مديحة الربيعي
يوجد في كل وقت وحين, عقول تسعى للهيمنة, ونفوس تحلم بالقوة والتملك وألاستعباد, وألامثلة على هؤلاء أكثر من أن تورد, بدءاً من قابيل مرورا بفرعون قارون, النمرود, عتاة قريش, يزيد, ولازال التاريخ يفرز الكثير من تلك النماذج, التي متى ما حكمت, ساد الظلم ,وضاعت الحقوق.
العراق أحد أكثر بلدان العالم تضرراً, من الحكم الدكتاتوري والفكر الشوفيني, فكل من يجلس على الكرسي في هذا البلد, يسعى إلى التربح وتحقيق المنفعة على حساب الفقراء, من أبناء هذا الشعب, فيزيد الطين بلة ويتعامل مع البلاد كأنها أرث له هي ومن عليها, وهذا هو منطق الدكتاتورية حتى وأن ظهرت بثياب أخرى.
تحيط بكل من سعى للحصول على المنصب, طغمة تسخر لخدمته, وتسعى لترسيخ حكمه, لأن بقائهم يصبح مناطاً بوجوده, فهم الحاشية التي تصنع الفرعون, وتزين له أعماله المشينة, فكل طاغية حاشية, بين مستشار ومتملق, وشاعر, والقائمة تطول, فعندما قتل يزيد بن معاوية عليه لعنة الله, الإمام الحسين (عليه السلام), وجد من يصفق له وينشد القصائد بين يديه, تذكرنا هذه الصورة, بتصرفات بعض الجهات ألاعلامية التي هي في حقيقتها ليست أكثر من مجرد, مرآة تعكس الصورة المزيفة للمسؤول الذي يديرها, ففي الوقت الحاضر أصبح لكل مسؤول قناة فضائية!, وربما في قابل ألايام سيصبح لكل مرشحٍ فضائية.
وآلان والبلد مقبلٌ على انتخابات يفترض أن تكون, باباً من أبواب تغيير الواقع, وتحقيق الحلم بالعيش الكريم, نجد من يروج لبعض أركان الفساد, وكأنهم رهابنة, رغم أن أفعالهم تركت بصمة, في حياة العراقيين, فالفقر والجوع والفساد, والبطالة, الترمل واليتم, يقف وراءها ثلة من المفسدين, لم يرقبوا في الناس والوطن ألاً ولا ذمة, ورغم قبح أفعالهم, نجد من يروج لهم في وسائل لا يصح أن يطلق عليها, إعلامية, بل هي وسائل إيهامية, تمجد المفسد, والمرتشي والفاشل, وتنسج عالماً من ألاكاذيب.
لا خير في أعلام خانع يلوذ بأرباب الفساد, ويخدع الناس, ويروج للوهم, فالأعلام قبل كل شيء رسالة, ومهمة تحتم على من ينهض بها, إيصال الحقيقة للناس, لأعتبارات عديدة, أهمها الحرص على البلد, وخدمة الناس, والسعي لتحقيق واقع أفضل, وأنتشال الوطن من براثن آفات الفساد,ومن يفعل خلاف ذلك, فليعلم أن لا فرق بينه وبين شعراء يزيد, وأن لم يكن في وقتهم, ألا أنه يسير على خطاهم.
https://telegram.me/buratha