المقالات

أصعب المنافي منافي البلد

1489 05:00:20 2014-07-22

مديحة الربيعي

وجوه غيرتها الشمس, وأيادي صغيرة تحمل كسرة خبز, وأقدام حافية تخطو على جمر العوز ومرارة الخسارة, وألاكراه على ترك المال والديار, ليكون المسكن خيمة تصب الجمر, على رؤوس ساكنيها تحت حرارة شمس تموز التي ترغب أن تتوارى خجلاً, لأنها تشرق على أناس لم يعد للنور مكانٌ في حياتهم.
الجوع, والعطش والسير لمسافات طويلة, والمصير المجهول, أبرز يوميات النازحين, التي لم تنته عند هذا الحد والوصول لمنطقة امنة, بل سيبدأ فصلا اخر من فصول العذاب, الذي يمثل نيل لقب نازح جواز المرور لعالم لم يألفوه مسبقاً.
حرائر أعتدن أن يكن مصانات, وأطفال إعتادوا اللعب في باحة المنزل, وأب أعتاد أن يوفر لأهله قوت يومهم بعمله وجهده, وتأبى نفسه أن يطلب العون وألاحسان.
آلان مجمل ما بحوزتهم خيمة, وورقة تثبت انهم نازحين, ويوميات أقل ما فيها من مرارة الأجتماع حول مائدة ألافطار, ليؤدوا فريضة الصوم للخالق الذي يحرسهم بعينه التي لا تنام, وسرد ذكريات رمضان المنصرم وكيف كانوا في بيوتهم امنين, علها تخفف عنهم وطأة الالم, وحرارة يوم طويل, يأملون أن ينقضي سريعا, ليسدل الليل ستاره, فيكون ستراً لهم, ويأتي بنسائم تمحو قسوة شمس النهار.
مخيمات تضم بين ثناياها قصصاً تفطر القلوب, وتذيب الصخر الماً وحسرة, على شيوخ مرضى دون علاج, ورضع يصرخون من الجوع, وأمهات حيارى لا تعرف ماذا ستطعم الصغير والكبير, وأباء جار عليهم الزمن وأصبحوا غرباء يطلبون ألاحسان, في بلادهم.
هذا هو حال الاف من الاسر النازحة التي أجبرت على ترك منازلها, بسبب مجاميع من القتلة أختارت أن تعتاش على الدم, وترويع الابرياء, يشاركهم في ذلك من ثلة من المتخاذلين ممن باعوا بلادهم بثمن بخس, وخانوا الشرف العسكري.
بين هذا وذاك يكتمل مثلث الخراب بمسؤولين متخمين, لم يكلف أحدهم نفسه بالتبرع براتب شهر واحد يخصصه لسد رمق ألاف الجياع من أبناء وطنه, فأختار من البنوك الأوروبية وطناً لماله, وتخلى عن أبناء وطنه, لتكتمل بذلك اطراف معاناة النازحين, الذين تنطبق عليهم كلمة لاجئين, فهم غرباء داخل الوطن, وكأن لسان حال كل نازح يقول, قد أصبحت لاجئا في بلدي!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك