بقلم: المهندس محمد علي الاعرجي
عندما أظهرت صور الفضائيات إمام المسجد الأحمر في باكستان لحظة اعتقاله بعد هروبه متخفيا بالعباءة النسائية دون أن تبدو عليه علامات الحياء والانهيار، تذكرت صورة صدام حسين عندما القي القبض عليه وهو بتلك الهيئة المهينة ويد الجندي الأمريكي تتفحص فمه وشعر رأسه الأشعث، وهو قبلها كان يدعو العراقيين لمقاومة المحتل . فإمام المسجد الأحمر هذا كان قبل ساعات من اعتقاله قد اصدر بيانا لأتباعه المغرر بهم من الذكور والإناث بعدم الاستسلام والقيام بعمليات انتحارية ضد الجيش الباكستاني!
عجبا... يدعو الصبيان إلى الانتحار فيما هو يفر مرعوبا كالفأر تحت العباءة النسائية التي وفرتها له إحدى الصبايا من جامعة (حفصة) الملاصقة لمسجده الأحمر، وهنا ظهرت الفائدة العظمى من وجود هذه الجامعة قرب المسجد فضلا عن فوائد أخرى في قلب الإمام وحاشيته من الملتحين عندما يقض الليل مضاجعهم بساعاته الطويلة فيشتاقون لنون النسوة !
ولم نرى أي استغراب لدى الإعلام (الجهادي) من كيفية ولوج إمام الجامع لحرمة جامعة حفصة النسائية وكيف وأين قام بتغيير ملابسه ومن هي المجاهدة التي تبرعت بملابسها للشيخ !ونحن العراقيون أصبحنا أكثر دراية بمجاميع الإرهاب الوافد إلينا من مفاقس التفريخ السعودي والباكستاني والأفغاني واليماني وغيرها من البؤر العفنة، التي تغسل عقول الشباب الضائع بين حارات الأفيون ومواخير الرذيلة وترسلهم إلى العراق باسم الجهاد، وما على حواضنهم إلا تنفيذ شهواتهم قبل (استشهادهم)، حيث جاءت الأخبار من تلك المناطق التي تسمى ساخنة أو مثلثات الموت ومربعاته تفيد بان الليالي الحمراء العامرة بالحشيشة كانت تقام لهؤلاء الشواذ قبل تفخيخهم وسوقهم كالدواب للمساجد والأسواق وتجمعات الأبرياء، فيما كانت الرؤوس المدبّرة من مجرمي النظام السابق وأئمة الإفتاء الجهلة تنعم بالأموال والجنس الحرام، وتغادر أوكارها حين المداهمة بزي النساء المنقبات، والموضوع له سابقة فقد تواردت أنباء عن هروب الكثير من القيادات الصدامية بعد احتلال العراق مستفيدين من العباءة والخمار(البوشية) !
وحصل ذلك أيضا بعد الهجوم على الفلوجة حين فر أمراء الجهاد وهم منقبون بخمار المليحة الأسود (تاركين الناسك المتعبد في حيرة) بعدما اقترفوا كل المحرمات وسخروا الدين لأهوائهم ورغبات نفوسهم المريضة .والسؤال هنا، أي برهان أو حجة يريدها المؤمنون بأفكار ونظريات هذه القيادات حتى يعودوا إلى صوابهم ويتركوا هذا الفكر والمذهب المنافي لكل تعاليم وقيم الإسلام السمحاء، الم يدركوا أن أكثر قيادات القاعدة وطالبان وما يسمى بالجماعات الإسلامية تسلم نفسها خاضعة ذليلة بعد مداهمة أماكن تواجدها دون أن تقدم على الانتحار كما تدعوا أتباعها لفعل ذلك، وهي الآن تسرح وتمرح في فندق (كوانتناموا)، ومنهم من ينعم بالخيرات والحسان والسيارات الفارهة وحاسبات اللابتوب والموبايل المرئي في دول أوربا ويستخدم بيوت الله لنشر وإشاعة فكر الأعزب (ابن تيميه) .
وفضلا عن المخدرات والزنا، فالشذوذ الجنسي متعارف ومعمول به بين تلك الجماعات وقد قدم لنا البرنامج الرائع والرادع (الإرهاب في قبضة العدالة) الذي كان يقدم من على شاشة الفضائية العراقية قبل أن تسقط العدالة في قبضة الإرهاب، نماذج حية لأفعال تلك القيادات التي وصلت لحد اللواط في بيوت الله واغتصاب النساء قبل نحرهن والتمثيل بجثثهن .
ثم علينا أن لا نغفل جانب مهم من شخصية قيادات الجهاد الوهابي وهي عدم وجود مبدئية ومعتقد راسخ لديها فهي سرعان ما تتنازل عن آرائها وأفكارها وخطبها النارية وتطلب التوبة والغفران عند وقوعها في الأسر، وهذا يؤكد مدى سطحية عقولهم وإيمانهم بما يعتقدون، والأمثلة على ذلك كثيرة فما يسمى بالجماعات الإسلامية في مصر والجزائر كانت تنقسم على نفسها وتتشرذم بين جماعات سياسية وأخرى عسكرية ومنهم من يساند السلطة القائمة حتى لو كانت ديكتاتورية ومنهم من يرفع السلاح ويبدأ بالانتقام وإزهاق الأنفس بغض النظر عن كون تلك الأنفس تمثل رجالات الدولة أو الناس الأبرياء بما فيهم النساء والأطفال، والقتل هنا يشمل الجميع فالمسيحي والشيعي والسني غير مستثنى ناهيك عن الأجنبي الزائر والمستخدم في شركة وحتى العاملون في المنظمات الإنسانية، فالتكفيريون والطغاة لا يشبعون من سفك الدماء والتلذذ بتعذيب الضحايا، ولكنهم اجبن الجبناء وإذا كنا نمثلهم بالفأر فنحن نتجنى على هذا الحيوان المسكين، فالذي كان يرى صدام ويسمع عنترياته أو يرى ألزرقاوي وأيمن الظواهري وكبيرهم الذي علمهم السحر أسامة بن لادن، يكاد لا يصدق مقدار القوة والجرأة التي يتمتع بها هؤلاء، إلا أن نهايات البعض منهم كانت كالصاعقة على أتباعهم، ولكنهم لا يتعظون فقد اذهب الله بصيرتهم وباتوا كالأنعام، وإلا بربكم هل هناك عاقل يصدق أن زعماء القاعدة الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء (أمام الشاشات فقط) يستطيعون غزو أمريكا ولندن ومدريد وبغداد وشرم الشيخ والمشتري وعطارد!!!!!!!!
ثم بماذا توحي رسائل الظواهري المسجلة بأحدث الأجهزة التلفزيونية والتي تصل حصرا لقناة الجزيرة الواقعة على مرمى حجر من اكبر قاعدة بحرية أمريكية في منطقة الشرق الأوسط وهي قاعدة السيلية في قطر، ألا توحي بوجود هذه الشخصيات في أماكن آمنة تحوي احدث أجهزة الاتصال والإنتاج التلفزيوني، وهي مكلفة بأداء مهمة قذرة لفترة من الزمن ثم يتم القضاء عليها في ظروف غامضة بعد انكشاف أمرها أو بعد نهاية المهمة المسندة إليها .ولا تستغربوا إذا عرفتم أن بن لادن والظواهري يتنقلون بحرية يحسدهم عليها الكثير والفضل كله للعباءة والبوشية(النقاب)، لان نهاياتهم لم تقرر بعد كما إن المهمة الموكلة إليهم لم تكتمل فصولها لحد الآن .
https://telegram.me/buratha
