المقالات

سنوات القحط المالكية

2261 02:50:47 2014-08-20

هناك أيام, لا يتمنى المرء, أن يعتبرها جزءاَ من حياته, ربما فقد في أحدها عزيز, او طرق أبواباَ أجبرته الظروف على أن يطرقها, رغم أن أهلها ليسوا كراماً بل لئام, تلك ألايام مهما حاول المرء أن ينساها أو يتناساها, لن يتمكن من ذلك, أيام سوداء, حالكةٍ كليل مظلم غاب فيه القمر, وأختفت من سمائه النجوم.
أيام حملت في جعبتها ألازمات, حتى وصلنا فيها إلى درجة التمزق, وكادت البلاد أن تغرق في بحور من الدم, على حد رغبة مستشارة رئيس الوزراء, السابق مريم الريس, وعلى وفق ما صرح به الرفيق السابق, علي الشلاه, بعد أن أنهى المالكي خطابه, الذي تنحى فيه لصالح العبادي, حيث أشار الشلاه, ألى أن قادة عسكريين أرادوا أن يحسموا موضوع المنصب لصالح المالكي بالقوة, لحماية الناس من أنفسهم الأمارة بالسوء الراغبة في التغيير!

تلك ألايام نتمنى أنها ما كانت ولن تكون, رغم دعوات الخيرين الى طي صفحة الماضي, وألقاء مآسي تلك ألايام في مزابل التاريخ, لكن لا يجب أن نترك تلك الأيام تذهب سدىً, ولابد أن نأخذ منها عبرة, حتى لا يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى, كي لا يمتطي أبطال من ورق مرة أخرى, أحصنة الخشب, ويخوضوا معارك وهمية, تكتبها أيادي المتملقين, من حاشية السلاطين, لنكتشف بعد فوات ألاوان, حجم الكذب والأدعاءات التي تتبدد كظلمة الليل حين ينبلج الفجر, لندرك بعدها أن السلطان الموقر, ليس ألا فزاعة تحركها أيادي العابثين.

يجب أن لانترك من وضع , العراقيين بين مطرقة الجوع, وسندان الأرهاب, نعم نسامح, ونطوي صفحة الماضي لكن هذا لا يعني أن نترك من أعاد العراق خلال ثمانية سنوات, ألف سنةٍ الى الوراء, ويبقى أصحاب سنوات القحط يسرحون ويمرحون, هم ومن طبل وزمر لهم من أبطال الفضائيات, وكلاب السلطة, وسراق المجد, ليأخذوا أماكنهم مرة أخرى في الحكومة الجديدة, بأشكال وصفات جديدة.

رغم إن حكم الأخوان المسلمين لم يتجاوز العام الواحد, ألا أن الشعب المصري, جعل من فترة حكمهم تلك, عبرة أتعظوا منها حتى لا يتكرر الخطأ مرة أخرى, رغم أن جراحاتهم طفيفة لا يتجاوز عمرها السنة, فكيف ننسى جراحاً عمرها ثمانية أعوام, بعد أن أستبشرنا خيراً بعودة العراق, إلى الحياة بعد عام 2003, لتلتف بعد ذلك أيادي الدكتاتورية, محاولةٍ أزهاق روحه, لولا أن تداركه العقلاء, ختام القول, نأمل أن يعتبر الجميع, بسنوات القحط المالكية المنصرمة, فالسعيد من أتعظ بغيره, والشقي من أتعظ بنفسه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك