المقالات

( العشرين) لن تكون غير ذلك

1296 13:04:00 2007-07-09

بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين

في صباح الثلاثين من حزيران الماضي دعيت الى حفل يختلف عن كل الاحتفالات العراقية، ربما وغير العراقية، فالمناسبة هي ثورة العشرين والموقع هو مضيف ومضارب شعلان البو جون مفجر وقائد الثورة وعلى الرقعة الجغرافية التي تشغلها عشيرة الظوالم والواقعة بمحاذاة مدينة الرميثة – المثنى-.عندما وصلت وكان معي احد مشايخ عشيرة عربية معروفة بامتدادتها في كل ارجاء العراق، ترجلنا من السيارة فكنَّا وجهاً لوجه امام الثورة وليس الاحتفال، بل وبالرغم من ان كل ما حولك من سيارات وسلاح وجيش وشرطة وضيوف ومكبرات صوت واعلام عراقية تنشر على طول الطريق المؤدية الى مضارب البو جون الا ان ذلك اظهر عجزاً كبيراً في ابعادك عن المشهد الحقيقي للثورة، الى الحد الذي يجعل المرء يشعر وكأن (العشرين) قد انطلقت الآن.اللغة التي فرضت نفسها في تلك اللحظة هي نفس اللغة التي تحدثت بها (العشرين) قبل 87 عاماً، كراديس (البرنو) و(الفالة) و(الهوسة) كانت سيدة الموقف، وبالرغم ايضاً من ان لغة الرصاص باتت من اللغات غير المحببة لدى العراقيين، الا انني لم اشعر بعذوبة لغة قط كالتي سمعتها قبل عشرة ايام في مضارب عشيرة الظوالم.الذي اضفى على الحفل هيبته ووقاره هو ان المكان قد تحول فعلاً الى ملحمة وطنية وهو يحتضن الآلاف من مشايخ القبائل والعشائر العراقية كشيوخ قبائل شمر، عنزة، زبيد، بني زريج، آل غانم، آل غزي، البدور، الفضول، العبيد، عموم بني حجيم، الجبور، الخزاعل، السواعد، آل فتلة، حجام، كعب، تميم والى غير ذلك من الاسماء.الذي فرض عليَّ دهشة اللحظة، انني وجدت نفسي كما الآلاف نقف باجلال واحترام امام نشيدنا الوطني الذي برع القائمون على الحفل بوضعه الفقرة الثانية في منهاج الحفل بعد التلاوة العطرة للقرآن الكريم والتي لم يكن الاختيار فيها اقل براعة عندما جيء بواحد من احفاد شعلان البو جون لم يتجاوز عمره العشر سنوات ليرتل ايات من الذكر الحكيم وكأنهم ارادوا بهذه الفقرة ان يشيروا للحضور الغفير الى عمق العلاقة بين الدين والثورة او بين المرجعية وقادة الثورة وما يؤكد هذا الرأي ان الكلمة المرادفة الى الكلمة التي القاها حفيد ابو الجون الشيخ حاتم شعلان والتي رحب فيها بضيوفهم كانت كلمة المرجعية العليا القاها وكيل المرجعية في عاصمة الثورة.دهشت عندما فاجأني عريف الحفل بدعوته لي لإلقاء كلمة بهذه المناسبة وانا لم اكن على استعداد نفسي وفي محفل كهذا المحفل الكبير، لكني لم اجد اية حيلة سوى القبول بالتوجه للمنصة وعند ذلك بالتأكيد سيحل التفاعل مع الحدث بدلاً من الدهشة التي تلبستني واعتقد انني استعدت انفاسي بعد ان تذكرت، انني هنا في مكان ربما هو الوحيد الذي تطأطأ فيه رأسك الى حد ما تستطيع وترفع رأسك فيه ايضاً الى حد ما تستطيع.وربما اكون امام الحالة الوحيدة التي شعرت بها انني اطأطأ رأسي لنشيدي الوطني دون اكراه ودون سرقة او توظيف سيء لهذا النشيد فيما وجدت نفسي في الحالة الثانية وانا اقف شموخاً لسبب بسيط ايضاً هو ان هذا النشيد هو الابن الشرعي للعشرين.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك