حيدر فوزي الشكرجي
الكل لاحظ في الآونة الأخيرة الهجوم على كتلة المواطن بسبب أحدى مرشحاتها وبسبب شعارها، وقد تملكني غضب شديد من الأساليب الرخيصة التي تستخدم اليوم لخداع المواطن، وللتوضيح فأنه على الرغم من أن قيادة كتلة المواطن دينية إلا أن الكتلة رفعت ومنذ أمد بعيد مبدأ المشاركة لحكم العراق، والمشاركة تعني القبول بأي شخص مهما كان مذهبه أو عقيدته، المهم هي عراقيته وحبه للوطن. والسبب لأن العراق متعدد الأعراق واشتهر بمساهمة نسيجه الملون في بنائه، ففي تاريخه العديد من الوزراء والمبدعين ومن شتى الملل حتى أن اول وزير ماليه في الدولة العراقية (1921) كان يهوديا وأسمه حسقيل ساسون، ولم تعترض أي جهة أسلامية وقتها على تسلمه الوزارة، لأن الإسلام يؤمن بحرية الديانات والدليل أن الرسول محمد (صل الله عليه وآله وسلم) جاور اليهود والمسيح ولم يسأ أليهم قط.
في الحقيقة أكاد اجزم أن من وراء هذا الهجوم هم عدد من المسؤولين أصحاب الشهادات المزورة الذين ارتعدت فرائصهم من وصول أمثال الأستاذة الجامعية الدكتورة ناز بدر خان السندي إلى قبة البرلمان،فهي بتاريخها العلمي الكبير وفاعليتها في المجتمع تمثل خطر حقيقي على مناصبهم فبكفاءتها مع أمثالها ستظهر مقدار فشلهم في أدارة الدولة.
وكذلك فهي الكردية التي وقعت تعهد بعدم استلام امتيازات البرلمان بينما أكثر نوابنا المسلمين العرب صوتوا على استلامها!! أن علاقة الإنسان بربه تخصه هو وحده وليس علينا ألا النصح، وبالتأكيد جهة النصح لن تكون من كذب و سرق وقتل باسم الإسلام.
أن البلاد التي يطغى فيها التعصب الأعمى، ويسعى كل طرف إلى عزل الآخر وإقصائه لا يمكن آن تتقدم، وخير مثال على ذلك سنغافورة التي كانت الدولة الأولى في الفساد في العالم، وبعد القضاء على التعصب العرقي بوصول رجل من العرق الصيني غوه كنغ سوي الى منصب نائب رئيس وزراء، والذي قام بالكثير من الإصلاحات مما جعلها ألان رابع أهم مركز مالي في العالم مع أنها دولة صغيرة فقيرة الموارد.
أما الطامة الكبرى وهي استهجانهم لصورة الطفل، فهذا هو الطفل العراقي الذي نسوه، الطفل الذي رضع الدم بدل الحليب، ونام على دوي الانفجارات بدل دندنة أمه، هو اليتيم الذي لم تقدر تضحية أبائه، هو المريض الذي لا سبيل لشفائه، هو البرعم النقي الطاهر، هو أمل العراق القادم.
وفي النهاية ورغم كل شيء نعم سأنتخب كتلة المواطن لأنها رشحت (سافرة)، وشعارها (طفل)!!.