المقالات

مرثية للحكيم من بلد الزهور

1358 04:25:00 2007-07-23

( بقلم : علاء الخطيب )

اليك يا أبا صادق.....

أيها السفر الخالد أيها النجم الساطع في سماء الشهادة الحمراء .. أيها الأمل والألم ..... أمل في حياتك وألم في رحيلك ونحن نعلم أن الأمل والألم يتألفان من حروف واحدة لكنهما مختلفان , يزرعان البسمة والدمعة وشتان بينهما. وحين يختلطان يولد المجهول وأي مولود ذالك المجهول إنه مجهول لا يمت الى الشرعية بصلة وأنى له ذلك, إنه زمننا الذي نعيش لا يمت الى الأزمان برحم ,إنه زمن اللامنتمي زمن الجحيم والغريب .

اليك يا أبا صادق ....... أيها الجرس الذي قـُرع وكأن في الآذان وقرا... وعلى القلوب أقفالها..لم يوقضها من رقدتها صوتك وأختارت لنفسها الهوان ومن يهن يسل الهوان عليه ما لجرح ٍ بميت ٍ إيلام.

اليك أيها الأشلاء المتناثرة على الارض التي أحببتها ولهجت بها وتغنيت, قد أحبتك النجف و أبت لحودها أن تضم جسدك الطاهر دون أن يحتضنك ترابَها بأجمعه وأنى للقبور أن تحوي عزمك وشموخك العلوي , لم تدرك تلك القلوب حظها إن لم تحتويك لأن قلبك من أحتواها .

اليك أيها الصوت المدوي المنطلق من عمق التاريخ من عرصات كربلاء المتجدد في الحاضرفي هتاف الأحرار ( هيهات منا الذلة)..اليك أيها الرقم الصعب في الزمن الصعب .

أيها الحكيم....قتلوك وأرادوا أن يقتلوا فيك النجف , النجف ألف عام من العلم والجهاد، ومحطات الثورة الدستورية، وثورة التنباك، والعصيان النجفي على الاحتلال الانكليزي، وانطلاق ثورة العشرين، والتحول عمليا الى دور الرقابة والاحتجاج والاعتراض على الاستبداد والظلم والتخلف الملكي والجمهوري... مما جعل نظام الاستبداد الأمثل أو الأسوأ، نظام صدام، يلتفت الى موقعها ويفكر بإلغائها مبتدئاً عام 1969 بالسيد الحكيم المرجع والزعيم والذي انسجمت في مرجعيته أبعاد متعددة تخطّت العلاقة التقليدية بين المفكرين ومرجع التقليد، فأصبح السيد الحكيم قائدا للعراق في المفاصل.. وبعد وفاته مقهورا عام 1970 انفلت النظام وحاصر النجف وشرع بتجفيف منابع العلم والجهاد فيها، وبعد الانقلاب الصدامي على البكر بلغت المسألة ذروتها في حصار النجف وتشتيتها، قتلا وسجنا وطردا ونفيا، وكانت الذروة بعد الاندحار في الكويت والانتفاضة التي كانت فرصة صدام وعلي حسن المجيد للإجهاز على ما تبقى من معاندة واعتراض بالاجتثاث وتعطيل دور النجف إلا في حدود محكومة برغبة الأمن الصدامي ونزواته... ولكن النجف بعد الاحتلال أبدت من الحكمة والتعقل والواقعية والثورية المضبوطة بالوعي والمعايير ما جعلها رافعة لمستقبل العراق.. المطلوب زعزعزته والانطلاق منه الى ما تبقى مما تبقى من العرب وغطاء للجريمة المنكرة في فلسطين المهجورة عربياً. إذن فالذي قتله يقصد إضعاف العراق وتشتيته ومنع التئامه وزرع الفتن بين كل جماعاته وداخل كل جماعة. والسؤال؟؟؟؟؟؟؟ لماذا الحكيم ولماذا النجف ؟ محمد باقر الحكيم والنجف قد يكونان نقطة لتقاطع بين أطراف متعارضين.. بين أذكياء وأغبياء، بين سياسيين محترفين وأيديولوجيين مهووسين.. ولكن كيف نحتاط لمستقبل العراق ومستقبل العرب والمسلمين في العراق؟ لا بد من احتضان عربي إسلامي للعراق، من قبل الحالة الشعبية العربية، ومن قبل العلماء والمفكرين، وللأنظمة القاصرة والمقصرة دورها المحفوظ الذي يمكن ان تحفظ شيئا من وجودها به. دعونا ونحن في الذكرىالرابعة لأستشهاد السيد الحكيم أن نعمل جاهدين من أجل الأستمرار والحياة , دعونا نحمل الهم ونسافر الى العراق قبل أن يسافر العراق بشظاياه ويساهم بتشظينا . قتلوك .......... يا أبا صادق وجهلوا وأخطأوا ولم يعلموا أن دربك درب الحسين قتلوك ....... وزرعوا في قلوب المخلصين محبتك فسلام عليك وأنت تقارع المستبدين وسلام عليك وأنت تنتفض في صفر وسلام عليك وأنت تقود الأحرار من أبناء العراق الحبيب وسلام عليك يوم وطأت قدماك أرض العراق ويوم عليك يوم عطرت دماؤك أرض النجف سلام عليك وعلى المستشهدين معك .عاش العراق وعاش نهجك الوسطي .

علاء الخطيب/ هولندا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك