مديحة الربيعي
لا زالت كربلاء,صرخة الحق التي تصك مسامع الطغاة, ومأثرة حفرت أحداثها في صفحات الدهر, تلك الملحمة التي مثلت الصراع, بين معسكر الخير ومعسكر الشر, وقوى الظلال والباطل وخفافيش الظلام, وقوى الصلاح وأنصار الفضيلة ورسل السلام, نعم أنها كربلاء, في كل مرة تتجدد أحداثها بصورة أخرى, أنى ذكر الصراع بين الخير والشر ذكرت ملحمة الخلود.
يدعى البعض أنهم سائرين, على نهج الحسين( عليه السلام), أذ أصبح رمزاً للثورات والفخر وألاباء وكعبة للأحرار, وملهماً للبشرية وشمس تنير الطريق لأتباع الحق, لا يحجب شعاعها ظلام , ولا يغيبها الباطل, لذا أخذ البعض يتهافتون على تلك المسيرة ليس حباً بها وبأصحابها, إنما ليتخذوها سلماً ليرتقوا على حسابها.
يسعى بعض الساسة, لأتخاذ الثورة الحسينية, وسيلة للحصول على تعاطف الناس, ليبين لهم أنه على طريق ألحسين( عليه السلام), ويتبع نهجه ومبادئه, هذه هو ظاهر ألامر ألا أنه في قراراة نفسه, وفي كل أفعاله يصطف مع المعسكر آلاخر, ويكيل الطعنات والضربات لسيد الشهداء وأصحابه, الطعنة أثر الطعنة والضربة أثر الضربة, حتى أنهم شاركوا في قطع خنصره وسلبوه ردائه وعمامته, وذبحوه من الوريد ألى الوريد فكانوا شركاءاً لشمر في فعلته الشنيعة, قد يتساءل البعض كيف فعلوا ذلك وهم لم يحضروا واقعة الطف؟
أن سيد الشهداء ( عليه السلام), أنما خرج لأصلاح واقع ألامة, بعد أن وصلت إلى الحضيض, وأنهارت القيم, وأنتشر الظلم, فكان خروجه ليعيد ألامور ألى نصابها الصحيح, ويصلح الواقع الذي لم يعد من الممكن السكوت عليه, لذا فأن رسالته واضحة ومنهاجه ثابت, فكيف يدعي البعض أنه يسير على نهجه وهو يقتل ويظلم ويسرق, ويطغى ويظلم ويبطش؟ كل أرملة جاعت وتسولت, ستسألكم عن حقها يوم المحشر, كل طفل ترك مقاعد الدراسة ليؤمن رغيف العيش سيسألكم عن حقه, كل شيخ فقير يتسول في الطرقات سيسألكم عن حقه, كل نفس أزهت دون ذنب ستسألكم عن الظلم الذي لحق بها يوم القيامة.
كل مظلوم, وكل محروم وكل فقير, سيسألكم عن ذلك, فكيف تدعون السير على منهج سيد الشهداء, وهو خرج لمقارعة الظلم بينما أنتم تنشرون الظلم؟ وكيف تظلمون الفقراء وهو خرج لأجل أنصافهم؟ وكيف تفقعون عين الحق, وهو خرج لكي ليبصر العالم الحقيقة وليظهر الحق على الباطل؟
نعم ما زلتم تذبحون الحسين( عليه السلام ) بأفعالكم, وتقطعّون أوداجه, وتضرمون النار في خيامه, وتشاركون في سبي عياله, وتقطعون الماء عنه وعن أهله, وتحاربون ثورته, وتقفون مع معسكر الملعون يزيد وأتباعه, فلا تدعوا بعد ذلك أنكم مع سيد الشهداء, ولا تدعوا السير على دربه, فهو منكم ومن أفعالكم براء.
https://telegram.me/buratha