المقالات

ابطال القادسية فرسان اليوم

1349 14:37:00 2007-08-05

بقلم: عبد الرزاق السلطاني عضو اتحاد الصحفيين العرب

إن الحراك غير المبرمج وانتهاج سياسة التهديد والضغوط والابتزاز تعد سياسة غير مجدية لتعطيل عمل الحكومة والبرلمان، ولن يعيد العراق الى عهد الديكتاتورية والرمز الاوحد، ولا رابح من تداعيات الانفعالات غير المدروسة والتي ستنعكس على الملف الامني، الا أن الرهان من خارج الحدود سيدفع الى نتائج خطيرة لصالح المتاجرين بالدماء ممن ازدادت ارصدتهم عبر سياسة التشكي والتباكي والاستجداء باسم هذه الفئة او تلك، ففي الوقت الذي يعيش فيه العراق حراجة الموقف المتأتي من الارهاب والفوضى لاعطاء صورة مغايرة عن الواقع الوطني بدليل الانسحاب غير المبرر كون التوافق من الكتل المساهمة في الحكومة وشاركت في الانتخابات وتشكيل البرلمان وكتابة الدستور وهي عضو مشارك في العملية السياسية، وعليه يجب فتح ملف العلاقات الداخلية ومراجعة المواقف عبر القنوات الدبلوماسية والابتعاد عن المصالح الذاتية، فالامن والمصلحة العراقية ستتطور كلما اقتربنا من المصالحة الوطنية باعتماد القواسم المشتركة والمقاطع الاستراتيجية لتبديد المسائل العالقة عبر القنوات الدبلوماسية، فضلاً عن تجسير الاهتمام الرئيس بتعبئة المؤسسات السياسية والكتل للسير باتجاه المواطنة لان ذلك بالتالي سيقود لتكوين حكومة ذات فعالية أكبر، فإن الفهم والنضج الوطني هو طريق الديمقراطية ، اذ ليس هناك خيار آخر للتقدم والخروج من الازمات التي تصب في خانة اعداء العراق الذي يمر بمفترق حقيقي بعد أن اتضحت المؤامرات، وكشف المشهد عن حقائق ساطعة لم يعد بمقدور احد مهما امتلك من قدرات او زعم أن بمقدوره ان ينكرها وهي ان العراقيين محكومون بالتعايش السلمي وان لا سبيل غير ذلك، بل لابد من مشاركة الجميع على قاعدة تكافؤ الفرص وحقهم في الاختيار الحر لممثليهم اذا ما اريد بناء عراق ديمقراطي تعددي دستوري فيدرالي تحترم فيه حقوق الانسان وتسود فيه سيادة مؤسسات القانون وينعم شعبه بالحرية والامن والاستقرار.

ومما يؤسف له رغبة بعض الاطراف العربية لاسيما الاقليمية منها التأثير أو ممارسة دور سياسي داخل العراق وهي ما تزال محكومة باتجاهين: احدهما عاجز تماما عن صناعة خط التماس مع واشنطن وبالتالي مقيد بتصوراتها وخططها، وغير جاهز لتقديم مبادرة حقيقية للخروج من الازمة، والآخر بدافع المناورة مع الأخيرة بحثنا عن اوراق تمكنه من تجاوز مشكلاته معها، وهو هنا يستخدم القضية العراقية بشكل محسوب لتحقيق توازن من نوع ما في علاقاته الاقليمية والدولية، وهما في الحالتين رهينا الكثير من الشعارات الواهية التي لازالت تدوي في عقولهم ممن يعتقدون ان الطريق الى بغداد يمر عبر القدس، باعتبار ان القضية الفلسطينية هي مفتاح التعاون مع الاوضاع الشرق اوسطية، بما تشهده من ازمات مختلفة حسب فهمها لتأكيد شعار البعث المقبور ـ الطريق معبد من بغداد الى القدس ـ

غير أن الوصول الى الاستقرار في العراق يتطلب استخدام سياسة العصا الغليظة ضد القوى الارهابية، وتدجين الأخرى باعطائها الفرصة لتعود الى رشدها، واعتماد خطة البناء الاقتصادي من اجل معالجة البطالة، كعناصر اساسية تسهم في خفض التوتر وبناء الدولة الا ان فهم الخصم ومطالبه غير المشروعة يعقد الامور لتقديمه الحل الخارجي بالتعامل مع حكومات المنطقة مباشرة، اذ لابد من وضع حد حقيقي لتلك الانتهاكات التي ساهمت بمفاقمة الوضع الامني بما في ذلك عمليات الامداد بالسلاح وأحزمة الموت وزج المجموعات التكفيرية واحياء نشاطها من عناصر من جنسيات مختلفة وتسهيل مهمة اقامتهم وتصديرهم بطرق غير قانونية وشرعية ليحصدوا ارواح الابرياء من العراقيين تحت مسمى (مقاومة المحتل) وصدق شاعرنا حين قال:متى يبلغ البنيان يوما تمامه اذا كنت تبني وغيرك يهدم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك