المقالات

هل يستفيد وزير (الثقافة ) من درس وزير الزراعة الياباني ؟!

1648 15:32:00 2007-07-04

( بقلم : علي جاسم الغانمي )

القضية المطروحة الآن أمام القضاء العراقي وهي قضية وزير الثقافة اسعد الهاشمي ليست بالقضية السهلة أو الهينة بل على العكس من ذلك فهي قضية صعبة وشائكة وحساسة نظرا لما يتمتع به طرفا القضية من مكانة سياسية وحصانة دستورية فالطرف الاول (المدعي) هو نائب برلماني في حين ان الثاني (المدعى عليه) هو وزير ،وبسبب حصانتهما السياسية والدستورية فأن ذلك يشكل حساسية اكثر بالنسبة لتنفيذ القانون وتطبيق اجراءاته وآلياته فلو كان الطرفان المتنازعان شخصين عاديين وبسيطين لما كان ممكنا ان تحدث هذه الضجة أو كثر السجال والجدال أو كتبت هذه السطور حتى .

والمهم في هذه القضية أمران الاول هو نوع التهمة وطبيعتها وهي الاعمال الارهابية والقتل العمد وادارة عصابات ومليشيات ،اما الامر الثاني فهو عمل ووظيفة المدعى علية الهاشمي الذي يشغل منصب وزير (ثقافة) وبالطبع حين يكون سياسي ما وزيرا للثقافة فأن ذلك يعني امتلاك هذا السياسي (الوزير) قدرا كبيرا من الثقافة والعلوم والمعارف والاداب المتشحة جميعها بأخلاق عالية تمكنه من ادارة وزارته بنجاح لأنها مسؤولة عن أكبر شريحة من المثقفين والمبدعين من ادباء وشعراء وفنانيين ورسامين وتشكيلين وموسيقيين ومؤلفين وكتاب ورواة وقصاصين ونقاد وغيرهم الكثير ممن قد قضى عمرا طويلا من حياته في تكوين شخصيته الثقافية والادبية وأقصد من هذه الاطالة ان الفرد عندما يكون وزيرا لهذه الشريحة الواسعة فأن ذلك يضعه تحت مجهر المراقبة والتامل لأداء وزارته وللمساءلة والمحاسبة والنقد اللاذع في حالة التقصير فكيف الحال إذا ما كانت التهمة الموجهة اليه هي ازهاق الارواح والانفس وليس كما نسمع يوميا مجرد تهم السرقة والفساد الاداري والمالي والاختلاس والتلاعب بالاموال العامة التي أصبحت غاية يجب تحقيقها لدى جمع غفير من المسؤولين ما ان يتسلموا مناصبهم .

هذه التهمة من الطبيعي جدا ان تصاحبها هذه الضجة الاعلامية والسياسية لأنه كما قلنا فان صاحب الامر وزير وليس فلاحا او عامل بناء وعندما يكون الوزير عراقيا فذلك يعني ببساطة انه ينضوي تحت كتلة سياسية وينتمي الى حزب أو حركة لها عدد من المقاعد البرلمانية والوزارية بسبب المحاصصة السياسية والطائفية التي فرضتها الاحزاب الرئيسة على رئيس الوزراء عند تكوين وتشكيل حكومته .هذه المحاصصة هي السبب الاكبر في اثارة الضجة السياسية الحالية لأن الكتل –بصورة عامة- سوف لن تتهاون أو تتعاون مع قضية كهذه أو غيرها من القضايا حتى وان كانت القضية سهلة جدا وواضحة جدا بسبب التحسس من كون هذه الكتلة أو هذا الحزب هو المستهدف وليس صاحب الشأن (بسبب طائفية وعنصرية الكتل والاطراف الاخرى !!) وهذا بالطبع سببه ضعف الثقافة السياسية وقلة الرصيد الديمقراطي وتقديم الانتماء السياسي والمذهبي والطائفي على الانتماء الوطني وهنا تكمن الطامة الكبرى لأننا حينها سوف لن نتمكن من محاسبة المقصرين والمهملين من مسؤولينا لسببين الاول هو الانتماء السياسي وما يمكن ان تدور حوله من مجاملات سياسية ،والسبب الثاني هو ما يمتلكه المسؤول من حصانة برلمانية ودستورية تتيح له فعل ما يشاء دون ان يتعرض للمساءلة والمحاسبة .الحكومة من جهتها خيرا فعلت عندما رفضت التدخل سلبا أو ايجابا في حيثيات القضية تاركة الامر للقضاء ليقول كلمته الفصل ولتعلن ان لا أحد فوق القانون ولتوضح من جديد ان السلطة القضائية هي الاعلى والاهم في الدول الديمقراطية.

كما انه جدير بالذكر ان بعض الشخصيات المتسترة بالغطاء السياسي والحزبي قد حاولت اثارة زوبعة اعلامية وسياسية حول هذه القضية لا لسبب إلا من اجل تغطية نشاطاتها الارهابية والاجرامية للاستمرار بسياسة السلب والنهب مستغلين الحالة الامنية التي يعاني منها البلد فحاولوا جاهدين عبر قنواتهم الفضائية ووسائلهم الاعلامية بخلق فوضى ومحاولة عرقلة تنفيذ القانون وتعطيل تطبيقه بينما في الامس القريب قد ضربنا مثلا لسياسينا يمكن ان يقتدوا به لو ارادوا فعلا ان يصححوا اخطائهم وليجعلوه معيارا نصب أعينهم في مسارهم وأداءهم الحكومي حين أقدم وزير الزراعة الياباني على الانتحار بسبب فضيحة سياسية هي أقل بكثير من التي بين أيدينا الآن ومما لا نعلم أو يخفيه لنا القدر من بعض المسؤولين الآخرين فالوزير الياباني قرر ان يعاقب نفسه على خطئه ولم يحتمل الفضيحة والمحاسبة فأتخذ قراره معترفا بذنبه وهنا لا أدعو الوزير الهاشمي للانتحار بل الى مواجهة القضاء العراقي وتنفيذه سواء كان مذنبا أم لا ، ليكون قدوة في تطبيق القانون وعدم مخالفته أو التجاوز عليه واهماله ليكون بحق وزيرا ثقافيا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ليث حسن
2007-07-05
انهم اناس على دين امامهم صدام يخرجون من حفرة جرذان ويبطحون ارضاً وتفتش افواههم ويحاكموا ثم يعدموا اهون عليهم من ان يطلقوا رصاصة الكرامة على جباههم لان في هذه الرصاصة تسريع عذاب جهنم وخزي الدنيا عندهم طعمه احلى من الشهد لقد فطموا على الرذيلة وكفاها لهم خلقاً.
المهندسه سوسن
2007-07-04
من العجب العجاب ان تنبرى هذه الاقلام وتتهجم على وزير ثقافتنا (مصلختنا)اى المصلخ الذى تتم به ذبح الانعام الاتعلم هذه الاقلام الناكره للجميل ان السيد اللاهاشمى قد تدرب فى افغانستان وباكستان واتانا بشهادته الموثقه من سوربون بورا تورا ماذا يفعل هذا الرجل والشيخ الجليل ليرضيكم اطنه بحاجه الى مظاهرات من اولاد عمومته اصحاب العقول الفذه والدشاديش المينى جوب فى باكستان رافعين صوره وصور المجاهد(فلتة زمانه وعنتر العصر ابن لادن ) ولتخرج كل الدروع الوهابيه من الكهوف بالاحزمه الناسفه لتنقذ فتى الفتيان
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك