مديحة الربيعي
الصراع الأزلي بين الخير, بدء من منذ أن خُلق آدم (عليه السلام), ولايزال قائماً, في كل وقت يوجد طاغية ينبري له المصلحون, فينتهي المطاف بكل طاغية ألأى مزابل التاريخ, ويفوز المصلحون بخير الدنيا وألآخرة, فأما الفوز بعد القيام بالثورات وأقتلاع أشواك الشر, وبذلك حقق هدف ألاصلاح ونال ألاجر, وإما الجود بنفسه ونيل الشهادة وذلك هو الفوز العظيم.
آل بيت النبوة(عليهم وعلى رسولنا الكريم (أفضل الصلاة وأتم التسليم) أخذوا على عاتقهم أعباء أصلاح واقع هذه ألامة, ومقارعة الظلم والطغيان, بدء ذلك من أن بُعث خاتم ألانبياء ( عليه الصلاة والسلام), واستمر آل بيته من بعده, بالدفاع عن الرسالة ألاسلامية, وقدموا القرابين المحمدية بين شهيد بالسيف وآخربالسم, ففي زمن كل أمام معصوم يكون طاغية يسعى ليفسد في ألارض ويسفك الدماء, فينهض المعصوم لمجابهة الطاغية في عصره, ويجود بنفسه من اجل رسالة السماء.
موسى أبن جعفر كاظم الغيض (عليه السلام), أحد المعصومين من آل بيت النبوة, عاصر دولة بني العباس, وأبى السكوت على الجور والظلم, وأنبرى لمقارعة الطغيان, فما كان من هارون ألا أن يودعه السجن, تزيد عن عشرين عاماً وقد تعرض (عليه السلام), للسجن اكثر من مرة, قبل أن يسجن للمرة ألاخيرة, التي أمر فيها الطاغية بدس السم له, ومضى شهيداً في الخامس والعشرين من شهر رجب.
أن اقدامهم على دس السم للأمام الشهيد, جاء نتيجة تعاظم أثره ألتفاف الناس حوله , وخوفهم من تأثيره في نفوس الناس, فقد ظنوا أن أبعاده عن أنظار العامة سيؤدي ألى عزله, لكنهم لم يجدوا لذلك سبيلاً, فهل يمكن ان تختفي الشمس في وضح النهار؟, فكان (عليه السلام) كالشمس, في كبد السماء وقد عجزوا أن يخفوا نوره, فكل المطامير وكيل القيود لم تمنع حب الناس له, وأنتضارهم لخروجه بفارغ الصبر.
كان التفكير بالخلاص من الإمام (عليه السلام), يمثل آخر الحلول,بالنسبة لبني العباس لأنه يمثل خطراً على حكمهم, أذ أعتقدوأ أن رحيله كفيل ببقاء دولتهم, لذلك أقدموا على أغتياله, لكن الفوز والخلود يبقى دائما وأبداً لمن يبذل نفسه في سبيل الدين ومقارعة الظلم , وأحقاق كلمة الحق, فبقيت قباب باب الحوائج تعانق السماء, وبقي ضريحه قبلة للزائرين وعشاق الحرية, ودليلاً على انتصار الحق, ونهاية الظلم وأهله, السلام على باب الحوائج ,يوم ولد ويوم استشهد, ويوم يبعث حياً.
https://telegram.me/buratha