المقالات

مزادات علنية

1442 14:32:00 2007-07-09

بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين

ذات مرة اضطرتني الظروف ان استقل سيارة اجرة (باص) بعد ان تعرضت سيارتي الى عطل فني وانا على الطريق الذي يوصلني لمدينتي.  وخلال الرحلة التي استمرت الساعة والنصف تقريبا استمعت الى احاديث غريبة في اشاراتها ومرعبة في مضامينها وقد آثرت الصمت على التحدث كي لا تتغير وجهة الحديث فيما اذا تعرف الركاب على هويتي الاعلامية . ولقد صعقت وانا استمع الى الركاب وهم يتحدثون عن بعض مجالس محافظاتنا وكيف يتسرب اليها السماسرة الذين يقايضونك على المناقصة ان كنت مقاولا قانونيا ام متقوللا !!

فالمزاد العلني لهؤلاء السماسرة يبدأ قبل بداية الدوام الرسمي لاعضاء مجلس المحافظة والمقاولون هم الاخرون يصلوا الى نفس المكان بنفس موعد هؤلاء وقبيل بدء الدوام الرسمي بساعة تقريبا تبدأ المفاوضات بين الجانبين على عقد الصفقات ، تجهيز رصيف شارع بالشتايكر بدفتر، واكساء شارع بالاسفلت بثلاثة دفاتر، وتسليم مناقصة بناء مدرسة او مستوصف او مستشفى بدفترين، ومد انابيب مجاري بدفتر ونصف، وانشاء مشروع للماء بضعف المبلغ، ربما الى هذا الحد تبدو المسألة عادية طالما ان الطرفين (المقاول - السمسار) يريدان تقاسم الغنيمة والفائدة الا ان الذي لا يعقل البتة ان هذا المقاول يتقاضى كامل استحقاقاته المادية من الجهة المسؤولة وهو لم ينجز من مهمته ما مقداره الـ (25 %) من المناقصة. ترى الى أي حد وصل الانحطاط الاخلاقي والمهني والوطني بأولئك دون ان نستثني حتى المتورطين من المسؤولين بامور كهذه.

نعتقد وان كان الحديث جاء وكأنه حديث مقاهي الا انه بالتأكيد لا يخلو من الصحة خصوصا وان وسائلنا الاعلامية وخصوصا المرئية تطلعنا في كل يوم على نموذج اكثر ايلاما من هذا الذي قيل، وقبل ايام تابعت فضائية عراقية معروفة بمصداقيتها وهي تعرض تقريرا مصورا في منطقة ما من مناطق بغداد وكان المتحدثون الذين التقاهم معد البرنامج اناس على درجة كبيرة من الوقار، لكنهم تحدثوا الى تلك الفضائية بحديث غلب فيه طابع الانفعالية على وقارهم، وعند ذاك ترآى امامي حديث الركاب الذين استمعت اليهم قبل بضعة اشهر، لكن ماذا عساي ان اقول وفي الحلق ... !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك