاهات. وتمكنوا من التخفي بشكل جيد على بعد يتراوح من 50و500 متر. واليوم يرسل الحزب اشارات واضحة لمن يعنيهم الامر انه ما يزال يطور نفسه تقنيا ويستعد لخوض مواجهات تقنية معقدة في المستقبل، وما تخشاه اسرائيل جديا هو امتلاك الحزب الجيل الأخير من تلك الاسلحة، حيث تستخدم فيها نظرية «اضرب وانس» حيث يتولى السلاح المستخدم التفتيش عن الاهداف معتمدا على بصمتها الحرارية. وعند استخدام هذه التقنية في أسلحة الضرب غير المباشر، مثل مدافع الهاون، فإن عملية الانقضاض من أعلى تكون ذات تأثير قاتل للهدف،حيث توجد أقل مناطق الهدف تدريعاً، وأكثرها تعرضاً للخطر الخارجي. فهل وصلت هذه الاسلحة الى حزب الله؟  طبعا لا يملك احد الاجابة، وستبقى «المفاجآت» واحدة من اسرار نجاح المقاومة في أي حرب مقبلة مع اسرائيل، وحتى يحين موعد «المنازلة» المقبلة، لن تعرف عيون الاسرائيليين النوم، وقد زادهم بيان الحزب الاخير حول الغارات «اضطرابا» «وتوترا»، فهم يعرفون ان الرد حتمي، لكنهم لا يدركون اين ومتى. في المقابل اراد حزب الله ان يؤكد من خلال عملية العتيبة انه يدير عملية عسكرية وامنية محترفة في سوريا، فوعد السيد نصرالله بالانتصار هناك ليس وهما، وكما باتت هناك معادلة «ما قبل القصير» وما بعدها، ستكون في العلوم العسكرية مدرسة جديدة لدراسة «مصيدة الارانب» في العتيبة التي ستكون نقطة تحول في العمليات العسكرية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسن محمود
2014-06-25
ام جهينه وعند جهينه الخبر اليقين 1‏/3‏/2014 6:19 ص ان جيش الكفر الزهابي السلفي الزندقي الماسوني الصهيوني الذي جاء به حكام ال سعود وال موزه والصهاينه وهذا الجيش الظلامي جاء لينفذ مخطط القتل والفتنه في سوريا ولبنان والعراق لكن بسالة الابطال من ابناء المقاومه ورجال حزب الله لقنت هولاء دروسا في الحرب لا ينسى وان البترودولار والسلاح الغربي الصهيوني ومشايخ وفتاوي الفتنه لن تسعف جيش الارهاب الوهابي لان كلمة الحق اعلى من الباطل وان النصر قريب على هولاء الظلامين الكفره من احفاد مستر همفر موئسس الوهابيه الماسونيه
يا دعاء النوح حققت الأرب
2014-05-07
ربي لا تذر على الارض من الكافرين ديارا أنك أن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا ألا فاجرا كفارا صدق الله العلي العظيم أن من صدر التكفير والتفخيخ والأنتان المجانين لنا والهدم والعهروالتسميم لبلاد الطيبين سوف يروا وسيرى الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون صدق الله العلي العظيم وكان حقا علينا نصر المؤمنين صدق الله العلي العطيم
karar
2014-03-13
الله معكم ومعه قائدكم السيد نصر الله والله ناصركم على القوم الكافرين
الكردي
2014-03-06
والله جزب الله رفعة راس لاتباع اهل البيت ع بالخصوص والمسلمين بالعموم هؤلاء فعلا اتباع ابو الحسين علي ع
يا مهدي ادركنا
2014-03-04
يا فرج الله
متابع
2014-03-03
هذا فراق بيني وبينكم بمناسبة الحلة الجديدة التي جاءت معظم التعليقات ضد تغيير الحلة القديمة ولكنكم لم تحترموا آراء القراء فبئس ما أقدمتم ولا اعتقد ان الامر كان يستحق عناء الاعلان عنه لمدة 6 اشهر .. بصراحة ستدركون تفاهة هذا الستايل الجديد وكم هو بائس من خلال انخفاض اعداد القراء والمعلقين
فواز
2014-03-01
لله دركم يا اسود العراق فقد رفعتم رؤؤسنا في سوريا
ام جهينه وعند جهينه الخبر اليقين
2014-03-01
ان جيش الكفر الزهابي السلفي الزندقي الماسوني الصهيوني الذي جاء به حكام ال سعود وال موزه والصهاينه وهذا الجيش الظلامي جاء لينفذ مخطط القتل والفتنه في سوريا ولبنان والعراق لكن بسالة الابطال من ابناء المقاومه ورجال حزب الله لقنت هولاء دروسا في الحرب لا ينسى وان البترودولار والسلاح الغربي الصهيوني ومشايخ وفتاوي الفتنه لن تسعف جيش الارهاب الوهابي لان كلمة الحق اعلى من الباطل وان النصر قريب على هولاء الظلامين الكفره من احفاد مستر همفر موئسس الوهابيه الماسونيه
أبوحيدر
2014-02-28
قال تعالى{قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين} لا شك أن أبطال حزب الله الغالبون يقتلون أعداء الله وأعداء الأنسانية بطريقة شرعية ومؤيدة من قبل الله جل وعلا وبطريقة روعة في التنفيذ عرفها وخبرها بني صهيون في ساحات الوغى وفي عملية(الأنصارية)في جنوب لبنان المقاوم حيث تركوا جيف وأشلاء قتلاهم و ولوا الدبر خائبين مندحرين والآن يذوق طعمها المر أعداء الله التكفيريون الوهابيون الأنجاس؟الذين يقتلون الأبريا غدرا بكل خسة ونذالة في بيوت الله والأسواق شهدائنا في الجنةوقتلاهم للنار .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك