لم يكن الشعب العراقي وحده, على ما يبدو يبحث عن التغيير, بل ان معظم الدول العربية والعالمية, رحبت بتشكيل الحكومة الجديدة, وكانت تنتظر هي الأخرى بفارغ الصبر, تحريك المياه الراكدة, في العملية السياسية, فالإخفاقات المتتالية للحكومة السابقة لم يقتصر, تأثيرها على العراق وحده, بل انعكست آثار الفشل السياسي على علاقات العراق, مع مختلف الدول, ويظهر ذلك جلياً, في عدم التعاون الأقتصادي والعسكري, ضمن المحيط الإقليمي والدولي للعراق.
اليوم تتطلع كل العيون, العراقية والعربية والعالمية, نحو الحكومة الجديدة, ولم يكن الترقب العالمي مقتصراً, على أرسال برقيات التهنئة, وانتظار ما سيحدث, بل أصبح العراق في هذه الفترة, محط أنظار الزعماء والرؤساء, الذين مثلوا بلدانهم بأعلى مستويات التمثيل, الرسمي بين وزير خارجية, ورئيس دولة, حطوا رحالهم على أرض الرافدين, يذكرنا هذا المشهد, بأحتفاء العالم بحكومة, السيسي في مصر التي حظيت بترحيب وتأييد عالمي واسع.
العلاقات الدولية, ركن أساسي من أركان, نجاح أي حكومة جديدة, أما بالنسبة للعراق فهي ضرورة لابد من منها, من أجل العمل, على مد الجسور الأستراتيجية مع مختلف الدول , من أجل تحقيق التعاون, في مختلف المجالات, العسكرية, والأقتصادية, والسياسية.
العمل على تحقيق, الأستقرار السياسي في العراق, من الأولويات, بل وعلى رأس القائمة بالنسبة, للحكومة العراقية الجديدة, فأغلب دول الجوار كما هو معروف, لها دور كبير في تحقيق الأستقرار, لأن معظهما يدعم أحزابٍ وتياراتٍ سياسية, شريكة في العملية السياسية, وهذا واقع لا يمكن أنكاره, كما أن اغلب الدول المجاورة, لها دور كبير, في تأمين الحدود مع العراق, ومن الضروري التعاون, معها في هذا المجال, لمنع تسلل العناصر الإرهابية.
الدول العالمية هي الأخرى, لها دور محوري, لا يقل أهمية عن دور الدول المجاورة, فالدعم العسكري, الذي أتضحت أبعاده, والحاجة اليه بعد أزمة الموصل, لم تتمكن الحكومة السابقة من استثماره, ولم تبذل جهداً يذكر, في سبيل بناء ترسانة عسكرية, قوية تمكن, أبناء الجيش العراقي من الدفاع عن البلاد.
أن واقع التعاون الأقتصادي, مع مختلف الدول, كان معدوماً هو الآخر, والدليل على ذلك, الشركات الأستثمارية, المحدودة الموجودة في العراق, والتي رغم قلتها فأنها تفتقد للقدرة والكفاءة.
الحكومة الجديدة, برئاسة العبادي, أمامها فرصة مهمة, لابد ان تعمل على أستثمارها, لبدء صفحة جديدة, في العلاقات الدولية مع العراق, للعمل على تحقيق أهم مرتكزات النجاح , من أجل النهوض بواقع البلاد, ليأخذ العراق دوره الحقيقي في العالم, وليطوي صفحات الفشل السياسي, وينتقل من مرحلة الأمل الى العمل الجاد المثمر, على أمل أن يسير العبادي على خطى السيسي, أو ربما يطمح للأفضل؟
https://telegram.me/buratha