المقالات

آمرلي تدافع عن عفتها

1149 12:45:44 2014-08-21

بلدة غافية على وادي كور دره، الذي يقسمها إلى نصفين، إدارياً تتبع إلى قضاء طوزخرماتو، وتبعد عنه حوالي30كم، سكانها ينتمون بالأغلب إلى الديانة المسلمة الشيعية، يتكلم سكانها اللغة التركية الخالصة، التي احتفظوا بها منذ 14 قرناً، حينما أتى جدهم الأكبر المنحدر من عشيرة البيات اوغوزخان ايمور بن داغ خان، لباسهم الشائع طشقندي الأصل، ومهنتهم الزراعة الديمية.

يمتزج عشقهم لوطنهم وأرضهم، امتزاجا عميقا مع الدم، فمهنة الزراعة لها تأثير في نفس الإنسان الزارع، تزيد تمسكه بأرضه، رغم أنهم في السنين الماضية، اعتمدوا على حفر الآبار، لشحة الأمطار.

ورغم بساطة الإمكانيات، وضيق ذات اليد عسكرياً واقتصادياً، والحصار المفروض عليها من الجهات الأربعة، تأبى هذه البلدة الشريفة بأهلها، إلا أن تقاوم القتلة الغزاة، ولم تستثنى هذه المدينة الصامدة من مفخخات المجرمين، على طول الفترة منذ سقوط اللانظام العفلقي وللان، المستوصف الوحيد في الناحية لا يلبي الطلب والحاجة، معارك شرسة يخوضها أبناء الناحية، وحالات الوفاة بين الأطفال والنساء والشيوخ هي الأكبر.

كل هذا والمدينة تأن تحت وطأة حصار أنجاس وحثالات الأرض، وما برح الإخوة السياسيون يشجبون ويستنكرون، التبرعات جمعت من الخيرين، على مختلف أنواعها، طبية،غذائية ومالية، والوزارات المعنية، قصرت أيما تقصير في إيصالها، وتستغيث فلا تغاث، الأهالي الغيارى وبالتعاون مع بعض كتائب الدفاع الجوي، الموجودة بالناحية، مازالوا يقاومون، ما يزيد عن عشرين ألف إنسان معرضون للموت، ليس قتلا بيد الكفرة الدواعش، بل من الجوع والعطش والمرض.

مقاومون أبطال، جسدوا أروع المواقف، مستلهمين من الإمام الحسين عليه السلام الصبر والصمود، كل هذا والعالم يتفرج، والحكومة تشجب وتدين، والبرلمان يقف تضامناً، ويبدوا إن العالم لا تهزه دموع أم العصابة و(الخاراطالي و الصاية) ، ولا تهز مشاعره دماء ولد (الملحة الخايبة).
إن هتك ستر آمرلي فكلنا مسؤولين، إن فقدت شرفها فكلنا معنيون، إن لوث ثوبها الأنجاس، فكلنا مشتركون بصمتنا عن الجريمة، ولن ينفعنا حينها الأسف، لن ينفعنا عض الأصابع ندماً، وستكون دموعنا دموع التماسيح على الضحية، ارفع راسك وانصر آمرلي، بدل أن تدسه في التراب مثل النعامة، انصرها ولو بكلمة أو دعاء، آمرلي لا تدافع عن عفتها فقط، آمرلي تدافع عن كل الشرف العراقي، آمرلي تستنصركم، فهل من مجيب..سلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك