مديحة الربيعي
بات واضحاً لجميع المهتمين بالشأن السياسي, حجم الخدمات الجليلة التي تقدمها التنظيمات ألارهابية للكيان الصهيوني, بدءاً من تنظيمات القاعدة الذي فتح الباب على مصراعيه أمام امريكا وإسرائيل, للتدخل في شؤون المنطقة العربية, مروراً بجبهة النصرة, والجيش الحر, وألان جاء دور داعش, التي تمثل الضلع الثالث في مثلث الخراب في منطقة الشرق الأوسط, بعد النصرة والجيش الحر.
الغارات الصهيونية على الاراضي الفلسطينية, تتزامن مع دخول الجماعات المسلحة الى محافظة الموصل, وأنشغال الرأي العام العالمي بما يحدث في العراق, ألامر الذي سهل مهمة الكيان الغاصب, وأطلق يديه في غزة, فأخذت ماكنة القتل الضخمة تحصد ألارواح, تحت مسميات مختلفة, وأن تعددت ألا أن الغرض منها واحد, هو القتل وتعزيز الوجود ألاسرائيلي وبسط نفوذه في الأراضي الفلسطينية وتهديم المنازل وتهجير من تبقى من ألاسر الفلسطينية, لتصبح فلسطين بأكملها تحت سيطرة اسرائيل.
الجرف الصلب, هو أسم العملية التي تنفذها العصابات الصهيونية, على غزة والتي لم نسمع رداً من الخلفاء, الذين نصبوا انفسهم حديثاً بصفتهم أوصياء على ألامة ألاسلامية, التي أحلوا دماء أبنائها وأموالهم! وحين سئل قادة التنظيمات الارهابية عن عدم تدخلهم في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الدائر, كان جوابهم أن هناك شرخٌ في ألامة ألاسلامية يجب أن يصلحوه أولاً حسب تصريحات قادة تلك الجماعات الارهابية التي تناقلتها وسائل ألاعلام, وبذلك فأن القتال ضد الكيان الصهيوني ليس على قائمة تلك التنظيمات.
أن السبب في توحد الرؤى بين اسرائيل وقادة تلك التنظيمات, هو أن عدوهم واحد وهو ألاسلام والمسلمين, وأن ألامة الاسلامية لا يوجد فيها شرخ سواء هؤلاء وأمثالهم, فهم الورم الخبيث الذي تمكنت, الدول ألاستعمارية من زرعه في الشرق الاوسط .
أصبحت الصورة واضحة للعيان, فالخليفة يكمل ما بدأه الحاخام, وأن تعددت ألاسماء والصفات ألا أن الهدف واحد, وهو تمزيق الدول العربية وتجزئتها الى دويلات صغيرة تتصارع فيما بينها, ولن يبقى جيش في المنطقة يمثل تهديداً لسلامة الدولة اليهودية التي يحلم اليهود بأن تكون حدودها من النيل الى الفرات, وأدواتهم في ذلك المرتزقة والمأجورين, وحرب العصابات التي تعمل وفق رؤية الفوضى الخلاقة.
https://telegram.me/buratha